1003 اسماعيل بن الحسين العودي العاملي (توفي 580 هـ / 1184 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (33) بيتاً:
بفنا الغريِّ وفي عـراصِ العلقمِ تُمحى الذنوبُ عن المسيءِ المجرمِ
قبرانِ قبرٌ لــــــــــلوصيِّ وآخرٌ فيـــــــــــه الحسينُ فعُجْ عليهِ وسلّمِ
هذا قتيلٌ بـ(الطفوفِ) على ظما وأبوهُ في كــــــــــوفانَ ضُرِّجَ بالدمِ (1)
ومنها:
طلبوا بـــــثأرِهمُ ببدرٍ فاقتضوا بـ(الطفِّ) ثارَهمُ بحدِّ المخذمِ
غـــــصبوا عـلياً حقَّه وتحكَّموا ظـــــــلماً بـدينِ اللهِ أيّ تحكّمِ
نبذوا كتابَ اللهِ خلفَ ظهورِهم ثمَّ استحـــــلّوا منه كلَّ محرَّمِ
الشاعر
الشيخ شهاب الدين إسماعيل بن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين العودي العاملي الجزيني (2) قال عنه السماوي كان فاضلاً متضلعاً من العلم والفضل الجم، وكان أديباً شاعراً، دخل العراق وزار المشاهد، وحضر على علماء الحلة، ثم رجع إلى بلاده (جزين) وله: نظم الياقوت، أرجوزة نظم بها الياقوت لابن نوبخت في علم الكلام، ولم أقف على شعر له غير ما أورده ابن شهرآشوب في المناقب وكان معاصرا له... (3)
وقد نسب السيد الأمين هذه القصيدة للشيخ محمد بن علي العاملي (توفي 965 هـ) (تلميذ الشهيد الثاني) في حين أن القصيدة وردت بتمامها في كتاب (المجموع الرائق) للسيد هبة الله ابن ابي محمد الحسن الموسوي الذي ألفه سنة 703 هـ (4)
يقول علي جابر داود في ترجمة الشيخ إسماعيل الجزيني: ولد في بلدة جزّين من بلاد عاملة، في زمن الاحتلال الصليبي أو قبله بقليل، وكان عالماً علامة، أديباً شاعراً، تلقّى علومه الأولى في مهبط رأسه جزين، ودخل العراق، وزار المشاهد المقدّسة، وحضر على علماء الحلّة، ثم رجع إلى بلدة جزّين.
له كتاب نظم الياقوت، أرجوزة نظم بها «الياقوت» لابن نوبخت في علم الكلام. وله شعر كثير أورده معاصره ابن شهر آشوب في مناقبه. وله قصيدة قيّمة في أهل البيت، وقد أورد هذه القصيدة بتمامها السيد هبة الله ابن أبي محمد الحسن الموسوي في كتابه «المجموع الرائق من أزهار الحدائق» الذي ألّفه سنة ٧٠٣ هـ
بيد أن السيد الأمين، قد نسب هذه القصيدة للشيخ محمد بن علي بن الحسين العودي العاملي الجزيني الذي كان حياً سنة ٩٧٥ هـ ويتحدث عن ورودها في كتاب المجموع الرائق مع أنه في ترجمته للسيد هبة الله الموسوي يقول: «وله كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق» والظاهر أنّه ألّفه سنة ٧٠٣ هـ أي قبل ولادة الشيخ محمد بن العودي بقرنين تقريباً. (5)
كما ذكر السماوي أنه كان معاصرا لابن شهرآشوب عاش بين عامي (488 ــ 588 هـ)
توفي العودي في قرية بلدة جزين سنة 580 هـ
شعره
يقول في قصيدته:
بفنا الغريِّ وفي عــــــراصِ العلقمِ تُمحى الذنوبُ عن المسيءِ المجرمِ
قبرانِ قبرٌ لــــــــــــلوصيِّ وآخــرٌ فيـــــــــــه الحسينُ فعُج عليهِ وسلّمِ
هذا قتيلٌ بــالطفــــوفِ على ظــما وأبوه في كــــــــــوفانِ ضُرِّجَ بالدمِ
وإذا دعــــا داعـي الحجيجِ بمـــكّة فـــــــــــــــإليهما قصدُ التقيِّ المسلمِ
فاقــصـدهما وقل الـسلامُ عليــكما وعلى الأئمّــــــــــــةِ والنبيِّ الأكرمِ
أنتـمْ بـنو طاها وقـافٍ والضــحى وبنو تباركَ والكتـــــــــــابِ المُحكمِ
وبنــو الأباطحِ والـمسلّخِ والــصفا والركنِ والبيتِ العتيقِ وزمـــــــزمِ
بــــــكمُ النجاةُ مـن الجحــيمِ وأنتمُ خيرُ الـــــــــــــــبريةِ مِن سلالةِ آدمِ
أنتمْ مصابيحُ الـدجى لمَــن اهتدى والعروةُ الوثقى الـــــــــتي لم تفصمِ
وإليكمُ قصدُ الــــــــــــــوليِّ وأنتمُ أنصارُه في كلِّ خطبٍ مُــــــــــــؤلمِ
وبكمْ يفوزُ غـداً إذا مـــا أضرِمتْ فــــــــي الحشرِ للعاصينَ نارُ جهنّمِ
مَن مثلكمْ فـي العالميــــنَ وعندكمْ علمُ الــــــــــــكتابِ وعلمُ ما لمْ يُعلمِ
جبريلُ خـادمُكم وخـــــــادمُ جدِّكمْ ولغيرِكم في مــــــــا مضى لم يخدمِ
أبَنِي رســــــــــــــولِ اللهِ إنَّ أباكمُ مِـــــــــــــن دوحةٍ فيها النبوَّةُ ينتمي
آخاهُ مِـن دونِ الــــــــــبريةِ أحمدٌ واختصَّه بـــــــــــــالأمرِ لو لمْ يُظلمِ
نصَّ الــــــــــولايةَ والخلافةَ بعدَه يــــــــــــــــومَ الغديرِ له برغمِ اللوَّمِ
ودعـا له الهــــــادي وقالَ مُـــلبِّياً يا ربِّ قد بــــــــــلّغتُ فـاشهدْ واعلمِ
حتّـى إذا قُبِضَ النبيُّ وأصبـــحوا مثلَ الذبابِ تلوحُ حــــــــولَ المطعمِ
نكثتْ ببـيعتِه رجــــــالٌ أسلـــمتْ أفـــــــــــــــــواهُهم وقلوبُهم لم تسلمِ
وتداولــوها بينهم فكــــــــــــــأنّها كأسٌ تدورُ عــــــــــلى عطاشٍ حُوَّمِ
طلبوا بـــــثأرِهمُ ببدرٍ فاقتـــضوا بـ(الطفِّ) ثـــــــــــارَهمُ بحدِّ المخذمِ
غـــــصبوا عـلياً حقَّه وتـــحكّموا ظـــــــلماً بـدينِ اللهِ أيّ تحــــــــــكّمِ
نبذوا كتابَ اللهِ خلفَ ظهــــورِهم ثمَّ استحـــــــــــــــلّوا منه كلَّ محرَّمِ
وأتوا على آلِ الـــــــــــنبيِّ بأكبدٍ حـــــــــــــــرّى وحقدٍ بعدُ لمْ يتصرَّمِ
بئسَ الجـــــزاءِ جزوهُ في أولادِهِ تاللهِ ما هـذي فـــــــــــــــــعائلُ مسلمِ
يا لائـــــــــمي في حبِّ آلِ محمدٍ أقصرْ هبلــتَ على الملامــــــةِ أو لُمِ
كـــــيفَ النجاةُ لمَن عليٌّ خصمُه يــــــــــــــومَ القيامةِ بينَ أهلِ الموسمِ
وهو الدليلُ إذا الحقائقُ عارضتْ فيها الشكوكُ مــــــِن الضلالِ المظلمِ
واختارَه المــــختارُ دونَ صحابهِ صنواً وزوَّجه الإلـــــــــــــــــهُ بفاطمِ
سـلْ عنه في بدرٍ وسـلْ في خيبرٍ والـــــــــــــخيلُ تعثرُ بالـقنا المتحطّمِ
يا مَــــــنْ يُجادلُ فـي عليٍّ عانداً هذي المناقــــــــــــــبُ فـاستمعْ وتقدَّمِ
هُمْ آلُ ياســـــــــــينَ الذينَ بحبِّهمْ نرجو النجاةَ من الســـــعيـرِ المضرمِ
لهمُ الشفاعةُ فـي غــــــــدٍ وإليهمُ في الحشرِ كشفُ ظلامةِ الــــــــمتظلّمِ
مولاكمُ العوديُّ يـــــرجو في غدٍ بكمُ الثـــــــــــــــوابُ مِن الإلهِ المُنعمِ
..................................................................................
1 ــ رياض العلماء ج 1 ص 83 / أدب الطف ج 3 ص 219 ــ 220 / الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل من الفتح الإسلامي حتى السيطرة العثمانية ج 1 ص 329 ــ 332 / ديوان القرن السادس ص 205 ــ 208
2 ــ أعيان الشيعة ج 3 ص 319
3 ــ الطليعة ج 1 ص 127
4 ــ أدب الطف ج 3 ص 222
5 ــ الحلقة الضائعة ج 1 ص 329 ــ 330
6 ــ أدب الطف ج 3 ص 221