كربلاء تنفرد بزراعة (التنباك) احد المحاصيل الزراعية النادرة في العراق

يواصل قضاء الجدول الغربي أحد أقضية محافظة كربلاء المقدسة شرقي المدينة تميزه بزراعة محصول (التنباك) المستخدم كأحد أنواع التبغ الخاص بالأركيلة والذي يعد من المحاصيل الزراعية النادرة في العراق نظراً لطبيعته الخاصة ومراحل زراعته الدقيقة ويباع هذا المحصول محلياً في كربلاء المقدسة ويتم تصديره إلى المحافظات المجاورة في ظل غياب معامل متخصصة لتصنيعه كمادة (المعسل) كما هو الحال في بلدان أخرى .

في جولة ميدانية نظمها المكتب الإعلامي للاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في كربلاء المقدسة تم تسليط الضوء على واقع زراعة التنباك والتحديات التي تواجه المزارعين في محاولة لإيصال صوتهم إلى الجهات الحكومية المعنية .


زراعة متوارثة وجهود فردية


المزارع أحمد طالب الچباسي أحد المزارعين المهتمين بزراعة هذا المحصول تحدث قائلاً : " زراعة التنباك متوارثة منذ القدم وقد توارثناها عن آبائنا وأجدادنا يزرع في قضاء الجدول الغربي فقط ويعد من المحاصيل المشهورة هناك دخل إلى العراق بعد الحرب العالمية الأولى عن طريق الهند وانتشرت زراعته نظراً لخصوبة التربة في المنطقة "

وأشار الچباسي إلى أن التنباك ينتمي للعائلة الخبازية ويعد من النباتات المجهدة للتربة ويتطلب جهوداً كبيرة وكلفاً مرتفعة إذ تصل تكلفة زراعة الدونم الواحد إلى مليون ونصف دينار عراقي ، وأوضح أن الصنف الأكثر زراعة هو الهندي ويتميز بجودته رغم قلة إنتاجه فيما اتجه بعض المزارعين إلى زراعة الصنف الأمريكي لوفرة إنتاجه .


مراحل زراعة شاقة ومتطلبات عالية

أما المزارع عادل الحسناوي فقد شرح تفاصيل مراحل زراعة المحصول قائلاً : " نبدأ بزراعة (الداية) في كانون الأول ، وتُغطّى بالأغطية البلاستيكية , في منتصف شباط ننقلها إلى الأرض الدائمة بعد مرحلة (التمريز) , يمر المحصول بمراحل عديدة منها (التنزيز) و (التتريب) ثم (قطف الخروص) وهي من أصعب المراحل لأنها تؤثر على الأوراق ، يبدأ الحصاد في منتصف حزيران ، وتجفف الأوراق وتملح ضمن عملية تعرف محلياً بـ (التتنيگ) ، ثم تعبأ وتباع إلى الأسواق " .

وبين الحسناوي أن إنتاجية الدونم الواحد تتراوح بين 2 إلى 3 أطنان ، ويباع الطن الواحد بأكثر من ثلاثة ملايين دينار ، لكنه يحتاج إلى رعاية دقيقة من أسمدة عضوية وكيميائية وسقي منتظم .


مطالب بإعادة الدعم وتشغيل المصانع


من جهته أوضح السيد علي ناعور الكَريطي رئيس الاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية التعاونية لقضاء الهندية ، أن زراعة التنباك تراجعت بشكل كبير بعد عام 2003 بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج ومنافسة التبغ المستورد قائلاً : " كان يزرع سابقاً على مساحة تقارب 3000 دونم ، بينما تقلصت المساحة اليوم إلى ما بين 20 إلى 25 دونم فقط ، هذه الزراعة تواجه تحديات كبيرة تتطلب تدخلاً حكومياً " .

وطالب الكَريطي الحكومة والجهات ذات العلاقة بدعم زراعة هذا المحصول والعمل على إعادة فتح معامل إنتاج التبغ المحلية التي كانت تستلم المحصول من الفلاحين ، ما يشجع على زيادة المساحات المزروعة ويحمي المنتج الوطني من التراجع والانقراض .


الخلاصة :

تمثل زراعة (التنباك) في قضاء الجدول الغربي تراثاً زراعياً مهماً وفرصة اقتصادية قابلة للتطوير، خاصة مع وجود خبرات محلية ومعرفة متراكمة لدى الفلاحين ، غير أن هذه الزراعة تواجه خطر الاندثار ما لم يتم تفعيل دور المؤسسات الزراعية والاقتصادية لدعمها وتوفير بيئة ملائمة لعودتها بقوة إلى الساحة الزراعية العراقية .

المرفقات

وسوم : التنباك

العودة إلى الأعلى