التسوّق الالكتروني.. نمط حياة جديد يطرق أبوابنا
تقرير: صباح الطالقاني
لم يكن التسوّق الالكتروني العمومي هو هدف الفكرة الرئيسية من إنشاء هذه الصيغة التعاملية التي تعد حديثة نوعاً ما، انما كان مقتصراً على بيع الكتب من الموقع الذي لازال الأشهر في العالم وهو موقع امازون.
وفيما بعد تطورت هذه الفكرة لتشمل مختلَف أنواع السلع والتعاملات في كافة أنحاء العالم، وتأسست تبعاً لذلك عشرات المواقع المتخصصة بالتسوّق الالكتروني.
ولعل ما يمكن أن نُطلق عليه (الوعي التكنولوجي) وامتلاك جزء بسيط من أسس التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، هو أهم ما يجب أن يتسلّح به الشخص عندما يهمّ بإطلاق أمواله في العالم الافتراضي سعياً للتجارة او التسوّق الالكتروني، حيث لا شيء ملموس سوى تعاملات رقمية.
المفهوم..
التسوّق الالكتروني بشكل عمومي ومبسّط يعني وجود مخازن تحتوي على كافة أنواع البضائع في أنحاء معينة من العالم، ويمكنك كمشتري إتمام الصفقة عن طريق جهاز الحاسوب او الموبايل المزوَّد بالانترنت، وذلك بإدخال الرقم السري الخاص ببطاقتك الائتمانية، ثم خصم مبلغ الشراء من حسابك المصرفي الكترونياً خلال ثواني معدودة، لينتهي الأمر بانتظار وصول السلعة التي اشتريتها، والتي غالباً ما تصل بأوقات محددة من قبل الشركة او المخزن.
ولكن، ما الذي يجعل المواطن يتجه صوب التسوّق الالكتروني بأن يرسل أمواله في العالم الافتراضي، دون أن يشاهد مباشرة ً تفاصيل السلع والخدمات وسير عملية التعامل او التبادل التجاري او الخدمي؟
وما هي مميزات التسوّق الالكتروني التي تجعل منه منافساً للتسوّق التقليدي؟
وما هي بالمقابل مساوئ وعيوب هذا التوجه؟
ايجابيات
يفيد حيدر عبد المحسن، متسوّق الكتروني، بأن" أهم ايجابيات هذا النوع من التسوق هي الحصول على سعر أقل، وتوفير الوقت حيث يمكنك اتمام الاختيار وعملية الشراء خلال دقائق معدودة.
ويضيف حيدر الذي يمتهن التسوّق الالكتروني منذ 5 سنوات" هناك أيضاً عدّة مزايا يمكن اجمالها بالتالي:
-التسوّق الالكتروني يوفر الجهد وعناء البحث في مراكز التسوّق، خاصة اذا كان الامر يتعلق بالمرضى وكبار السن والاطفال الذين يجدون صعوبة في مرافقة ذويهم للتسوق..
- الحفاظ على الأموال في المصارف وتداولها عبر الانترنت في البيع والشراء قد يحقق نوعاً من الطمأنينة للأفراد خاصة في الدولة المستقرة، ما يزيح عن كاهلهم مسؤولية الحفاظ على أموالهم من التلف والضياع والسرقة فيما لو كانت بين أيديهم..
-التعامل مع مواقع التسوّق الالكتروني يبقى مفتوحاً على مدار 24 ساعة باليوم، وكذلك التفاعل بين الفرد وهذه المواقع يكون متاحاً وسهلا في أي وقت، وهذه خاصية قد لا تتوفر في عالم التسوق التقليدي..
وفيما يخص التسوّق الالكتروني في العراق يفيد حيدر بأن" هناك شركات محلية بالعاصمة بغداد أبرزها (شوب مني)، وأخرى عالمية مثل (امازون) و (علي اكسبريس الصينية) يمكن التداول معها الكترونياً بمستوى أمان جيد.
وبالنسبة لأولى الخطوات وهي إصدار بطاقة التسوق يؤكد حيدر ان" هناك بنوك آمنة للحصول على بطاقة التسوق (ماستر كارد) مثل مصرف التجارة العراقي، ومصرف التنمية الدولي، والمصرف الدولي الاسلامي، أما البنوك العالمية مثل (pioneer bank) و (ok pay) و (money polo) فإنها تبعث لك بطاقة التسوق مجاناً او بسعر رمزي، وهي تدعم دولة العراق من ناحية التسوق".
ويوضح" بعد الحصول على بطاقة التسوّق يتم تسجيل حساب بأحد المتاجر الالكترونية، ثم القيام بعملية الشراء واضافة عنوان السكن، وانتظار المنتوج الذي تختلف مدة وصول من اسبوع الى اسبوعين".
محاذير وسلبيات..
ويحذّر كرار الصفار، وسيط تسوّق الكتروني، من احتمالات حدوث عمليات احتيال او اختراق للمعلومات الشخصية للراغب بالتسوّق، خاصة وانه في الاونة الاخيرة ظهرت مواقع تسوق مزيّفة وجماعات اختراق معلوماتية في أنحاء عديدة من العالم..
ويضيف" من الاشياء الاخرى التي يمكن اعتبارها سلبيات للتسوق الالكتروني، هي ان بعض أرباب الأعمال التجارية والمسوِّقين، يتعرّضون عبر الإنترنت لعمليات ابتزاز تحت ضغوط الدعاية المضادة التي تستهدف منتجاتهم، بهدف توجيه المستهلكين إلى شراء منتجات اخرى، وهذا قد يؤدي الى عدم الدقّة في الاختيار او تأثُّر المتسوّق بمنتج قد لا يكون هو الافضل..
ويتابع كرار" من السلبيات ايضاً، ضعف تقبّل المواطن في البلاد العربية عموماً لمسألة التسوق الإلكتروني، وعدم توفر وسائل الدفع الإلكتروني بكثرة، وجهل التعامل معها، وعدم معرفة وسائل الشحن المناسبة والآمنة.
ويختم كرار بتوضيح يخص عدم استطاعة المشتري التأكد من جودة أو نوعية المنتوج وسلامته الى حين وصوله قائلاً" هنا قد تبرز مشكلة في حال عدم امكانية إرجاع المنتوج، ولكن توجد خدمة تأمين يمكن توفرها لمعالجة هذه المشاكل، حيث توفر بعض الشركات الحماية للمشتري من ناحية الضمان والتعويض في حال الإخلال بعملية الشراء، وذلك بإضافة مبلغ بسيط على قيمة الشراء".