ثقافة المسؤولية ... وأهميتها في حماية المجتمع

كاتب : محمود المسعودي 2021-09-01 11:34

 

اعداد: محمود المسعودي

إن المسؤولية تعني إقرار الفرد بما يصدر عنه من أفعالٍ واستعداده لتحمل نتائجه فهي القدرة على أن يُلزم الفرد نفسه أولًا، والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزاماته الاجتماعية بواسطة جهوده الخاصة وبإرادته الحرة لخدمة المجتمع .

ان امتلاك الفرد لثقافة المسؤولية تعني انه امتلك عنصر النجاح له وللمجتمع  فالشخص المسؤول  يكون مدركاً بأن ما يحصل في حياته هو نتيجة قراراته، وبالتالي سيصبح أكثر حذراً وحرصاً عند اتّخاذه أيّ قرار, كما جاء في الحديث النبوي الشريف(كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته).

المسؤولية الاجتماعية

ان انتشار ظاهرة اللامبالاة لدى الفرد تعيق عملية التنمية في المجتمع وعدم تطوره ويصبح مجتمعاً ضعيفا في كثير من جوانب الحياة فيصبح عرضة لأطماع الاخرين

بهذا الصدد نشرت صحيفة المثقف مقالاً  بعنوان (المسؤولية الاجتماعية للأفراد تجاه المجتمع) للدكتور نبيل احمد  الامير جاء فيه: تعتبر قضية المسؤولية الاجتماعية أحد أهم القضايا الجديرة بالبحث والاهتمام حيث إنها تنمية لجانب من جوانب الوجود الاجتماعي، يحتاج إليها الفرد للحماية والوقاية والعلاج من بعض ظواهر اللامبالاة وافتقاد الهوية وعدم تحمل المسؤولية والكثير من المظاهر السلبية التي تعوق عملية التنمية , مضيفاً ان: تنمية المسؤولية الاجتماعية ضرورة اجتماعية بقدر ما هي ضرورة فردية فهي حاجة اجتماعية، لأن المجتمع بجميع طوائفه وفئاته في حاجة إلى الفرد المسؤول اجتماعيًّا.

واوضح ان: تحمل المسؤولية يُعد من أهم الصفات الاجتماعية التي لا يمكن تنميتها إلا عن طريق الممارسة، لذا يتطلب الأمر من الاختصاصي الاجتماعي أن يُنبه المجتمع ويُبصره بما عليه من واجبات، وأن يكون العمل مبنيًّا على أساس الأخذ والعطاء بين من يعيشون في المجتمع، وعلى الاختصاصي الاجتماعي أن يعي تمامًا أن الأفراد مسؤولون مسؤولية اجتماعية نحو أنفسهم ونحو المجتمع والوطن، وعلى الأخصائي الاجتماعي أن يساعد الأفراد على ممارسة الأنشطة المختلفة في ضوء هذا المفهوم ,ومن هنا تبرز الحاجة إلى تنمية المسؤولية الاجتماعية عند أفراد المجتمع، لأن تربية الإنسان على تحمل المسؤولة تجاه ما يصدر عنه من أقوال وسلوكيات هي مسألة على قدر كبير من الأهمية لما لها من أثر في نظم الحياة داخل المجتمعات الإنسانية، فالأفراد المسؤولون عن أعمالهم تتميز حياتهم بالاستقرار والطمأنينة والأمن النفسي والاجتماعي .

من جهته ذكر  الكاتب حميد جهمي في مقال له: المسئولية هي المؤشر الحساس ، وهي الناقوس الذى يجعلك  تنتبه لكل صغيرة وكبيرة ، وأن تتقي الله فى خطواتك ، وأن تتحسس أين تضع قدمك ، وأن تعلم علم اليقين بأنك ستُسأل عنها ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ).

وتابع:عدم تحمل المسئولية آفة بل أخطر من ذلك ونتائجها سلبية على المجتمع والوطن ، ولهذا وجب علينا التوقف قليلاً وأخذ الموضوع بجدية وصرامة لعمل مواقع علاجية بالكلمة الطيبة ، وبتقديم النصح والتوجيه والترشيد من خلال قنوات التوصيل المتاحة بطرق مبسطة حتى تصل الى المتلقي البسيط بأيسر طرق الفهم ، وبذلك نكون قد أسهمنا فى علاج وإصلاح طاقات كانت معطلة ودمجها داخل مجتمعنا والإستفادة من كل مواردنا البشرية من أجل الوطن ، وليتحمل الجميع المسئولية .

اهمية الشعور بالمسؤولية

ان اهمية الشعور بالمسؤولية دور كبير في تعزيز ثقة الفرد في تحمل مسؤولياته اتجاه مجتمعه  وأسرته وبهذا الصدد نشر في موقع ارتقاء الالكتروني  مقالة بعنوان(تنمية الشعور بالمسؤولية) بين فيها ان: الشعور بالمسؤولية من الأمور الفطرية والمكتسبة، فهو في جانبه الفطري صفة يستمدها كل امرئ من فطرته    الإنسانية قبل أن يتلقاها من واضعي الشرائع والقوانين، وهو في جانبه المكتسب نتاج المؤثرات الاجتماعية والتربوية التي أثَّرت في تكوين الشخص ونموه.

وان تعزيز دور الشعور بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع له أهمية كبيرة لانها الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نهضة الأمم، ويرتكز عليها تحقيق المجد والتقدم، فالأمم لا تتقدَّم بما تمتلكه من ثروات فحسب، وإنما تتقدَّم بما يمتلكه أبناؤها من قيم وأخلاقيات؛ كالشعور بالمسؤولية، وإتقان العمل، إلى جانب ما تمتلكه من ثروات وعلوم ووسائل علمية وتكنولوجية، كما أن للشعور بالمسؤولية أثرًا كبيرًا في التخلُّص من مشكلات المجتمع والقضاء عليها، وله دَوْر كبير في حلول الأمن والاستقرار بالمجتمع وتحقيق الرفاهية به.

غياب المسؤولية تضييع لحقوق الاخرين

فيما دعا ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة  27/ذو القعدة/1439هـ الموافق 10/8/2018م في الصحن الحسيني الشريف الى تنمية هذا الشعور بالمسؤولية لما له من الكثير من الايجابيات على مستوى الفرد والمجتمع، مشيرا الى ان ضُعف الشعور بالمسؤولية وروح الاتكال على الاخرين وروح ونفسية القاء اللوم في المسؤولية على الاخرين يؤدي الى مجموعة من السلبيات الخطيرة على مستوى والمجتمع منها حلول الفوضى ويؤدي الى تضييع الحقوق للاخرين ويؤدي الى تراجع الامّة وتخلفها واضطراب امورها لأن الفرد ولأن المؤسسة لا تشعر بالمسؤولية في النهوض بأن يتقدم بهذا المجتمع حينئذ يؤدي الى ان هذا الشعب وهذا الفرد يتخلف ويتراجع الى الوراء، لذلك لابد ان يكون لدينا هذا المبدأ ونشعر بأهميته في حياة الفرد والمجتمع.

وسائل الاعلام ودورها في تعزيز دور المسؤولية

مما شك فيه ان للوسائل الاعلام  دور مهم وبارز في تعزيز وانتشار ثقافة المسؤولية لدى الفرد من خلال ما تعرضه وتنشره الوسائل الاعلامية في رسالتها الهادفة الى الجمهور في هذا الصدد يقول الاستاذ حسن محمد علي في بحث بعنوان (الشعور بالمسؤولية ضرورة بالغة الأهمية ) نشر على موقع مركز مقديشو للبحوث والدراسات:ان من ابرز مسؤوليات الوسائل الاعلامية المختلفة هي المِصداقية والشفافية، وتحري الدقة في المعروض و عدم مخالفة أصول الدين أو النصوص الصريحة. التنويع في المواضيع المعروضة وأساليب عرضها. وبث مواد تثقيفية وبرامج وثائقية لزيادة الوعي المجتمعي والثقافة العامة في كل المجالات ومراعاة جميع شرائح المجتمع، فمتابعين اليوم  لوسائل الإعلام اليوم هم طبقات المجتمع كافة من رجال ونساء وشباب وأطفال، وأغنياء وفقراء، ومتعلمين وغير متعلمين,وكذلك عدم الترويج للمُفسدات، أو بث الشبهات، وما يثير الشهوات والخلافات  ويدعو للانحلال الخُلقي والفساد ,والنعرات القبلية وكل ما يثير التوترات السياسية أو زعزعة الإستقرار وبث روح المواطنة وابراز دور ثقافة الشعور بالمسؤولية.

 

 

 

العودة إلى الأعلى