بادرة تعدّ الاولى في العراق.. المؤتمر الوطني الاول يبحث سبل الحد من التطرف والارهاب
تقرير: عماد بعو
لا يمكن للسلاح ان ينتشل أسس الارهاب ما لم يُجابه من قبل اصحاب العقول الفكرية والاقلام المنصفة لمعرفة الاليات الممكنة لوضع المعالجات واقتلاع هذه المعضلة العالمية، التي تشكل عقبة جسيمة امام ارتقاء البلدان، لذلك سعَت العتبة الحسينية المقدسة لإقامة المؤتمر الوطني الاول للحد من التطرف والارهاب، تحت شعار (القاعدة وداعش تهديد للسلم المجتمعي).
وفي كلمته بالمؤتمر قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي" ان فتوى الجهاد الكفائي كانت البداية لوقف الامتداد الداعشي والزحف نحو المنطقة بأكملها, وان الإرهاب والتطرف ليس وليد القاعدة وداعش، فالإمام الحسين (عليه السلام) هو ضحية من ضحايا التطرف والإرهاب أيضا". مبيناً ان" العراق قدّم آلاف الضحايا في مواجهة كبيرة مع عصابات داعش الإرهابية وانتصر عليها.."
وأكد الاعرجي ان" التنوّع قوة للعراق، والعراقيون بتنوّع مكوناتهم اجتمعوا لتلبية فتوى المرجعية المباركة، وقدموا التضحيات وحققوا النصر على داعش بأيدي الأبطال من الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والأجهزة الساندة الأخرى".
وأوضح مستشار الامن القومي" ان إقامة المؤتمر الأول للحد من التطرف والإرهاب بعد اتمام النصر على داعش وفي مكان مقدس بحضرة الإمام الحسين (عليه السلام)، هي خطوة كبيرة ومباركة، ونتمنى أن يكون هذا المؤتمر مؤتمراً عالمياً تدعى إليه شخصيات عالمية، ليتعرف العالم على التجربة العراقية في مواجهة الإرهاب ويطلع على حقيقة الشعب العراقي المتماسك بجميع أطيافه ومكوناته".
وقال ممثل عضو اللجنة العليا لمكافحة التطرف التابعة لمستشارية الامن القومي الدكتور محمد الواضح" يمثل انعقاد هذا المؤتمر ظاهرة فكرية مهمة توازي ما قدمه العراق من تضحيات عسكرية وأمنية... آن الأوان ان يكون للمفكر والباحث العلمي دور كبير في معالجة هذه الازمة، لأنها ازمة فكرية، ولابد ان نتصدى لها ليعم السلام عراقنا الحبيب.."
وتحدّث الناطق باسم مجلس الرباط المحمدي، الشيخ كامل الفهداوي قائلاً" العتبة الحسينية دائماً هي السباقة في تناول الموضوعات المهمة التي تخدم هذا البلد، والامام الحسين عليه السلام انما خرج ليمنع الفكر الارهابي ان ينتشر في الامة". مبيناً ان" العلماء والباحثين في هذا المؤتمر المنعقد من قبل العتبة الحسينية المقدسة ناقشوا الامر المهم ألا وهو تجفيف منابع الارهاب، الذي دمر بلدنا وقتل شبابنا وأوقف التطور، وهذا المؤتمر مهم جداً لبحث سبل الحد من التطرف والارهاب الذي ضرب البلاد والعباد.."
من جانب آخر، قال الاديب والاعلامي سلام البناي" ان التركيز على الفكر الارهابي عبر الخطابات الاعلامية الكبيرة لربما يسهم في تجفيف منابع الارهاب وفضحه أمام الرأي العام، واليوم الرسالة الاعلامية والعراقية بالذات يناط بها دور هام جداً لفضح الكثير من خفايا الارهاب الداعشي، ولوسائل الاعلام دور مهم في تجفيف منابع الفكر الارهابي عبر الافلام الوثائقية والتقارير وغيرها.."
وبيّن" تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الاعلام بتوجيه خطاب اعلامي متوازن لتوضيح خطورة الارهاب والاسهام في تنوير الشباب وتحصينهم من هذا الفكر، عبر بث رسالة اعلامية مؤثرة في المجتمع.."