هيومن رايتس ووتش تدعو ألمانيا لاتخاذ إجراءات أقوى لمكافحة العنصرية ضد المسلمين
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الألمانية إلى اتخاذ إجراءات أقوى ضد العنصرية ضد المسلمين، وسط تزايد مثير للقلق في الهجمات العنصرية وجرائم الكراهية.
وشدد ألماز تيفيرا، خبير هيومن رايتس ووتش، على أن الحكومة الألمانية بحاجة إلى تغيير نهجها في معالجة العنصرية ضد المسلمين، وعليها ضمان الإبلاغ والتتبع بشكل أفضل لجرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين.
وقال "إن إخفاقات الحكومة الألمانية في حماية المسلمين من الكراهية والتمييز تبدأ مع عدم فهم أن المسلمين يعانون من العنصرية، وليس مجرد العداء على أساس الدين".
وأضاف تيفيرا قائلا "بدون فهم واضح للكراهية والتمييز ضد المسلمين في ألمانيا، وبيانات قوية عن الحوادث والتواصل المجتمعي، فإن رد السلطات الألمانية سيكون غير فعال".
وأكدت "يجب على ألمانيا أن تستثمر في حماية المسلمين وجميع الأقليات الأخرى في ألمانيا، لأنه استثمار في حماية المجتمع الألماني بأكمله".
جرائم الكراهية في ارتفاع
ووفقا للأرقام الرسمية، سجلت الشرطة الألمانية 686 جريمة وهجوم كراهية ضد الإسلام بين يناير وأكتوبر من العام الماضي، بما في ذلك رسائل التهديد والاعتداءات اللفظية والجسدية والتخريب والإضرار بالممتلكات.
وكانت الأرقام أعلى بكثير من العام السابق، عندما سجلت السلطات الألمانية 610 جرائم وهجمات كراهية ضد الإسلام طوال عام 2022.
ووفقًا للخبراء، فمن المرجح أن يكون عدد الحوادث أعلى بكثير، حيث لا يتم تصنيف جرائم الإسلاموفوبيا والعنصرية بشكل صحيح في كثير من الأحيان حسب تصنيف السلطات، وتسجيلها على أنها حوادث سب أو خلافات شخصية. بحسب وكالة أنباء الأناضول
كما أن العديد من ضحايا جرائم الكراهية ضد المسلمين لا يبلغون سلطات إنفاذ القانون عن مثل هذه الحوادث بسبب انعدام الثقة في الشرطة والنظام القضائي، وغياب آلية فعالة لتقديم الشكاوى.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة الألمانية تطوير آليات للرصد وجمع البيانات على مستوى البلاد، بناء على مؤشرات واضحة من شأنها تزويد السلطات بالمعرفة والأدوات اللازمة لمعالجة المشكلة.
ووفقًا للتحالف ضد الإسلاموفوبيا والكراهية ضد المسلمين CLAIM، وهو شبكة ألمانية من المنظمات غير الحكومية، فإن عام 2023شهد "ذروة جديدة مخيفة" للحوادث المعادية للمسلمين.
يذكر أن ألمانيا، التي يزيد عدد سكانها عن 84 مليون نسمة، تضم ثاني أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا الغربية بعد فرنسا، ويعيش فيها ما يقرب من 5 ملايين مسلم، بحسب الأرقام الرسمية.