ذباب الفاكهة يفتك بمحاصيل كربلاء… والمزارعون يشتكون من غياب الدعم الحكومي
تشهد محافظة كربلاء خلال الموسم الزراعي الحالي انتشارا واسعا لآفة ذباب الفاكهة، التي تسببت في تلف مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية، لا سيما في بساتين المشمش والحمضيات والخوخ، وسط شكاوى متصاعدة من المزارعين حول غياب الدعم الحكومي وعدم توفر مستلزمات المكافحة.
وبحسب شهادات عدد من المزارعين في المحافظة ، فإن هذه الآفة تهدد مصدر رزقهم الوحيد، مشيرين إلى أن الذبابة تهاجم الثمار في ذروتها، مما يؤدي إلى تعفنها وسقوطها قبل موعد الجني.
خسائر كبيرة وصمت رسمي
يقول المزارع مصطفى حميد، الذي يمتلك بستانا في قضاء الحسينية
“منذ اكثر من شهرين بدأت الذبابة تهاجم ثمار المشمش ولم نر أي تحرك من الجهات الزراعية حيث كنا نعتمد على رشات دورية من الدوائر المختصة في السنوات الماضية، أما اليوم فنعتمد على أنفسنا، والمبيدات غير متوفرة أو باهظة الثمن.”
وبحسب تقديرات الاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية التعاونية في كربلاء، فإن نسبة التلف في بعض المحاصيل تجاوزت 40% في عدد من المناطق، وهو ما ينعكس سلبا على الأمن الغذائي المحلي، ودخل المزارعين الذين يعتمدون على محاصيلهم الموسمية لتغطية نفقات معيشية أساسية.
تصريحات رسمية وتحذيرات مبكرة
وفي تصريح خاص لوكالة كربلاء الآن ، أكد السيد جاسم عبد علي عصري المسعودي، رئيس الاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية في قضاء المركز، أن الاتحاد حذر في وقت مبكر من هذا العام من احتمالية انتشار ذباب الفاكهة، مطالبا بضرورة تفعيل برامج الوقاية والمكافحة.
وأضاف" للأسف، لا توجد خطة واضحة لمكافحة الآفة، ولا حتى حملة رش واحدة منذ بداية الموسم، والمزارعون يُتركون لمصيرهم مع خسائر بالملايين.”
دعوات إلى تدخل عاجل
يطالب المزارعون والجهات النقابية الزراعية وزارة الزراعة بـ توفير المبيدات بصورة عاجلة، وتنظيم حملات ميدانية لمكافحة الذبابة، فضلاً عن تشكيل لجان لتعويض المتضررين.
كما دعا المختصون إلى أهمية إطلاق حملة توعية وإرشاد زراعي موجهة للفلاحين حول أساليب الوقاية الحديثة، والاستفادة من التجارب الزراعية في المحافظات المجاورة.
مع استمرار تفشي الآفة، وتفاقم الخسائر، تزداد المخاوف من تأثير طويل الأمد على الإنتاج الزراعي في كربلاء، ما يهدد الأمن الغذائي ويدفع العديد من المزارعين إلى ترك الزراعة أو تقليص مساحاتهم المزروعة في المواسم المقبلة.