أكثر من (80)الف راية .. هكذا تجهز رايات عزاء ركضة طويريج المليونية

في مشهد مهيب يتكرر كل عام تلوح عشرات الآلاف من الرايات الخضراء في سماء كربلاء وهي تتقدم جموع المعزين المشاركين في ركضة طويريج أكبر عزاء شعبي حسيني في العالم إلا أن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه الرايات تجهّز مسبقا بجهود بشرية ولوجستية معقدة، تبدأ من مدينة طويريج وتمر عبر المصانع الصينية قبل أن تعود إلى العراق لتُوزع بعناية صباح يوم العاشر من محرم.


من خياطة يدوية إلى إنتاج دولي

وقال مهدي البحراني أحد أعضاء اللجنة التنظيمية أن" قضية الرايات الحسينية بدأت بعد عام 2003، حين قام مجموعة من شباب طويريج بخياطة أولى الرايات يدويًا في المنازل، بمساعدة النساء ولم يكن العدد حينها يتجاوز 300 راية كتب عليها عبارة "وا حسينا.. ركضة طويريج" وتوزع على المشاركين في يوم العاشر من محرم.


واضاف قائلا" مع اتساع حجم الركضة وزيادة أعداد المشاركين إلى الملايين تحولت العملية إلى مشروع منظم وفي البداية كنا نخيط الرايات محليا لكن الأمر تطلب لاحقا إنتاجا صناعيا واسعا واليوم تتم طباعة الرايات في الصين بعد إرسال التصاميم والألوان والقياسات الدقيقة."


التصنيع في الصين.. والجودة أولًا

يتم سنويا تجهيز الرايات بنحو 60 ألف راية في مصانع خاصة بالصين وفق مواصفات دقيقة: المقاس: 45×90 سنتيمترا واللون: أخضر ثابت، يرمز لنصرة الإمام الحسين والطباعة: حرارية مقاومة للماء والعوامل الجوية والشعار (وا حسينا ركضة طويريج) موضحا أن" الرايات تصل إلى العراق على شكل رزم وكل رزمة تضم 25 علمًا، لتُجهّز للتوزيع النهائي صباح يوم العاشر من محرم.

التوزيع في 15 نقطة.. وخطة لوجستية دقيقة

وبين البحراني أن" اللجان المنظمة في طويريج وكربلاء تبدأ في ليلة التاسع من محرم  بوضع خطة توزيع الرايات على المشاركين ويتم إنشاء نحو 15 نقطة توزيع رئيسية تمتد من منطقة "قنطرة السلام" وحتى شارع الجمهورية وهي المسافة التي تقطعها الركضة, وتبدأ عملية التوزيع من الساعة التاسعة صباحا حتى موعد انطلاق الركضة بعد صلاة الظهر وتدار العملية من قبل متطوعين وأهالي المدينة بمشاركة النساء في التعبئة والفرز والربط".

تمويل شعبي وطلبات دولية

وفي حديثه عن التكاليف قال أن" تكاليف إنتاج الرايات تغطى سنويًا من خلال تبرعات المتطوعين والمحبين سواء من داخل العراق أو من الجاليات العراقية في الخليج وأوروبا وترسل نسخ رمزية من الرايات إلى مواكب وشخصيات دينية في دول مثل إيران ولبنان وسوريا والسويد وبريطانيا وغيرها من الدول الأخرى".


طابع رمزي وإيماني

وللحديث عن معنى حمل الرايات قال ولاء الشريفي احد المعزين من اهالي طويريج" أن حمل الراية ليس مجرد تقليد بل هو تعبير عن الولاء والانتماء للقضية الحسينية فحين ألوّح بالراية الخضراء أشعر أنني أشارك في نداء أصحاب الحسين في كربلاء إنها مسؤولية وشرف، وبهذه المنهجية الدقيقة والرمزية العالية، لا تمثل رايات ركضة طويريج مجرد قطع قماش بل هي رايات الإيمان ولتكون لسان حال الملايين في لحظة عزاء تتخطى الزمان والمكان من طويريج إلى العالم".

المرفقات

العودة إلى الأعلى