فاطمة بنت أسد .. شفيعة رسول الله (ص)
فاطمة بنت أسد، بن هاشم بن عبد مناف، أمّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وزوجة أبي طالب، ولدت قبل الهجرة بخمس وخمسين سنة تقريباً، وتوفيت في السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنورة.
كانت على ملّة إبراهيم الخليل عليه السلام، فأسلمت وكانت الحادية عشرة من بين المسلمين الأوائل، وهي أول امرأةٍ بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـمكة بعد خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
أم النبي الأكرم
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعاملها كما يعامل ابنٌ بار بأمه حتى يوم وفاتها؛ لِما لاقاه من حنان وعطف وعناية من تلك المرأة الجليلة إبان رعايتها وزوجها أبي طالب له صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : لعلي عليه السلام يوم وفاتها: أما إِنها إِن كانت لك أُمّاً فقد كانت لي أُمّا.
حادثة وفاتها رضوان الله عليها
ذات يوم كان النبي جالس فأتاه الإمام علي عليه السلام يبكي؟! فقال له النبي صلى الله عليه وآله ما يبكيك يا علي؟!!! فقال لقد ماتت أمي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأمي والله، وقام مسرعاً حتى دخل فنظر إليها وبكى؟ ثم أمر النساء أن يغسلنها وقال (صلى الله عليه وآله): إذا فرغتن فلا تحدثن شيئاً حتى تُعلمنني، فلما فَرِغن أعلمنه بذلك، فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جسده وأمرهن أن يُكفننّها فيه.
وقال للمسلمين: إذا رأيتموني قد فعلت شيئاً لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته؟ ، فلما فرغن من غسلها وكفنها النساء دخل (صلى الله عليه وآله) فحمل جنازتها على عاتقه، فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها، ثم وضعها ودخل القبر فاضطجع فيه، ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر، ثم أنكب عليها طويلاً يناجيها ويقول لها: ابنك، ابنك [ابنك] ثم خرج وسوى عليها، ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول: لا إله إلا الله، اللهم إني أستودعها إياك، ثم انصرف، فقال له المسلمون: إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم، فقال: اليوم فقدت بر أبي طالب، إن كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها، وإني ذكرت القيامة لها وان الناس يحشرون عراة، فقالت: وا سوأتاه، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية، وذكرت ضغطة القبر فقالت: واضعفاه، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك، فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك وانكببت عليها، فلقنتها ما تسأل عنه، فأنها سئلت عن ربها فقالت، وسئلت عن رسولها فأجابت وسئلت عن وليتها وإمامها فارتج عليها، فقلت: ابنك ابنك ابنك
الشرح :
قوله (أول امرأة هاجرت) دلت الرواية على مهاجرتها وفي بعض روايات العامة أيضا دلالة عليها قال الشيخ المازري: وما جاء في الحديث من ذكر فاطمة بنت أسد صحيح وصحت هجرتها كما قال غير واحد خلافاً لمن زعم أنها لم تهاجر،
قوله (إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة) كان المراد أنه يحشر بعضهم أو أكثرهم عراة لدلالة ظاهر بعض الروايات على حشر بعضهم مكسوا، والأمر بتجويد الأكفان معللا بأنهم يحشرون يوم القيامة بها دال عليه أيضاً وحشرهم عراة مذكور في كتبهم العامة أيضا، روى مسلم عن عائشة قالت: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة قلت: يا رسول الله الرجل والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض
قوله وا سوأتاه أظهرت التفجّع والتحسّر على ظهور السوأة وهي العورة وكل ما يستحيي منه إذا ظهر . شرح أصول الكافي - للمازندراني - ج 7 - ص 197