لأول مرة.. مكتبة أمريكية تعرض المخطوطات الإسلامية بالكامل
كشفت مكتبة بينيك للكتب والمخطوطات النادرة التابعة لجامعة ييل في ولاية كونيتيكت الأمريكية عن أحدث معارضها المؤقتة، تحت عنوان "علّم بالقلم: عالم المخطوطات الإسلامية"، وذلك في 24 شباط 2025.
يُعد هذا المعرض الأول من نوعه لعرض مجموعة جامعة ييل من المخطوطات الإسلامية، التي تُعتبر من بين الأكبر في الولايات المتحدة. ويضم المعرض تشكيلة متنوعة من المقتنيات، تتراوح بين النسخ المبكرة من القرآن الكريم ووثائق حديثة، لتُبرز التنوع الزمني والمكاني والأنماط الأدبية المختلفة في العالم الإسلامي.
وأوضحت الدكتورة أوزغين فليك، إحدى قيّمات المعرض ومحاضرة في اللغة التركية العثمانية بجامعة ييل: "أردنا من خلال أمثلة مأخوذة من مجموعات ييل العالمية تسليط الضوء على التقاليد المترابطة للعالم الإسلامي، وإظهار كيف تنتقل الأفكار والإلهام عبر الثقافات."
تُعد جامعة ييل من بين المؤسسات الرائدة في حفظ المخطوطات الإسلامية، إذ تمتلك أكثر من 4000 مخطوطة، مما يجعلها ثالث أكبر مجموعة من نوعها وأحد أقدمها في البلاد. ويعرض المعرض جزءًا بسيطًا فقط من هذه الكنوز الأدبية.
في سياق متصل، تُدرّس فليك هذا الفصل الدراسي مادة بعنوان "إضاءة المخطوطات الإسلامية: التاريخ والنظرية والممارسة"، حيث يتعرف الطلاب على العناصر المعروضة في المعرض، بل ويحاولون إعادة إنتاج أعمال مشابهة عبر الرسم والتلوين في الصف الدراسي.
وجرى تنسيق المعرض بالتعاون مع الدكتورة أغنيشكا ريك، أمينة المكتبة، وروبرتا إل. دوغيرتي، أمينة مكتبة دراسات الشرق الأوسط.
وأشارت ريك إلى أن المعرض يتميز عن غيره من المعارض المشابهة بكونه يُظهر مواد من فترات جغرافية ولغوية متنوعة، مضيفةً: "على عكس المعارض الأخرى التي قد تقتصر على عدد محدود من اللغات أو الأنواع الأدبية، يعرض معرضنا مجموعة واسعة من المواد بمختلف الأزمان والمناطق."
ويضم المعرض قطعًا فريدة من أماكن متباعدة، بدءًا من ولاية نورث كارولينا الأمريكية وحتى مدينة دمشق. ورغم أن بعض القطع عُرضت سابقًا، إلا أن الكثير منها يُعرض ويفهرس للمرة الأولى، وفقًا لدوغيرتي.
وتابعت دوغيرتي: "أردنا تقديم عناصر صنعها أو استخدمها الناس العاديون، أشياء يمكن أن تُستخدم يوميًا وحتى تُحمل في الجيب، وليس فقط الأعمال الفنية المحفوظة خلف الزجاج والمخصصة لهواة الجمع."
ومن بين القطع المميزة التي لاقت إعجاب القائمين على المعرض، نص كوزموغرافي شبه موسوعي يعود إلى القرن الثالث عشر..
وتتناول الأعمال المعروضة موضوعات متنوعة تشمل الرياضيات، والهندسة المعمارية، والعلوم، والطب. ويسعى المعرض إلى دمج المدارس الفكرية المختلفة عبر الثقافات والفترات الزمنية، ليقدم رؤية متكاملة عن الثقافة الغنية الكامنة وراء مخطوطات جامعة ييل.
أعربت الدكتورة راشيل هيرشمان، مديرة برامج المعارض والمنشورات في مكتبة بينيك، عن أملها في أن يجد الزوار في المعرض ما يُثير اهتمامهم من خلال التنوع الكبير في المواضيع المعروضة.
ويتضمن المعرض نصوصًا توضيحية تُقدم معلومات ضرورية للزوار، بالإضافة إلى كتيب إرشادي يُمكن الحصول عليه من مكتب الاستقبال، فضلًا عن تنظيم مسابقة صغيرة للبحث عن المخطوطات.
وأوضحت ريك أن "العالم الإسلامي انتقل من استخدام الرق إلى الورق قبل الغرب بقرون، رغم أن الطباعة اعتمدت بشكل واسع في العالم الإسلامي في وقت لاحق. ويضم المعرض مخطوطة واحدة فقط على الرق، وهي جزء من القرآن الكريم يعود إلى القرن العاشر."
ويُستمد عنوان المعرض "علّم بالقلم" من آية قرآنية، وسيكون متاحًا للزوار على مدار الأسبوع حتى العاشر من أغسطس 2025.