أقام مركز بينة للبحوث والدراسات ورشة عمل في العتبة الحسينية المقدسة تهدف إلى توثيق تاريخ وتوسعات العتبة خلال أكثر من 23 عامًا من العمل المستمر في المجالات الفكرية والثقافية والدينية والخدمية.

انجازات تستحق التوثيق

وتأتي هذه الورشة ضمن مشروع استراتيجي يسعى لتقييم الإنجازات الكبيرة التي حققتها العتبة وتسليط الضوء على دورها الفاعل في بناء الإنسان وتنمية المجتمع إلى جانب مساهماتها في دعم القضايا الإنسانية والمشاريع الوطنية داخل العراق وخارجه.

وتحدث الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الأستاذ حسن رشيد لوسائل اعلامية منها وكالة كربلاء الآن أن" مسيرة العتبة التي تجاوزت أكثر من عقدين من الزمن قد أثمرت إنجازات كبيرة، أصبحت اليوم تراثًا غنيًا بالمكاسب على مختلف المستويات: الفكرية، الثقافية، الدينية والإعمارية" .

 وأضاف" أن العتبة لم تقتصر على الجوانب الدينية والثقافية فحسب بل دخلت بقوة في ميادين الخدمة الإنسانية من خلال تأسيس مستشفيات وبناء مدارس للأيتام ومؤسسات للإرشاد الأسري ومراكز ثقافية سواء داخل العراق أو خارجه كما لعبت العتبة دورا بارزا في دعم جبهات القتال خلال فترات التهديد الإرهابي بالإضافة إلى تقديم المساعدات للدول المنكوبة خاصة في الأزمات التي مرت بها الشعوب الإسلامية كالفلسطينيين واللبنانيين والسوريين".

 وختم الامين العام حديثه فائلا" إن العتبات المقدسة تستحق أن توثق هذا الإرث الغني الذي يزخر بالإنجازات والمواقف النبيلة في بناء البلد والإنسان" .

موسوعة شاملة وترجمة لعدة لغات

من جانبه تحدث مدير مركز بينة والأمن الفكري الشيخ علي القرعاوي" أن هذه الورشة تمثل انطلاقة مشروع كبير لتوثيق توسعات العتبة الحسينية والذي يعد من أبرز الحقب المضيئة في تاريخ العراق الحديث, وأن العتبة لعبت أدوارا متعددة شملت الجوانب الثقافية والفكرية والعلمية، الطبية والخدمية والإنسانية واللوجستية والعسكرية. 

وأشار " أن المشروع سيركز على جمع الوثائق وتدوين كافة التفاصيل المتعلقة بتطور العتبة عبر العقود مع إجراء دراسات مقارنة لكل خمس سنوات من مسيرتها لاستعراض تطور أدائها ومجالات توسعها.

وأوضح القرعاوي" أن المشروع يتضمن جهدا إداريا وقانونيا وفنيا وعلميا لتوثيق كل هذه الجهود وأن الورشة الحالية تمثل البداية العملية لهذا العمل الضخم تحت إشراف الأمين العام للعتبة الحسينية إلى وجود لقاءات متابعة مع اللجان الإدارية السابقة لتوثيق التحديات وطرق الإدارة والوثائق الدينية والقانونية المتعلقة بإدارة العتبة إضافة إلى استشراف الخطط والمشاريع المستقبلية.

ونوه في ختام حديثه إلى أن" نتائج هذا المشروع سيتم جمعها ضمن موسوعة شاملة، تضم معلومات وافية لم ترد من قبل في أي مصدر آخر، لتكون مرجعًا مهمًا للباحثين والمختصين في المستقبل وستترجم إلى عدة لغات ليصل أثرها إلى الخارج.