التشكيلي عصام عبد الاله : الصورة الجميلة هي التي تحقق التنغام في المجتمع والحياة
طموح بشكل استثنائي ، وهو يبحث دائما عن الجديد ، في عالم اللوحة الذي شغف به منذ نعومة اظفاره ، فكان للوحته اطار التميز دائما من خلال مايعالجه من افكار وقيم موغلة في عمق الانسان ، بشفافية عاليه الهدف منها ايصال المتلقي الى حالة التسامي مع اللون والصورة المتشكلة ، من خلال رؤى حديثة مبتكرة ، في واقع معاشي صعب ، لايفهم بسهولة ، ولكن الفنان الملتزم يستطيع ان يهظم باعماله هذا الواقع ويفسره بطريقته الخاصة من خلال اللون والفرشاة والبحث عن البدائل من خامات فنية جديدة توفر للفنان مناخ استقرائي جديد عبر متلازمة هارومنية في ايقاع اللون ربما او حتى حركة الفرشاة المؤدي بالنهاية الى شكل يفهمه المتلقي على انه صورة بديلة او متخيلة للواقع بكل تناقضاته الحسية والفكرية والجماليه.
عصام عبد الاله من مواليد كربلاء 1978 بكلوريوس فنون جميلة قسم التشكيلي فرع الرسم 2002 عضو نقابة الفنانين العراقيين شارك في العديد من المعارض العالمية والعربية والعراقية وحصل من خلالها على جوائز ومراتب متقدمة .
وعن سؤال الطفولة والابداع ، يقول عبد الاله : منذ نعومة اضفاري ، كان لي جموح ككلكامش وانكيدو ، في قصة البحث عن الخلود والصراع من اجل البقاء والتساؤل المؤدي الى الحكمة والكشف عن حقائق الاشياء ، من خلال معاناة البحث عنها وايجادها ، لغرض ديمومة العطاء والحركة ، وكان للمعرفة نصيب في هذا البحث حيث سبرت اغوار الثقافات العالمية وتعرفت على الكثير من الفنانين العالميين من خلال المتابعة والبحث وكذلك تعرفت على المدارس الفنية واساليب الرسم من خلال استاذتي في الفن في المدرسة والكلية .
هذه هي بداياتي في الفن اما عن تأثري في البيئة المحلية فكان لمدينتي كربلاء الدور البارز والكبير في رسم الملامح الواضحة في لوحتي عبر معالم قدسية المدينة وطقوسها المتنوعة والمتمثلة في واقعة الطف الاليمة ، والتي تعد موروثا عقائديا شعبيا لايمكن الاستغناء عنه في تكملة الملامح الاخيرة للوحة ، والتي بالتالي قد تؤدي الى خلق علاقة مشفرة بين الفنان وموضوعه في تعدد الاغراض والصور ، والفن بشكل عام من حيث البيئة التي هي عبارة عن محفز دائم للفنان عبر شخصيته ، لان اللوحة هي جزء لايتجزء من ذاته شعربذلك ام لم يشعر ، وهي بالتالي نتاج الطبيعة الام ، من خلال بيئة الحدث وتزامنها في رحم العلاقة بين العقل الباطن للفنان وصورته الفنية فيكون حينها المولود الجديد والذي نطلق عليه اسم اللوحة ، واما عن الابداع في اللوحة يجيب عبد الاله : انها مجموعة من الصور والاحداث المتراكمة بمعرفة ووعي في خزين الذاكرة الحسية عند الفنان ، المعنية بتبلور الافكار بمرور الوقت مع التجربة الجادة ، للوصول الى القمة ومبتغى مايطمح اليه ذلك الفنان.
وعن معنى الحداثة يضيف عبد الاله : ان الحداثة هي حالة من التواشج النفسي ، من خلال مايكتسبه مباشرة الفنان من موروثه وبيئته المعاصرة وهناك شحنات سالبة تحملها بعض العقول المدمرة والتي تؤدي الى حصول خلل في المنظومة الاجتماعية ، والحداثة التي اصبو اليها تعنى بتصحيح لذلك المسار؛ واظن ذلك هو من واجب المثقف الواعي كل حسب ، موقعه المؤلف والممثل والرسام وغيرهم الكثير .. وبالتالي فاني اجد خصوصيتي من خلال ريشتي التي هي عالمي الابداعي لايجاد الصورة الجميلة التي تحقق التناغم في المجتمع والحياة .
عقيل ابو غريب