بيئة كربلاء: نسعى جادين لتطبيق المفاهيم البيئية على واقع المدينة ويتطلب ان يتكاتف الجميع لإظهار كربلاء بأجمل صورة

شهد العراق اشكاليات كثيرة ومتفاقمة تتعلق بسلامة البيئة بسبب تزايد الأنشطة الصناعية والتجارية والتغيرات المناخية وغيرها وهذه الاشكاليات والمخاطر تقود الى تداعيات مستقبلية حذر منها المختصون والمنظمات المعنية وذلك يستدعي التخطيط والعمل بغية مواجهة هذا التحديات التي تنعكس على صحة وسلامة المجتمع.


وكالة كربلاء الدولية تابعت الموضوع مع مدير بيئة كربلاء المهندس حامد عبيد عبد الله اليساري عبر الحوار التالي   

ــ ما مهام وواجبات دائرة بيئة كربلاء و ما المنجز منها؟

ــ ان مهام وزارة البيئة ومن ضمنها دائرة بيئة كربلاء مهام رقابية وإشرافية على كل الدوائر الخدمية في محافظة كربلاء المقدسه، عملنا يتطلب اجراء الكشوفات على كافة الخدمات الصناعية والزراعية والخدمية والانشطة الاخرى لمراقبة مدى توافقها مع محددات دائرة البيئة للحفاظ على البيئة المحيطة من انشطة التلوث البيئي في المعامل وغيرها وعملنا يستند الى قانون حماية وتحسين البيئية رقم 27 لسنة 2009 المعدل، وفي حال عدم حصول النشاط ان كان معمل او حقل دواجن او برج اتصالات وغيرها على الموافقة البيئية سوف نقوم بتوجيه انذار ومن ثم اللجوء الى أوامر الغلق وحسب القانون او ان كان النشاط حاصل على الموافقة البيئية ولكنه لم يلتزم بالشروط والمحددات البيئية المطلوبة لكل نشاط سوف نلجأ الى توجيه انذار ومن ثم نفرض غرامة مالية تتناسب مع نوع المصدر الملوث وحجمه ومدى تأثيره في البيئة المحيطة، اجراءاتنا مستمرة وقد اجرينا كم هائل من الاجراءات خلال عامي (2023 ـ 2024 ). 

ــ ما الاجراءات المتبعة بخصوص الأنشطة التي تخالف التعليمات البيئية كإنشاء الابراج وغيرها من مخالفات؟

ــ ترد الكثير من الشكاوى بخصوص نصب الابراج والحقيقة ان الاشعة التي تصدر عن الابراج هي اشعة كهرومغناطيسية غير مخترقة لجسم الانسان او الاجسام وإنما هي أشعة راديوية وليس فيها اضرار على جسم الانسان ولا توجد اي مؤسسة علمية تحذر من خطر هذه الابراج ومع ذلك لدينا شعبة مختصة تقوم بإجراء الكشوفات ومنح الكتب الرسمية لنصب الابراج على الدور السكنية وفق الضوابط المطلوبة ووفق قانون 1 لسنة 2010 اما المواضيع التي تخص دور البستنة وتفتيت الأراضي الزراعية بطرق لم تخضع لأي ضوابط بلدية او قانونية او بيئية ورمي النفايات على اكتاف المبازل وفي الشوارع وفي الساحات مما يضر بالبيئة فقد اوعزنا الى دائرتي البلدية والبلديات بمعالجتها ولكن يبقى حل هذه الاشكالات بحاجة الى بذل جهود اكبر وأكثر وفيما يتعلق بالأنشطة الصناعية فأن اجراءاتنا مستمرة ومشددة ولدينا خطة معدة من قبل قسم التخطيط حيث نقوم بإجراء الزيارات للمعامل والمشاريع وفي حال وجود مخالفات تفرض غرامة تصل الى اكثر من 20 مليون سنويا وهذه الرقابة تشمل الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية والمستشفيات والمعامل المختلفة وجميع الانشطة التجارية او الصناعية ومديرية البيئة والجهات المعنية الأخرى يعملون على نقل المعامل الصناعية و التجارية الى خارج الاحياء السكنية لمنع حدوث التلوث لكون ان بعض المصانع تقع في مناطق سكنية ويعد ذلك مخالفة للضوابط البيئية كمنطقه المعملجي لذا تم نقلها وتم ترحيل معمل الطابوق في منطقتي عون والكمالية، وفي منطقة فريحة يوجد معمل للصناعات الانشائية بدأنا مرحلة ترحيله الى منطقة تقع خارج المدينة لتخليص المدينة من الانبعاثات الدخانية الكثيفة التي تنتج بين حين وآخر وهناك دراسة وتخطيط لنقل بقية المصانع.

ــ هل من معالجات او برامج او خطط وضعت للنهوض بالواقع البيئي؟

ــ تشهد المدينة انجاز الكثير من المشاريع ومنها مشاريع المجاري في قضاء الهندية وقضاء الحر تم انشاء سبعة محطات لمعالجة المياه في عموم المحافظة ويوجد 50 خط لدفع الصرف الصحي وهذه المشاريع الحديثة تعمل بالنظام المفتوح اوالمغلق لمعالجة مياه الصرف الصحي وتخليص المدينة من هذه المياه بعد ان كانت سابقا تلقى في الأنهر والمياه الصالحة للشرب والمبازل دون اي معالجة، نأمل من الدوائر الخدمية كافة الاسراع في انجاز المشاريع التي على عاتقها، ومن الاجراءات المهمة التي تصب في خدمة الواقع البيئي هي قيام الدوائر الخدمية في كربلاء والأقسام الفنية في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بدارسة موضوع استخدام مياه المبازل في سقي الأراضي الزراعية بعد معالجتها إذ لاحظنا ارتفاع مياه المبازل حد الامتلاء لذا لابد من الاستفادة من هذه المياه بعد معالجتها في سقي الأراضي الصحراوية والأشجار غير المثمرة كمرحلة أولى وهناك مرحلة ثانية تدرس فيها استخدام المياه المعالجة في سقي المحاصيل الزراعية المثمرة، ان هذا المشروع يساهم في تحسين الواقع البيئي، وقد تم عقد عدة اجتماعات من قبل دوائر الزراعة و البيئة والماء والصحة والعتبات المقدسة والدوائر الأخرى في كربلاء بصدد المشروع.  

 ــ ما التحديات التي تعيق او تحد من عمل المعنيين في الدوائر والمؤسسات البيئية؟

ــ يعد عدم التزام أصحاب المشاريع الصناعية وغيرها بالشروط والقوانين البيئية أحد التحديات التي تواجه عمل المديرية لذا نطالب أصحاب هذه المشاريع بزيارة مديريتنا والإطلاع على القوانين البيئية من أجل سلامة المدينة والمواطن من أضرار التلوث البيئي. 

ــ التوعية البيئية لها انعكاس واضح على الواقع البيئي فهل تقوم مديرتيكم بأنشطة توعوية؟

ــ شعبة الإعلام والتوعية البيئية تقوم بعدة جولات وكشف مواقع لنشر التوعية لدى شرائح المجتمع سواء في المدارس والمعامل وغيرها وتضطلع الشعبة بالعديد من الفعاليات كإقامة الندوات ونشر البوسترات وغيرها.

ــ العمل البيئي يحتاج الى تعاون دولي ومحلي لاسيما التعاون بين الوزارات حدثنا عن هذا المحور؟

ــ لدينا تعاون مع الدوائر الخدمية وغيرها من المديريات في كربلاء، ونسعى جادين لتطبيق المفاهيم البيئية على واقع المدينة وذلك يتطلب ان تتكاتف جميع الجهات الحكومية والمؤسسات والعتبات المقدسة لإظهار كربلاء بأجمل وابهى صورة، ومن الجدير بالذكر ان العتبات المقدسة سباقة في هذا المضمار ولها الكثير المشاريع الحيوية.

ــ تنفذ العتبة الحسينية العديد من المشاريع الزراعية فإلى أي حد تسهم هذه المشاريع في تحسين الواقع البيئي؟

ــ مشاريع العتبة الحسينية المقدسة نالت استحسان جميع من زارها او شاهدها لاسيما المشاريع التي تضيف مساحات خضراء للمدينة وهذا يعتبر من المؤشرات الايجابية للتقريرات المناخية وأود ان أوضح ان جميع المشاريع التي تقوم بها العتبة الحسينية المقدسة هي مشاريع خضراء تعمل على تحسين البيئة ومن المشاريع المهمة للعتبة الحسينية المقدسة التي تنعكس على الواقع البيئي انعكاساً ايجابياً مشروع تدوير النفايات وسوف ينشأ على مساحة قدرها 500 دونم، ونحن في مديرية بيئة كربلاء نسعى للتعامل مع الدوائر الاخرى لإنشاء هذا المشروع المهم خدمة لمدينة كربلاء وزائريها كما انشأت العتبة الحسينية مزرعة فدك لتحويل جزء كبير من الارض الصحراوية الى واحة خضراء لذا نقدم شكرنا وتقديرنا لمشاريع العتبة الحسينية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة التي ترعى مشروع الحزام الأخضر الذي يعتبر مصد لهبوب الرياح المصحوبة بالأتربة.

العودة إلى الأعلى