مؤتمر الإعلام العربي.. صورة مشرقة لعراق مقتدر

: د خليل الطيار 2025-05-25 08:59

يوفّر انعقاد المؤتمرات الرسمية في بلدك فرصة للقاء الرموز والنخب في مجال تخصصاتها، وتسهم في تجّسير العلاقات الثنائية مع إدارة وكوادر المؤسسات المشاركة فيها لبناء أطر عمل وتعاون مشترك، يكون الرابح من نجاح مخرجاتها، هو بلدك أولا، ومؤسستك التي تعمل فيها ثانيا. شريطة أن تستثمر هذه الأنشطة لربح القيمة الفعلية من أهداف استضافتها، وليس لأجل الفوز بمظاهرها الدعائية فقط.

وعلى هامش دعوتنا للمشاركة في مؤتمر الإعلام العربي الرابع، الذي أقيم مؤخرا في العاصمة بغداد، برعاية ناجحة من شبكة الإعلام العراقي، أتيحت لنا فرصة لقاء عددا من الشخصيات المؤثرة في منظومة الإعلام والصحافة والثقافة والفكر، من مختلف الدول العربية. منهم شخصيات رفيعّة لازمناها في مسيرة عملنا المهني في أروقة المنظمات والاتحادات العربية، وآخرين جدد حضروا بصفة باحثين ومشاركين من دول العالم.

وعلى هامش الندوات البحثية جمعتنا جلسات حرة، تبادلنا خلالها الحوار في عدة مسارات معرفية، كان لها الأثر في إزاحة صور نمطية خاطئة، أمست، ومازالت تسوق عن اوضاع العراق العامة، بصورة مشوهة، وأسهمت نقاشاتنا البناءة والمسؤولة بتوضيح خطأ تعاطي الخطاب الإعلامي والفكري معها، وبينت حقيقة إمكانية العراق للقيام بدوره، كبلد قادر على صناعة الأثر في مختلف الميادين، سواء في المنطقة والعالم. بعد أن ربح بوحدة شعبه، رهان الانتصار في عدة معّارك وتحديات، مّر، ومازال يمّر بها، ولا يألو شعبه من تقديم تضحيات جسام ليخرج منتصرا فيها، سواء على مستوى ترميم الجبهة الداخلية، وتعاضدها لإزالة شأفة الإرهاب المصدر له، أو من خلال إزاحة أي تشويه لهويته، الإسلامية، والعربية، والوطنية، التي باتت اليوم تتجلى صفحاتها للأخوة الضيوف العرب والأجانب، وتعكس بجلاء حالة استقرار البلد أمنيا واقتصاديا وسياسيا. بعد ان غادر فيها مرحلة شاقة حيث كانت الكثير من الماكينات الإعلامية، العربية منها والعالمية، تستنزف كل إمكاناتها لتضخ كما هائلا من المغالطات الطائفية، والمعلومات المحرضة عن وضعه الداخلي.

ولكن سرعان ما تتكشف عوراتها بزوال الغواش عند قدوم الضيوف أليه، ليدركوا حقيقة أن العراق الذي يرون عاصمته ومدنه بأم أعينهم، وينصتون لخطاب نخبه المسؤول والمعتدل، ليس هو العراق المسوق لهم عبر ارهاب منصات الإعلام الاصفر المسموم.

وهذا يستدعي توجيه الشكر لمن رعى هذا الجهد الإعلامي المتّميز بتنظيمه، وبمخرجات عنوانه المناخي.

والثناء لمن أسهم بنجاح تظاهرة إعلامية عكست الصورة المشرقة لعراق، بات يتجاوز حدود إطاره الجغرافي ليعلن وجوده بقوة في جغرافية العالم، ويسير بتؤدة وتفاؤل نحو النجاح في مختلف الصّعْد، تاركا خلفه استمرار نباح من لا يريد له الخّير والأمان والقوة ..

العودة إلى الأعلى