احتضنت العتبة الحسينية المقدسة متمثلة بمركز كربلاء المقدسة للدراسات والبحوث المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين على قاعة خاتم الانبياء تحت شعار "زيارة الأربعين تجسيد للقيم الروحية والتقدم العلمي" وبمشاركة أكثر من 25 دولة و146 بحثاً, بحضور عدد من الشخصيات الدينية والاكاديمية والاجتماعية فيما شهد القاء كلمات بينت اهمية الزيارة الاربعينية باعتبارها حدثا انسانيا يجسد القيم الانسانية والاجتماعية السامية.

وقال سماحة السيد محمد صادق الخرسان ممثل الحوزة العلمية في النجف الأشرف خلال المؤتمرأن " التطورات العلمية المعاصرة يجب أن تُستثمر في تطوير الذات الإسلامية, إن الإمام الحسين عليه السلام في هذا الموسم ليس مجرد تجمع بشري، بل استنفار للطاقات من أجل حفظ الهوية الثقافية للإنسان, إن الإمام الحسين عليه السلام علم الأمة أن تحافظ على أصالتها."

وبين أن " الأمر الذي يجب أن يحيى هو أمر أهل البيت، فهو لا يقتصر على صغير ولا كبير وزيارة الأربعين قدمت للأمة ما يحفظ توازنها فلا بد أن يحمله التقدم العلمي، وأن يهتم المعنيون بقضية التشاور فالتشاور هو استعادة الطاقات."

وذكر الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الحاج حسن رشيد العبايجي في كلمة خلال المؤتمر " إن الإمام الحسين عليه السلام كان نموذجاً عملياً للاقتداء ونموذجاً للأمة، ورسالةً لتحرير الإنسان من الظلم والطغيان، ونستلهم قيمه الروحية والإنسانية لتوجيه الجهود الأكاديمية والمؤسسية نحو خدمة الإنسان وبناء مستقبل يحفظ الكرامة ويعزز العدالة والحرية .

واشار الى" تصدي أهل البيت عليهم السلام وتقديم التضحيات جسيمة من أجل تقويم الدين الإسلامي، وتبقى مدرسة الإمام الحسين عليه السلام في زيارة الأربعين مثالاً راسخاً يبرز قيم الشجاعة والكرامة والحرية، ونبني من هذه التضحيات منهجاً عملياً يوجه عملنا المؤسسي وخدماتنا للزائرين , ونؤكد على أهمية ترسيخ القيم الأخلاقية والوحدة الإنسانية المستلهمة من ثورة الإمام الحسين "عليه السلام".

وبين ممثل وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس جامعة بغداد الدكتور بهاء إبراهيم إنصاف" أن المؤتمر يمثل مشروعاً حضارياً يتضمن محاور متنوعة وفرصة متميزة لتبادل الخبرات" مشيراً إلى أن "استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون في خدمة زوار أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) وهنا اشيد بالعتبة الحسينية المقدسة متمثلة بمركز كربلاء للدراسات والبحوث في تنظيم المؤتمرات العلمية عن الأربعين".

فيما قال رئيس جامعة كربلاء الاستاذ الدكتور صباح واجد علي" ان زيارة الاربعين ليست مجرد طقس شعائري، بل فعل فلسفي، وتجسيد لمسيرة الوعي نحو التحرر من الخوف ومن عبودية السلطة, وان كل خطوة في زيارة الاربعين بمثابة الانتماء الحقيقي الى المشروع الانساني العابر للطوائف، والاعراق واللغات".

ونوه الى ان" ما يحدث في زيارة الاربعين لا يمكن فهمه فقط في داخل الاطار الشيعي او الاسلامي، بل انه رسالة مفتوحة للبشرية جمعاء عن مقاومة الظلم وعن الكرامة والتضامن المجاني".

واضاف ان" زيارة الاربعين يمكن عدها فلسفة حياة، وإعلانا عالميا لاستمرار الصراع بين النور والظلام، فضلا عن كونها دعوة للحوار بين الحضارات لا على اساس المصالح بل على اساس المعاني".