صحف عربية وأجنبية: العراق كنز سياحي ينتظر الاكتشاف
يشهد العراق اهتماما متزايدا في قطاع السياحة، مدفوعا بتراثه الثقافي والديني الفريد، ومواقعه الأثرية العريقة التي تعود إلى أقدم الحضارات الإنسانية.
خلال شهر آذار 2025، نشرت عدة تقارير عربية، إنجليزية، وفرنسية تسلط الضوء على أهمية العراق السياحية والتحديات التي تواجه هذا القطاع.
من أبرز المواقع الأثرية مدينة بابل، التي كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع، ومدينة أور، التي تعد مهد الحضارات السومرية، بالإضافة إلى ذلك، تحتضن البلاد مواقع دينية مهمة مثل النجف وكربلاء، التي تستقبل ملايين الزوار سنويًا، خاصة خلال مراسم أربعينية الإمام الحسين.
وشهد القطاع السياحي في العراق انتعاشا ملحوظا، إذ بلغ عدد الزوار الأجانب 400 ألف سائح في عام 2023، مع توقعات بارتفاع هذا العدد في ظل التحسينات المستمرة للبنية التحتية والخدمات السياحية . بحسب موقع شفقنا.
ومع ذلك، يواجه العراق تحديات بارزة تعيق تطوير هذا القطاع، فقد أشار تقرير نشرته صحيفة "طريق الشعب" إلى أن ضعف البنية التحتية، والوضع الأمني المتقلب، والإجراءات البيروقراطية المعقدة، تعرقل جهود تعزيز السياحة.
وأكد التقرير أن العراق بحاجة إلى خطة استراتيجية شاملة لتحسين الخدمات السياحية وضمان سلامة الزوار.
في إطار الجهود لتعزيز القطاع، تم اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025. ووفقًا لوكالة الأنباء العراقية، يعد هذا الاختيار خطوة مهمة نحو تسويق العراق كوجهة سياحية إقليمية ودولية، إلى جانب مشاريع حكومية لتحسين البنية التحتية وتسهيل إجراءات الدخول إلى البلاد بحس الموقع الرسمي.
ففي شهر شباط 2025، توافد آلاف الحجاج من مختلف الدول إلى بغداد لإحياء ذكرى استشهدا الإمام موسى الكاظم، ما يعكس الأهمية الدينية لهذه المواقع.
وكالة "أسوشيتد برس" أكدت أن هذه الزيارات تُظهر قدرة العراق على استقطاب الزوار رغم التحديات .
إلى جانب السياحة الدينية، ظهر اتجاه جديد يُعرف بـ"السياحة المظلمة"، حيث يزور السياح مناطق كانت سابقا ساحة صراعات وحروب. ووفقا لتقرير نشرته "نيويورك بوست"، أصبح العراق وجهة مفضلة لفئة من السياح الباحثين عن تجارب فريدة، رغم التحذيرات الأمنية. ويشير التقرير إلى أن هذا النوع من السياحة قد يفتح بابًا جديدا للاستثمار في مناطق تاريخية مهملة .
العراق كنقطة التقاء
العراق ليس مجرد وجهة سياحية تقليدية، بل هو أرض التقاء الحضارات الكبرى، تركت هذه الحضارات إرثا ثقافيا يعكسه معمار بغداد القديمة، وقباب النجف وكربلاء، والآثار السومرية في الجنوب.
هذا التنوع الفريد يمنح العراق طابعًا سياحيا خاصا يجذب المهتمين بالتاريخ والآثار. وفقا لتقرير من موقع "العربي الجديد"، فإن السياحة الثقافية في العراق تمثل فرصة نادرة لإحياء الموروث الحضاري.
إحياء السياحة البيئية
إضافة إلى المواقع الأثرية والدينية، بدأ العراق يستكشف إمكانياته في السياحة البيئية. فالأهوار الجنوبية، التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تقدم تجربة استثنائية للزوار الباحثين عن هدوء الطبيعة وسط القرى الطافية والطيور النادرة. تقرير نشره موقع "رويترز" يشير إلى أن السياحة البيئية يمكن أن تساهم في دعم المجتمعات المحلية وتحافظ على النظام البيئي الفريد في الأهوار.
دور القطاع الخاص
يعتمد نجاح القطاع السياحي أيضا على مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المحلي، بدأت تظهر مبادرات شبابية لتنظيم جولات سياحية في بغداد والموصل، لتقديم صورة حية عن الحياة اليومية والقصص المخبأة خلف أزقة المدن.
هذه المبادرات تعزز السياحة الثقافية وتفتح المجال أمام فرص عمل جديدة للشباب.
وفي تقرير من صحيفة "الغارديان" البريطانية يؤكد أن إشراك المجتمعات المحلية في صناعة السياحة يمكن أن يسهم في تحسين الاقتصاد المحلي وتغيير الصورة النمطية عن العراق
رغم التحديات التي تواجه السياحة في العراق، فإن جهود الحكومة، إلى جانب الاهتمام الدولي المتزايد، قد تمهد الطريق لتحول العراق إلى وجهة سياحية عالمية، تجمع بين التاريخ العريق والتجارب الفريدة.