محافظات عراقية ترفع حالة الطوارئ بعد انتشار الحمى القلاعية والصحة توضح خطورة الفايروس على الانسان
تستمر الحمى القلاعية بحصد المواشي والقطعان في بغداد وبابل ونينوى، وسط مخاوف من انتشار العدوى بشكل أكبر، وبدأت السلطات الصحية في العراق برفع حالة الطورائ بعدد من المحافظات والبدء بتنفيذ حملات التعفير والتطهير في حقول مربي الجاموس بعد انتشار المرض بشكل سريع .
ونفذت فرق الرقابة الصحية في بابل، حملات تفتيشية لمحلات الجزارة لمتابعة الالتزام بشروط الرقابة الصحية بعد تعرض منطقة العيفار وسط مدينة الحلة بمحافظة بابل لكارثة غير مسبوقة، بعد انتشار "فيروس غامض" أدى إلى نفوق مئات رؤوس الجاموس، وسط عجز المربين عن احتواء الأزمة وتأخر استجابة الجهات المعنية.
أما في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، فقد أعلن مدير المستشفى البيطري في المحافظة، عمر الحيالي، اتخاذ إجراءات صارمة بإيقاف حركة الحيوانات غرب الموصل، وذلك عقب تسجيل إصابات بمرض الحمى القلاعية في بلدة بادوش، وسط تسجيل نفوق وتسجيل إصابات بعدد من الجواميس.
وأكد الحيالي في تصريح صحفي ، أن "المستشفى البيطري يعمل على متابعة الوضع عن كثب"، مشيرًا إلى أن الإصابات بالحمى القلاعية مسيطر عليها حاليًا، وأنه سيتم توضيح كافة التفاصيل لاحقًا للإعلام.
وأضاف: "قمنا بعملية مسح شاملة، وتشكيل غرفة عمليات متخصصة، وإجراء عمليات مسح في بعض الأقضية والنواحي للحد من انتشار المرض"
وأوضح أن التنقل للحيوانات في المناطق التي تم تحديدها كبؤرة للإصابة قد تم إيقافه حفاظًا على صحة الماشية ومنع تفشي المرض في باقي أنحاء المحافظة
وفي البصرة أقصى جنوب العراق، أعلن مدير المستشفى البيطري في المحافظة، الدكتور رياض محمد، عن تسجيل المحافظة إصابات بمرض الحمى القلاعية.
وقال محمد إن "البصرة سجلت إصابات بمرض الحمى القلاعية في مناطقها الشمالية"، مؤكداً أن "أعداد الإصابات قليلة ومسيطر عليها ".
هذا وقد نظم العشرات من أصحاب الثروة الحيوانية في منطقة الفضيلية ببغداد، اليوم الثلاثاء، تظاهرة غاضبة في بغداد للمطالبة بالتعويض وتشكيل لجنة لمكافحة وباء الحمى القلاعية، فضلا عن الكشف عن المسبب الرئيس وراء ما يحصل، فيما طمأنت وزارة الصحة المواطنين بعدم تسجيلها إصابة بشرية حالية أو سابقة بالمرض.
ومع استمرار تفشي الفيروس، يواجه مربو الجاموس مشكلة التخلص من المواشي النافقة، حيث يلجأ بعضهم إلى رمي الجثث على الطرقات العامة، مما يزيد من خطر انتشار العدوى، بينما تقوم فرق البلدية والبيطرة بجمع هذه الجثث وإتلافها، إلا أن تأخر عمليات الإزالة يجعل المنطقة مهددة بانتشار الأوبئة والأمراض”.
هذا وجه مكتب رئاسة مجلس الوزراء العراقي في وقت سابق من اليوم، بتشكيل لجنة تحقيقية، بخصوص ما أشيع من إصابات الجاموس والأبقار بالحمى القلاعية، بعضوية عدد من المختصين في مجال الطب البيطري والثروة الحيوانية.
وبحسب بيان إعلامي للمكتب "فقد باشرت اللجنة أعمالها في متابعة حالات نفوق الحيوانات، وتحديد أسبابها من خلال الزيارات الميدانية، وسحب النماذج المرَضية للحمى القلاعية بالاستعانة بالخبرات المحلية والدولية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة ومنظمة الغذاء والزراعة الدولية (الفاو)، لغرض فحص العينات في المختبرات المرجعية العالمية، كما وجّه وزارة الزراعة بجرد الأضرار وحصرها ومتابعة معدلات حدوثها وظهورها".
وطمأنت اللجنة المواطنين، بأنّ "هذا المرض الذي يصيب الماشية لا ينتقل إلى الإنسان من خلال استهلاك المنتجات الحيوانية كاللحوم والحليب ومشتقاته، ولا يشكل خطراً على صحّة المستهلك"، وفق البيان.
فيما أوضح الناطق باسم وزارة الزراعة، محمد عبدالرضا الخزاعي، في بيان ورد تابعته وكالة كربلاء الان، إن "الوزارة سجلت حدوث إصابات بمرض الحمى القلاعية لحيوان الجاموس في مناطق الفضيلية وجرف النداف وحي الوحدة والنهروان في محافظة بغداد"، مبيناً أن "كوادر دائرة البيطرة والدوائر الساندة لها قامت ومنذ اللحظات الأولى لانتشار المرض باستنفار كوادرها في المستشفيات والمستوصفات البيطرية للإطلاع على الوضع الصحي للحيوانات المصابة وإرسالها إلى المختبرات المركزية للتوصل الى التشخيص الدقيق للمرض وإعطاء العلاجات اللازمة ورش الحضائر بمضادات الفيروسات (الفاركون لاس)".
وأضاف البيان، أن "شدة الإصابة تركزت في حيوانات الجاموس الصغيرة ونسب الوفيات بحدود الخمس بالمائة وهي ضمن الحدود الطبيعية وكان للجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق الصحية البيطرية فإن نسب الإصابات بدأت بالانخفاض خلال اليومين الماضيين".
وأشار البيان، إلى أن "جميع الأدوية والمضادات الطبية موجودة وبكميات كبيرة في جميع المستشفيات والمستوصفات البيطرية في جميع محافظات العراق"، موضحاً أن "مرض الحمى القلاعية ينتقل بين الحيوانات فقط ولا ينتقل إلى الإنسان".
وأعلنت دائرة البيطرة التابعة الى وزارة الزراعة ، منع حركة الحيوانات من وإلى البؤر المرضية المصابة بالحمى القلاعية لمدة 14 يوماً.
الى ذلك أعلنت وزارة الصحة العراقية اليوم الثلاثاء عدم تسجيل أي إصابة بشرية بالحمى القلاعية في البلاد
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر إن "المؤسسات الصحية التابعة للوزارة لم تسجل أي إصابة بشرية بالحمى القلاعية سابقا ولا حاليا".
ورغم أن المرض لا يشكل خطرا على البشر، إلا أنه يمكن أن ينتشر بسرعة من خلال الماشية من ذوات الحوافر المشقوقة ما يعد تهديدا محتملا خطيرا للزراعة.