الإمام الحسين (عليه السلام ) في السنة

2025-12-15 11:50

لقد أكد كتاب الله الحكيم بآياته البينات فضل أهل البيت -عليهم السلام- وقد أشار لذلك عشرات المفسرين للقرآن الكريم حيث وضحوا وبينوا واستدلوا على إن أسباب النزول كانت تشير لآل البيت النبي والإمام علي والحسن والحسين وفاطمة -عليهم السلام- من خصص بتلك الآيات الشريفة حتى ان ابن عباس -رض- قال :ربع القرآن بعلي وآله ومنها :

قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: ٥٥]، وقد أجمع المفسّرون واستفاضت الروايات من طرق الشيعة والسنّة انّ الآية نزلت في حقّ عليّ (عليّه السلام.

 قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عليّهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) [ الشورى: ۲۳ ]، هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليّهم السلام) والأئمّة من ولد الحسين (عليّهم السلام.

 وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ...) [النجم: ۱]، روى أهل السنّة والشيعة انّ النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) قال: «من سقط ذلك الكوكب في داره فهو خليفتي من بعدي». وقد سقط النجم في دار عليّ (عليّه السلام)، فقال المنافقون: انّ النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) غوى بحبّ ابن عمّه وليس قوله هذا الّا عن الهوى، فنزل قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) [النجم: ۱ ـ ٤].

 يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) [المائدة: ٦۷]، والآية نزلت قبل غدير خم فامتثل النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) أمر الله تعالى بالتبليغ وأعلن ولاية عليّ (عليّه السلام) على رؤوس الاشهاد بقوله: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه». وقد روى السيوطي عن بعض الصحابة أنّ الآية نزلت هكذا: «يا ايها الرسول بلغ ما انزل عليّك من ربك أنّ عليّاً مولى المؤمنين الخ». (الدر المنثور، السيوطي: ج2، ص298)  

 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عليّكُمْ نِعْمَتِي...) [المائدة: ۳]، نزلت بعد واقعة غدير خم أيّ بعد ما بلغ النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) ولاية عليّ (عليّه السلام) في غدير خم.

 (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) [الحاقة: ۱۲]. قال رسول الله (صلّى الله عليّه وآله وسلّم): «هي اذنك يا عليّ».

وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [ الواقعة: ۱۰ ـ ۱۱ ]. وقد ورد ان السابقون ثلاثة، ففي رواية عن ابن عباس قال: «سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب ياسين إلى عيسى وسبق عليّ إلى محمّد»( إحقاق الحق و إزهاق الباطل، التستري: ج5، ص588)

وفي حديث آخر، السابقون السابقون أربعة ابن آدم المقتول وسابق اُمّة موسى (عليّه السلام) وهو مؤمن آل فرعون وسابق اُمّة عيسى وهو حبيب النجّار والسابق في اُمّة محمّد (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) وهو عليّ بن أبي طالب (عليّه السلام)( بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج69، ص156)

 (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله) [ التوبة: ۱۹ ]، نزلت في عليّ (عليّه السلام) والعبّاس وشيبة، فقال العبّاس: أنا أفضل لأنّ سقاية الحاجّ بيدي وقال شيبة: أنا أفضل لأنّ حجابة البيت بيدي، وقال عليّ (عليّه السلام): « أنا أفضل فإنّي آمنت قبلكما وهاجرت وجاهدت »، فرضوا برسول الله (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) فأنزل الله تعالى هذه الآية. (بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج22، ص288)

  (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ) [ السجدة: ۱۸ ]، نزلت في عليّ (عليّه السلام) والوليد بن عقبة، فعن ابن عبّاس: وقع بين عليّ بن أبي طالب وبين الوليد بن عقبة كلام، فقال له عليّ: « يا فاسق »، فردّ عليّه، فأنزل الله (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ).( إحقاق الحق و إزهاق الباطل، التستري: ج14، ص201)

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) [ المجادلة: ۱۲ ]، ولم يعمل بهذه الآية غير عليّ (عليّه السلام) كما قال (عليّه السلام): « آية في كتاب الله ما عمل بها أحد من الناس غيري: النجوى كان لي دينار بعته بعشرة دراهم فكلّما أردت ان اُناجي النبي (صلّى الله عليّه وآله وسلّم) تصدّقت بدرهم ما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي ».( إحقاق الحق و إزهاق الباطل، التستري: ج14، ص207)  ).


وماورد بالسنة الشريفة من أحاديث تواتر صحتها تؤكد على وجوب إتباع آل محمد -عليهم السلام - ومنهم سيد الشهداء سيد شباب أهل الجنة .

الحسين في السنة الجزء الأول :

عن دائرة المعارف الحسينية يؤكد آية الله الدكتور محمد صادق الكرباسي بالموسوعة الحسينية الصادر عن المركز الحسيني للدراسات لندن - المملكة المتحدة الطبعة الأولى -2008م 559 صفحة بهذا المجلد الأول يؤكد المؤلف ص13 :

(( ..... وما هذه الموسوعة إلاّ تركيبة خاصة جمعت بين الكم وبين الكيف ،بل خضعت لاخصاب المادتين وترويضهما ليتولد منهما انفجار كبير يترك وراءه موجاً يجري وتتضاعف معه الأمواج لتشكل حلقات داخل حلقات أخرى لتموج وتموج وينبعث منها موج بعد موج .....)). 

حقاً حقا هذا الدفق والسيل والموج العارم من الموسوعة التي طافت بكل أرجاء وأجزاء ومفاصل النهضة الحسينية من الولادة إلى الشهادة ، وإنعكاس الملحمة الحسينية بتاريخ البشرية وفكرها وثقافتها ..وإعتبار سيد الشهداء الرمز الكوني البشري للإقتداء به بكل نهضة للحرية بالعالم .

ثم يفصل المؤلف العلامة السنة ويقسمها ويفسرها ويوضحها كما في ص 16 :

(( المقصود بالسنة : هو كل ماصدر من القول عن المعصومين الأربعة عشر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وابنته فاطمة والإمام علي ونجليه الحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين -عليه السلام- ....)). ثم يوضح السند والمتن وطبقة الرواة لسلامة النص ودلالته . وفي باب علوم الحديث علوم السنة والحديث  والمقدماتي والجوهري ويفصلها بتفريعات متعددة ليكشف مراميمها ب7 نقاط مهمة قوة النص وسلامته ،ومدى دلالته وأقسام الحديث من حيث السند ومصطلحاته والتعادل والترجيح ودراسة الادب المستخدم في الحديث وتطوراته ثم حجية قول المعصوم ومقومات قول الراوي سابعاً : دراسة مقارنة لنص الحديث مع الكتاب والعقل والإجماع . لينتقل بعد ذلك بالاستفاضة علم رجال الحديث بشرح عميق ليكشف مغازيه ومراميه بصفحات متتالية لينتقل الى الدراية وقوة النص وسلامته ومطاوي هذا البحث الكاشف عن صحة صدور النص من المعصوم بعدها يبين أقسام الحديث بتفريعات يفصل مضانها والمراد منها ليركز القواعد الأساسية والمعايير في كشف الأثر ،والحديث والخبر والرواية والسنة كما وضح ذلك ص 43 :

(( فالأثر :أشمل من الأخريات ، فكل سنة ورواية وخبر وحديث أثر ،ولكن “الحديث” وأخواتها أخص من الأثر لأختصاصه بالكلام دون غيره ،فلذلك لايمكن إطلاق إحدى الأربع على الأخريات ...)).

مايميز إطروحات العلامة آية الله محمد صادق الكرباسي بالبحث والتقصي العلمي الإستدلالي الذي يؤسس لفهم السنة النبوية بتفسير الأحاديث عن الخصائص الحسينية وتحليل الروايات والأخبار وفق النسق التحليلي العلمي والمنطقي الذي يثبت ماصدر عن النبي وأئمتنا المعصومين -عليهم السلام- عن سيد شباب أهل الجنة إمامنا الحسين الشهيد -عليه السلام- ويستمر بمنهج التحليل بكافة أبواب الكتاب الذي لم تكفه الصفحات وإنما يحتاج إلى وقفات ووقفات مستمرة لعرضه والتعريف والتبصير والتذكير بهذا الجهد العلمي البارع .

المرفقات

العودة إلى الأعلى