من هم العلويين الذين يتعرض قسم منهم اليوم الى القتل والتطهير في سوريا؟ وبماذا يشتركون مع بقية الطوائف الإسلامية؟ وبما يختلفون؟.

العلويون هم طائفة دينية إسلامية تُنسب إلى الإمام علي بن أبي طالب، ولهم عقائدهم وممارساتهم الخاصة التي تميزهم عن باقي الفرق الإسلامية.

ينتشر العلويون بشكل أساسي في سوريا، حيث يشكّلون نسبة كبيرة من السكان، كما انهم يقيمون في لبنان وتركيا وأجزاء من العراق. يُعرفون في تركيا باسم “الأليفية” (Alevi)، ولهم تواجد في بعض مناطق البلقان أيضا.

الأصل والتسمية

تعود تسمية العلويين إلى الإمام علي بن أبي طالب، الذي يعتقدون بأنه يحمل مكانة روحية خاصة. ولكن يجب التمييز بين العلويين كمذهب ديني خاص وبين الاستخدام العام لمصطلح "علوي" الذي قد يُطلق على كل من يوالي الإمام علي في الفكر أو العقيدة.

العقائد والمعتقدات العلوية

يختلف العلويون عن باقي الطوائف الإسلامية في العديد من الجوانب العقائدية، حيث يدمجون بين عناصر من الإسلام الشيعي وبعض التأثيرات الصوفية والفلسفية. ومن أبرز معتقداتهم:

التوحيد والتفسير الباطني: يعتمد العلويون على تأويل النصوص الدينية باطنيا، ويعتقدون أن للقرآن معاني ظاهرة وباطنة.

 الإيمان بالإمام علي "عليه السلام": يعتبر العلويون أن الإمام علي ع له مكانة روحانية سامية، ويُنظر إليه كرمز للمعرفة الإلهية.

 دور الأئمة: يؤمنون بالأئمة الاثني عشر كما في المذهب الشيعي الاثني عشري، لكن لديهم تفسيرات مختلفة لدورهم.

 طقوس العبادة: لا يؤدون العبادات بنفس الشكل التقليدي عند المسلمين السنة أو الشيعة، حيث لا يعتمدون على المساجد بشكل أساسي، ولديهم طقوس خاصة تشمل الاحتفالات الروحية والاجتماعية.

التصوف والتأثيرات الفلسفية: يتأثرون ببعض الأفكار الصوفية، ويُعرفون بعلاقتهم القوية بالتأمل الروحي والممارسات الرمزية.

تاريخ ظهورهم

ظهر العلويون في القرن التاسع الميلادي، ويُنسب تأسيس عقيدتهم إلى الشيخ محمد بن نصير النميري، الذي كان من أتباع الإمام الحسن العسكري، ومن هنا جاءت بعض التسميات الأخرى لهم مثل "النصيرية". خلال العصور المختلفة، تعرضوا للاضطهاد، مما دفعهم إلى العيش في المناطق الجبلية المعزولة للحفاظ على خصوصيتهم الدينية.

توزيعهم الجغرافي

سوريا: يشكلون جزءا مهما من السكان، خصوصا في اللاذقية وطرطوس وجبال الساحل السوري ويبلغ تعدادهم نحو 1.7 مليون نسمة، ويشكّلون نحو تسعة في المائة من سكان سوريا ذات الغالبية السنية.

لبنان: توجد مجتمعات صغيرة من العلويين في شمال لبنان، خاصة في طرابلس وعكار

العراق وإيران: توجد بعض الجماعات الصغيرة من العلويين.

تركيا: يشكلون واحدة من أكبر الطوائف الدينية في البلاد، حيث يقدر عددهم بين 15 إلى 25 مليون نسمة، أي ما يقارب 15-30% من سكان تركيا. يتركزون بشكل أساسي في الأناضول الشرقي والأوسط، وخاصة في إسطنبول، وأنقرة، وسيواس، وتونجلي (درسيم)، ومرعش، وقيصري، وغازي عنتاب.

يرتبط العلويون في تركيا بالإسلام الشيعي الباطني، ولكنهم يختلفون في طقوسهم وتقاليدهم عن العلويين في سوريا.

يُعتقد أن جذورهم تمتد إلى التقاليد الصوفية، وخصوصا تعاليم الحاج بكتاش ولي، وهو متصوف من القرن الثالث عشر أثرت أفكاره في التقاليد العلوية والبكتاشية في تركيا حيث يؤمن العلويون في تركيا بتعاليم الإمام علي وأهل البيت، ولكن بشكل باطني وصوفي ولديهم مفهومهم للتوحيد، حيث يركزون على الثالوث الروحي: الله، والنبي محمد، والإمام علي ويعتمدون على تأويل رمزي للقرآن، ويعتقدون أن المعاني الباطنية أهم من التفسيرات الحرفية ، ويؤمنون بالعدالة والمساواة، ولهم توجهات تقدمية مقارنة بالطوائف الإسلامية التقليدية ، يجتمعون في بيوت عبادة خاصة تُسمى “الجَمْعْخَانة” (Cemevi) لإقامة الطقوس ومن أهم تلك الطقوس العلوية هو “مراسم الجَمْ” (Cem Ceremony)، حيث يتم تلاوة الأناشيد الدينية والابتهالات، مع رقصة دينية تُعرف بـ”سِماح” (Semah)، والتي تعبر عن الروحانية.