مرقد ومسجد صافي الصفا.. موضع الشفاعة وأرض البرَكة
يعد صافي صفا من ابرز المساجد والمراقد في النجف الاشرف، ويضم هذا المكان معلمين: الاول هو مقام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، والثاني مرقد العبد الصالح أثيب اليماني، وهو رجل ذا سلطة وملك في اليمن ومن المسلمين الاوائل الذين دخلوا الاسلام على يد أمير المؤمنين عليه السلام حين بعثه الرسول صلى الله عليه وآله الى اليمن فكان هذا الرجل من المسلمين الاوائل وكان من تلامذة اويس القرني.
وضمَّ هذا المكان الكثير من الميزات واكتسب أهمية بالغة ليس على مستوى مدينة النجف الاشرف فقط بل على مستوى العراق والعالم الاسلامي، وكانت هذه المنطقة تسمى بصفات الصفا اي مركز تجمع القوافل القادمة عن طريق البر والبحر قبل الاسلام، إذ كانت قبل الاسلام ميناءً الى الحيرة، وعندما اصبحت الكوفة معسكراً ومدينة سكنها الناس وسكنها الامام علي عليه السلام اختصر اسم هذا المكان إلى صافي صفا.
ان أهم ما يميز جامع ومقام صافي صفا بحسب ما تشير بعض المصادر التاريخية انه كان محل مناجاة النبي موسى عليه السلام وأول من صلى فيه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وهو مكان تجمع القوافل التجارية الذي كان يشرف على بحر النجف، ويعتبر من المعالم التاريخية والدينية التي لها مكانة كبيرة في نفوس المسلمين بعد مرقد أمير المؤمنين.
تاريخ المزار ومراحل الاعمار
شيد جامع صافي صفا عام 38 هـ أيام خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام في الكوفة ويقع في الجهة الغربية لمدينة النجف على الضفة المطلة على بحر النجف بمساحة اكثر من 3000 متر مربع، ويضم اربعة طوابق منها السرداب وفيه المضيف والثاني وفيه الحرم وقبر اثيب اليماني (رض) ومقام أمير المؤمنين والثالث هو المصلى وقاعة المناسبات الكبرى والرابع فيه جناح الادارة الذي يضم الاقسام.
وتمت المباشرة بإعمار المزار بعد انضمامه إلى الأمانة العامة للمزارات عام 2005 وخصوصاً انه تعرض الى القصف من قبل القوات الأمريكية في عام 2003 فتضررت اغلب معالمه، وبعد عام 2007 بدأ الاعمار على مرحلتين شملت الاولى مرحلة الهيكل، والثانية كانت عام 2012 ومن ثم توقف العمل بسبب الظروف التي مر بها البلد، وبعد ذلك أخذت الامانة العامة للمزارات على عاتقها إعادة اعمار المزار حسب الامكانات المتاحة.
وانشئ في المزار متحف يضم وثائق ومقتنيات المزار ونحاسيات وصخور ومفروشات، وقد تم ترميم هذه المقتنيات وخزنها في المتحف.
قصة صافي الصفا
كان الإمام علي عليه السلام إذا أراد الخلوة بنفسه أثناء خلافته في الكوفة، يأتي إلى طرف الغري، فبينما هو ذات يوم مشرف على النجف فإذا برجل قد أقبل من جهة البرية راكباً ناقة وأمامه جنازة، وحين رأى الإمام عليه السلام قصده وسلّم عليه فرد عليه الإمام قائلا له: من أين؟ فأجابه: من اليمن. فقال عليه السلام) : وما هذه الجنازة التي معك؟ قال: جنازة أبي لأدفنه في هذه الأرض فقال عليه السلام: لماذا لم تدفنه في أرضكم؟
قال: هو أوصى بذلك قائلاً: إنه يُدفن عند رجل يدعي في شفاعته مثل ربيعة ومضر،
فلمّا سمع الإمام عليه السلام حديثه قال: أتعرف هذا الرجل؟ قال لا ,فقال عليه السلام) : أنا والله ذلك الرجل فوقع الرجل اليماني على قدمَي الإمام يقبلهما ويبكي.
فقال الإمام: ما دام قد أوصى بذلك، وقد قطعتَ به كل تلك المسافة فسوف أتولى الصلاة عليه ودفنه. فقال الرجل: هنيئا لأبي، لقد أوصى أن يُدفن عندك، فوجدك حاضراً هذا المكان، وسوف يحظى بشرف صلاتك عليه ودفنه بجوارك.. ثم سأله الإمام عليه السلام) ما كان أبوك يصنع في حياته حتى أتمّ الله له ذلك؟ قال الرجل: إنه والله كان دائم الذكر لك يا أمير المؤمنين، كنت أسمعه دائماً وهو يناجي الله باسمك وخاصة في صلاة الليل ويدعو بذلك كثيراً.
تقرير: سلام الطائي