الأفضل لي هو أن أكون مسلماً.. مُستبصر كندي: علينا العمل لترسيخ الصورة النبيلة للإسلام
أكد المستبصر الكندي د. جون اندرو مارو، أن الاطلاع المبكّر على مختلف الاديان ودراستها مهدّت له الطريق لاعتناق الدين الاسلامي، فيما بيّن أن مسألة التخوّف من الاسلام هي قضية مصطنعة.
وقال د. مارو في حديث لمركز الاعلام الدولي ( (IMC"منذ العاشرة من عمري وأنا ابحث عن الحقيقة فيما يخص قضية الأديان، وقد بدأتُ بدراسة كل الديانات تقريباً.. فقرأتُ الانجيل والعهد القديم والجديد، واطلعتُ على الديانة المسيحية والاسلامية وكذلك البوذية اطلاعاً شاملاً، وبعد هذا المشوار الطويل تولّدت لديّ القناعة وتأكدتُ بأن الأفضل لي هو أن "أكون مسلماً".
وأوضح المستبصر الكندي، أنه "قد تجد أن البعض يعتنق دين معين لتأثره بموضوع او حدث ما، فتتغير حياته تبعاً لذلك، ولكن الامر مختلف بالنسبة لي، فقد كنتُ اعتقد بوجود الله وهذا ما ساعدني على أن اعتنق الاسلام بعد اطّلاع موسع على هذا الدين"، مضيفاً "أما المشكلة التي واجهتني فكانت تكمن في قلّة عدد المسلمين المتواجدين في كندا إبان ثمانينيات القرن المنصرم، حيث مثلَ هذا الامر عائقاً كبيراً لأنني كنت بحاجة الى تواصل مع أشخاص يعتنقون الدين الذي انتمي اليه، لذا فإن اعتناقي للإسلام لم يكن عن طريق الناس بل عن طريق البحث ودراسة الكتب التي كنت اطلع عليها وصولاً الى الحقيقة".
وعن مواجهة الحملات التي تقوم بها بعض الجهات لتشويه صورة الاسلام، بيّن مارو أن "هنالك العديد من الأمور التي يجب أن نعمل عليها لترسيخ الصورة النبيلة للإسلام وإبعاد شبح التشويه عن مبادئه السمحاء، وهناك أيضاً العقبات في هذا الطريق فعلى سبيل المثال في زيارة الاربعين للإمام الحسين عليه السلام وفي ظل هذا التجمع المليوني الكبير تجد أن وسائل الاعلام العالمية قد غضّت النظر عن أكبر تجمع اسلامي سلمي، يمثل العديد من الجاليات العربية والاجنبية.. ولو انك ترى أن 20 مليون شخص يجتمعون في بلد قد انهكتهُ الحروب ولا يمتلك البنية التحتية الملائمة لاستقبال الملايين من البشر وبنفس الوقت لا تكاد تجد أي حوادث تذكر، في حين تجد المملكة السعودية التي تعد من أغنى البلدان في العالم وفي موسم الحج حيث لا يتعدى المليونين او ثلاثة ملايين حاج، تجد هنالك الكثير من الحوادث التي يذهب ضحيتها العشرات، والسبب هو أن التجمع في كربلاء مبني على التنظيم الذاتي والأخوة والمحبة والتسامح والتكافل والتعاون، وهذه رسالة الدين الاسلامي الانسانية العظيمة.. رسالة النبي محمد صلى الله عليه واله، وهي شعار الإمام الحسين عليه السلام فمَن يحب الحسين عليه السلام يحب الناس من حوله".
وعن الوسيلة الفعّالة لترسيخ مبادئ الاسلام، قال المستبصر الامريكي إنه "يمكن أن نكلم العالم من خلال أفعالنا وليس من خلال النظريات.. فمن المهم أن يرى العالم ما الذي نقوم به في سبيل الحياة الحرة الكريمة العادلة.. على سبيل المثال انكم تقومون بدعوة المسلمين وغير المسلمين لزيارة مناطقكم والأماكن المقدسة، للاطلاع على مدى التعايش والمحبة كفعل وليس بالكلام، وهؤلاء بدورهم سينقلون ما شاهدوه وسمعوه الى مجتمعاتهم، خاصة إن كانوا مؤثرين في تلك المجتمعات، وهذه من الوسائل الفعالة جداً في ايصال رسالتكم الانسانية".
"من المهم أيضاً كرسالة اسلامية"، حسب مارو أن "نعمل على ترسيخ أسس التعايش السلمي بين مكونات المجتمع سواء كانت مسلمة أم مسيحية، فالعالم اليوم ينظر بحساسية الى الحوادث التي تتعرض لها الاقليات، وكذلك أحداث العنف المتفاقمة في عدد من بلدان المنطقة".
وختم المستبصر الكندي د. جون اندرو مارو قوله "اعتقد أن مسألة التخوّف من الاسلام هي قضية مصطنعة، وقد وُضعت قواعد وأسس لإنجاحها وتم صرف اموال طائلة على هذا الامر، بل ان هناك جهات كبيرة تسعى لتعميم هذه الفكرة، وذلك من اجل تسهيل استغلال الشعوب والاستيلاء على ثرواتها تحت ذريعة ظروف عدم الاستقرار.. وعموماً الناس العقلاء والاغلبية من الشعوب تعلم أن الاسلام دين التسامح والتعايش، وكذلك المسيحية، لذا علينا ترسيخ المبادئ الصحيحة لضمان الحفاظ على مبادئنا وانسانيتنا".
حوار: سلام الطائي
تحرير: عامر الشيباني