جامعة الكوثر في إسلام آباد تُحيي ذكرى عاشوراء بمجالس عزاء جامعة توحّد أطياف الأمة
أحيت جامعة الكوثر في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، التابعة لمؤسسة الإمام الخوئي (قدّس سرّه)، مجالس عزاء حسينيّة مهيبة، تخليدًا لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في واقعة الطف الخالدة.
اكتست الجامعة منذ اليوم الأول من محرّم أجواءً من الحزن المقدّس والروحانية العاشورائية، حيث توافدت حشود غفيرة من المعزّين من مختلف مناطق باكستان وخارجها، للمشاركة في المجالس التي امتدّت على مدى الليالي العشر الأولى من الشهر المبارك.
وحدة إسلامية تحت راية الامام الحسين (عليه السلام)
اللافت في فعاليات هذا العام كان الحضور المتنوّع والموحّد لأبناء الأمة الإسلامية من مختلف المذاهب؛ إذ اجتمع الشيعة والسنّة وسائر أتباع المدارس الإسلامية في أروقة الجامعة، تحت شعار: "الحسين يوحّدنا". وقد شكّلت هذه المجالس نموذجًا مشرقًا للتعايش والتآلف والوحدة الإسلامية، حيث تحوّلت ساحات الجامعة إلى منارة ساطعة بالمحبّة والانفتاح.
خُطب فكرية وروحية: السيرة الأخلاقية وبناء المجتمع المهدي
اعتلى منبر المجالس لهذا العام سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أنور علي النجفي، معتمد المرجعية العليا في العراق، حيث قدّم سلسلة من الخطب الدينية والفكرية حملت عنوان: "السيرة الأخلاقية والعملية لأهل البيت عليهم السلام وأثرها في بناء المجتمع الحسيني والمهدي". وقد استعرض سماحته، مستندًا إلى القرآن الكريم وسيرة المعصومين عليهم السلام، كيف أنّ خلاص الإنسان المعاصر يبدأ من معرفة الحسين عليه السلام، والسير على نهجه في الإصلاح والصبر والتضحية.
تجهيزات وتنظيم متكامل
في سبيل إنجاح البرنامج، قامت إدارة الجامعة بتوفير أنظمة صوت وصورة حديثة، لضمان إيصال الخطب واللطميات إلى جميع الحاضرين بوضوح وتأثير عميق، ما أضفى على المجالس طابعًا تنظيميًا احترافيًا وروحيًا في آنٍ واحد.
صرح عالمي يحمل رسالة كربلاء
بهذا، تؤكّد جامعة الكوثر مجددًا أنها ليست مجرّد مؤسسة تعليمية، بل منبر عالمي لنشر الفكر الحسيني، وترسيخ قيم الوحدة، والتسامح، والإصلاح، مجسّدةً رسالة كربلاء في بعدها الإنساني العابر للزمان والمذهب والحدود.