الدكتور عبود جودي الحلي الخفاجي: (ولد 1373 هـ / 1954 م)
الدكتور عبود بن جودي بن عبود بن علي بن الشيخ جواد بن حسين بن علي بن محمد بن ناصر بن راشد بن نصيف بن إسماعيل بن منصور الحلي الخفاجي، ولد في محلة باب السلالمة بكربلاء المقدسة، وهو من أسرة تعرف بـ (آل الحلي) نسبة إلى أصلها في الحلة وقد هاجرت إلى كربلاء في القرن الثالث عشر الهجري، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة التي توارثها عن آبائه. (1)
وتعود نسبة آل الحلي إلى (خفاجة الحلة) وكان أول من هاجر من هذه الأسرة إلى كربلاء رغبة بمجاورة المراقد المقدسة هو جدها الشيخ علي بن الشيخ جواد الحلي (الجد الثاني للشاعر) وزاول مهنة بيع الأقمشة في سوق التجار الكبير (2)
وقد استقرت هذه الأسرة الأدبية (3) في كربلاء منذ ذلك الزمن ولم يعد لها اتصال بالحلة سوى بالإسم فقط، يقول الدكتور صباح نوري المرزوك بصدد لقب الحلي الذي عُرف به الشاعر: (ليس له من الحلة سوى أنه ينتسب إليها لقبا....) (4)
أكمل الحلي في كربلاء الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم تخرج من معهد إعداد وتدريب المعلمين في بغداد عام 1975، وعمل معلماً في كربلاء عام 1976، ثم تخرج من كلية التربية ــ ابن رشد / جامعة بغداد – قسم اللغة العربية وآدابها عام 1984، ونال من الكلية نفسها درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها عام 1988، عن رسالته الموسومة: (أبو عمرو الشيباني وجهوده في الرواية الأدبية) (5)، ثم نال درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب / الجامعة المستنصرية عام 1995 ، عن أطروحته الموسومة: (الأدب العربي في كربلاء من إعلان الدستور العثماني إلى ثورة تموز 1958 ، اتجاهاته وخصائصه الفنية) (6) فدرجة الاستاذية (البروفسور) عام 2008 (7)
وإضافة إلى دراسته الأكاديمية فقد درس الحلي في كربلاء الفقه والنحو أيضاً على عدد من علماء كربلاء الأفاضل، منهم الشيخ عبد علي الخالصي (ت 1405 هـ)، والشيخ عبد الحسين البيضاني (ت 1405 هـ)، والشيخ حسين البيضاني (ت 1395 هـ) (8)
والحلي هو عضو في نقابة المعلمين العراقية، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومارس التعليم الابتدائي والاعدادي والجامعي كما مارس الإدارة الجامعية:
رئيساً لقسم اللغة العربية في كلية التربية / كربلاء ــ 1996 ــ 2000
عميداً لنفس الكلية ــ 2003 ــ 2006
رئيساً لجامعة أهل البيت عليهم السلام ــ 2008 ــ 2012
وقد انتدبته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لرئاسة جامعة اهل البيت (عليهم السلام) لمدة اربع سنوات. فرأس – أو كان عضواً – في عدد من لجان مناقشة طلبة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في جامعات: كربلاء، الكوفة، بابل، البصرة، القادسية، بغداد، المستنصرية والجامعة الحرة في هولندا…
اشترك في عدد من المؤتمرات العلمية الاكاديمية في كلية المعارف الجامعة وجامعات كربلاء وبابل وأهل البيت (عليهم السلام)، وأشرف على إقامة المهرجان الشعري الحسيني السنوي في جامعة كربلاء، منذ سنة 2004 ، وهو مهرجان شعري سنوي بمناسبة عاشوراء .
مارس تدريس عدد من المواد العلمية في المؤسسة الجامعية منها: اللغة العربية، النحو العربي، الفقه الإسلامي، النظم الإسلامية، الحديث النبوي الشريف، النقد الأدبي العربي القديم، منهج البحث الأدبي وتحقيق النصوص، الأدب العربي الحديث
له العديد من الآثار المطبوعة منها:
الأدب العربي في كربلاء منذ إعلان الدستور العثماني إلى ثورة تموز 1958 ــ اتجاهاته وخصائصه الفنية ــ 2012 م و 2014
أبو عمرو الشيباني وجهوده في الرواية الأدبية ــ 2012
أوراق ضائعة من ديوان أبي المحاسن (مشترك)
علي الفتال في انعكاسات المرايا ــ 2004
علي الفتال، مراجع سيرته ونتاجه الأدبي ــ 2004
وله أيضاً عدد كبير من المقالات والقصائد في الصحف والمجلات العراقية، والبحوث المنشورة في المجلات الأكاديمية المحكمة، ومن هذه البحوث:
مصادر رواة الشعر العربي قبل الإسلام وصناع الدواوين ــ 1998
الإمام علي عليه السلام والشعر ــ 1999
ملامح من الشعر السياسي في ديوان محمد رضا الشبيبي (مشترك) ــ 2000
الرجز في عصر صدر الاسلام – موضوعاته وخصائصه الفنية (مشترك)
أغراض الشعر لدى شواعر الأندلس ــ 2002
الاتجاه السياسي في أدب كربلاء الحديث 1920 ــ 1958
رواية الشعر القديم في كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني
أوراق ضائعة من ديوان أبي المحاسن الكربلائي ــ نصوص ودراسة (مشترك) ــ 2005
دلالة التثنية في سورة الرحمن ــ 2002
نماذج نثرية لابي المحاسن الكربلائي – عرض ودراسة (مشترك)
الطفيات في الشعر العربي تاريخ وتطور (مشترك)
مجلة العلم للسيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني دراسة وصفية لنصوصها الادبية (مشترك)
الشعراء الرواد والبحور المركبة (مشترك) ــ 2012
مجلة رسالة الشرق ودورها في الحركة الادبية (مشترك) ــ 2012
شعر الاستنهاض بالإمام الحجة (عجل الله فرجه) عند أبي الحب الكبير دراسة في المضمون الموضوعي (9)
ديوان شعر حمل عنوان (في رحاب كربلاء) (10)
كتب عنه العديد من الأساتذة والباحثين والنقاد وتناولوا مسيرته الأدبية والتعليمية والبحثية وقد جمعت أغلب هذه البحوث والقراءات في كتاب هو: (في رحاب كربلاء ــ قراءات في شعر الدكتور عبود جودي) (11) ونقتطف باقة من الأقوال والشهادات بحق الحلي:
قالت عنه الدكتورة سها صاحب القريشي: (اعتاد الشاعر عبود جودي الحلي أن يتخذ من سيرة الإمام الحسين عليه السلام الثورية ضد مواقف الطغاة على مر العصور درسا ينبض بالحياة ويصلح لكل زمان ومكان وحافزا للأجيال على مر السنين، يحفزهم على الوقوف بوجه الباطل وإزهاقه. كما يتضح منه رغبته المتحمسة إلى بسط العدل وعدم الرضوخ لظالم، وهو شعر يحاول من خلاله إيصال حقيقة الواقع المعيش إلى الجماهير من دون أن يحملها على بساط الفلسفة إلى عالم ما وراء الطبيعة.
ولذا يغلب على ألفاظ الشاعر الربط في كل قصائده بين ألفاظ الدين والسياسة لأن شعره يصنف في إطار الشعر الديني المختص بالإمام الحسين عليه السلام، تحديدا، وبالنظر إلى الطابع الثوري المتقد بالحماسة المحفزة لمشاعر الناس فقد جاءت ألفاظه سهلة مألوفة والألفاظ السهلة في الغالب تستطيع أن تستنفذ إحساس الشاعر، كما أنها الأقدر على دفع مشاعرنا إلى التداعي وذلك بحكم كثرة استعمالنا لها وتلوّنها بلون نفوسنا...) (12)
وقالت عنه الدكتورة عهود عبد الواحد العكيلي (كلية التربية للعلوم الإنسانية / ابن رشد ــ جامعة بغداد): (أراد ــ الشاعر عبود جودي الحلي ــ إبراز القضية الحسينية ونشرها وإيضاح أثرها في المجتمع سابقا وحاليا، وكانت له وسائل مختلفة ومن أشهرها التشبيه والاستعارة المكنية والمجاز بأساليب تجذب الأبصار والأسماع سار فيها متابعا أساليب الشعراء القدماء، وقد توخى الصور غير المعقدة لتصل إلى الأذواق المختلفة لسامعيه وتؤثر في المستويات المتلهفة للتفاعل مع القضية الحسينية، وقد تواءمت مع التنغيم الجميل الذي صيغت فيه، لذلك كانت منشدة في المجالس الحسينية...) (13)
وقال عنه الأستاذ كاظم ناصر السعدي: (في رحاب كربلاء، قصائد يمتزج فيها الحس الإيماني بالحس الوطني في لغة صافية عذبة خالية من التكلف والزخرف لغة سلسة واضحة وأنيقة، والشاعر إذ يمجد ويعظم آل الرسول ويجعل من الإمام الحسين عليه السلام رمزا روحيا مشعا وعلما بارزا للهدى والصلاح، ويستلهم من سيرته الجهادية معاني الثبات على الحق والمبدأ ويتغنى بحب العترة الطيبة ويشيد بمآثرها ومناقبها، فإنه في الوقت ذاته يفصح عن حبه العميق للعروبة والإسلام والوطن، ويعبر عن حرصه على استقلال العراق ووحدته وحرية وكرامة شعبه، كما يعبر عن رفضه للإحتلال الأمريكي ولكل أشكال الظلم والهيمنة الاستعمارية، ويمكن القول: إن قصائد الديوان المتوهجة بمشاعر الإيمان والوطنية هي تسجيل لحياة واستشهاد آل بيت النبوة عليهم السلام، لأنهما يمثلان تاريخا داميا للمثل العليا...) (14)
وكتب الدكتور علي حسين يوسف مقالاً تحت عنوان (في رحاب كربلاء، لحن للولاء – دراسة نقدية في ديوان الحلي) قال فيه:
(صدر مؤخرا ديوان الشاعر الدكتور عبود جودي الحلي: في رحاب كربلاء، وحسنا فعلت جامعة أهل البيت عليهم السلام حينما أسهمت في نشر الديوان، فالشاعر الحلي لم يمارس الشعر كمهنة محترف إنما الشعر عنده يمثل قضية آمن بها الرجل دائماً، إنها قضية الإنسان الباحث عن الحقيقة في علاقته مع الله وأنبيائه وأهل بيته (عليهم السلام) والمجتمع عامة.
وبهذا المعنى فان الشعر عند الدكتور الحلي يجسد الإخلاص في القضية، وهو انعكاس أيضاً لروحه المخلصة في كل سلوكياته، والقارئ لقصائد الديوان يمكن له أن يلمس هذا الشيء بوضوح لا سيما أن تلك القصائد تميّزت بالطابع المباشر والأسلوب السلس وصدق اللهجة والابتعاد عن التكلف والغموض والاعتماد على الأوزان الشعرية الخفيفة، كل تلك الأمور جعلت قصائد الديوان تعبر عن شخصية شاعرية متجانسة تفكر بعمق وتكتب بوضوح، وكأن الحلي يستحضر مقولة كولردج: لم يتمكن أحد حتى الآن أن يصبح شاعراً بدون أن يكون فيلسوفاً.
ضم الديوان (27) قصيدة ومقطوعة ونظم أكثرها بالفصحى فيما ضمَّ الديوان قصائد أخرى نظمت بالعامية، وقد نشرت أغلب هذه القصائد في صحف ومجالات عراقية فيما قُرئ عدد منها على المنابر الحسينية.
تدور موضوعات قصائد الديوان حول قضايا محورية أساسية بالنسبة للدكتور الحلي أول تلك القضايا مدح النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته ورثائهم (عليهم السلام)، أما الموضوع الثاني في قصائد الديوان فقد كان قريباً من الغرض الأول، فقد خصص الشاعر عدداً من القصائد لتأبين عدد من العلماء الأفذاذ وقراء المنبر الحسيني، وضمَّ الديوان أيضاً قصائد للشاعر يرثي فيها والده المرحوم جودي الحلي.
والشاعر في قصائده في أهل البيت يستحضر التراث الشعري العربي في أبهى صوره وكأن القارئ لتلك القصائد يقف أمام تلك الصور المعبرة التي جادت بها قريحة الشريف الرضي ومهيار الديلمي وابن معتوق الموسوي والشاعرين حيدر وجعفر الحليين والجواهري والفرطوسي وغيرهم من الأفذاذ الذين تغنوا في العزف على أوتار حب آل محمد (عليهم السلام) لكن كل تلك الصور المعبرة يقدمها الدكتور الحلي وهي تحمل نفسه الشعري الخاص ومصطبغة بتلك الموسيقى العذبة التي عُرف بها وكأنه في شعره مصداق للقول: لن يستطيع الرجل الذي تخلو روحه من الموسيقى أن يصبح شاعراً أصيلاً أبداً. ففي قصيدة عشق الحسين يقول الشاعر:
واصـدحْ بلحنِ هواكَ وانشدْ مُعلناً أنا عاشقُ السبطِ الشهيدِ بكربلا
واسجدْ على أرضٍ يضوعُ بتربِها أرجُ الـنـبـوَّةِ والـولايــةِ والعُلا
فقد أبان الشاعر قضية ولائه بكل وضوح وسلاسة في قالب موسيقي يأخذ بالألباب، لقد قدم الشاعر في هذين البيتين النتيجة على السبب باعتبارها أمراً مفروغاً منه لأهميتها عنده، فبعد أن أعلن عن ارتباطه الروحي بالحسين (عليه السلام) مقدماً بصيغة الأمر (اصدح)، في البيت الذي يليه قدم المبرر لذلك الولاء ببيان أهمية التربة وقداستها التي اكتسبتها من ذلك الجسد الذي يمثل امتداداً للرسالة المحمدية وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشموخ الحسين عليه السلام وعزته في معركة كربلاء ولولا براعة الشاعر وامتلاكه لأدواته الشعرية بوعي لما جمعت كل تلك المعاني في بيتين فقط ، ولقد قيل: كل شاعر حقيقي هو بالضرورة ناقد من الطراز الأول. والملاحظ على هذه القصيدة (عشق الحسين) يجد أن الشاعر قد سلك في بنائها مسلك القدماء فقد التزم بالمكونات الأساسية لقصيدة الرثاء الحسينية من مقدمة وتخلص للغرض ومن ثم أشفعها بخاتمة صاغ أبياتها في طلب الشفاعة على عادة القدماء يقول الحلي:
عبودُ عبدكمُ وطابَ قريضُه في ذكرِ حُبِّكَ يا حسين وقد حلا
وفي قصيدة (قدوة الشهداء) يتغنّى الشاعر بشجاعة الحسين ووقفته الأبية في كربلاء راسماً صوراً معبّرة تنبض بصدق العاطفة ودقة التعبير يقول الشاعر:
يا شـهـيـداً بـكَ الـجـنـانُ تباهتْ وبكَ الأرضُ قد زهتْ والسماءُ
لستَ في الثائرينَ محضَ شهيدٍ إنَّـمـا أنــــتَ قـــمَّـــةٌ شـــمَّـــاءُ
وهنا يذكرنا الشاعر بمجموعة من شعراء العراق في النصف الأول من القرن العشرين الذين رفضوا أن يكون الأمام الحسين (عليه السلام) موضوعاً للبكاء فقط أمثال: مظهر اطيمش، وإبراهيم الوائلي، والجواهري، وعباس الملا علي، ومحمد صالح بحر العلوم وغيرهم.
ومن القصائد التي ضمَّها الديوان قصيدة: (كمال الكون) في النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وهي من القصائد المقيدة القوافي وفيها يقول الشاعر الحلي:
رسـولُ اللهِ مـبـعـوثٌ بـهـدي دعا وهدى إلى حقٍّ وارشدْ
هوَ الفجرُ الذي قد لاحَ يزهو يـبـشّـرُ أمَّـةَ الإسـلامِ بـالغدْ
فقد جمع الشاعر صيغ الماضي (دعا ـ هدى ـ أرشد ـ لاح) مع صيغ المضارع (يهدي ـ يزهو ـ يبشر) كناية على امتداد الرسالة المحمدية وديمومتها في الماضي والحاضر، وقد عرف الشاعر الدكتور عبود جودي الحلي بوطنية الصادقة وحبه لبلده العراق لذلك لم يغب عن باله أن يضمِّن ديوانه قصيدة جمعت حبه لوطنه مع إيمانه بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) عنوانها: (عراق الحسين) ومن أبياتها الجميلة قوله:
مـا دامَ فـي أرضِ الـعـراقِ ضــريحُه سيضيعُ كيدَ الظالمينَ بها سدى
فـعـراقُـنـا يـــأبــى الـرضوخَ لـظـالـمٍ مـا دامَ فـيـه أبـو الأئـمَّــةِ سـيِّـدا
ما عذرُ من عرفَ الحسينَ وعاثَ في شـعـبِ الـعـراقِ مُـشـتِّتاً ومُبدِّدا
وتسير أبيات القصيدة كلها على هذا النفس المتحدّي والنبرة الرافضة لكل أنواع الظلم والحيف الذي يحاول البعض أن يمارسه ضد شعب العراق وأرضه المباركة التي ضمَّت أبرز معالم الرفض والثورة في تاريخ الإنسانية.
وفي قصيدته في رثاء والده يحاول الشاعر الحلي أن يعبر عن مشاعره الصادقة إزاء والده بنبرة شابها طابع الحزن الشفيف يقول الشاعر:
سابكيهِ ولو نضبتْ دموعٌ فدمعي ليسَ يدركُه النضوبُ
أبٌّ وفـراقُـه خطبٌ جليلٌ وكـمْ هانتْ عليَّ بهِ الخطوبُ
ولم ينس الشاعر وهو مهموم بذكرى والده قضيته الأساسية في حب الحسين فحاول أن يمزج الأمرين معاً لكي يكون حزنه على فقد والده جزعاً فيقول:
ولو خابَ الـجـوارُ فانَّ جاراً لمن يحمي الظعائنَ لا يخيبُ
إذا نـاداهُ مـكـروبٌ: أغـثـنـي بذكرِ السبطِ تنكشفُ الكروبُ
وقدْ والـيـتُـه مُذ كنتُ طـفـلاً ومـثلكَ صرتَ والباري يثيبُ
وعندكَ والدي أمسي غريباً وهلْ بـحـمـاكَ يُـنتهكُ الغريبُ
وأخيراً لا نريد أن نفوِّت على القارئ فرصة الاستمتاع بقراءة قصائد الديوان وحسبنا ما ذكرناه من شواهد لنخلص إلى أن الشاعر الحلي قد وُفّق في نقل هواجسه وتصوير مشاعره في أغلب تلك القصائد). (15)
وقال عنه الدكتور صباح حسن عبيد التميمي: (إن المتتبع لنتاج الشاعر الدكتور عبود جودي الحلي يلمس بوضوح النفس الإصلاحي في طيات معظم أشعاره ، وبخاصة تلك التي سجّل فيها مشاعره وعواطفه الولائية تجاه آل الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ ، وهو توجه نابع من البيئة التي نشأ فيها الشاعر، إذ عاش الشاعر في بيئة دينية رضع من مراضعها التديّن، وأثّرت في نشأته الفكرية ، فهي موطن الالتزام الديني ، ومنبع الثقافية الملتزمة، تنبعث منها مصادر الإشعاع الفكري متمثّلة بالمجالس الحسينية التي درج أهلها على إقامتها على مرور السنين منذ وقعة ألطف الأليمة ـ وقتئذ ـ إلى يوم الناس هذا ، ويمثّل المنبر الحسيني فيها بؤرةً فكرية يلتفُّ حولها أبناء هذه المدينة فيغترفون من معينه الثر
ولا نبتعد بعيدا إذا قلنا أن المنبر الحسيني مدرسةٌ متنقلةٌ مفتوحة لا تغلق بابها أمام الواردين ، ولا تحرم العطاشا من منهلها الفكري الصافي الذي ينبع من بحر العلم والدين والأخلاق: الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ، فاستذكار سيرته العطرة، وعرض مصيبته كل عام يُسهم في بناء شخصية أبناء هذه المدينة بناءً دينيا عماده تلك السيرة العطرة التي تنير درب الأجيال، بما فيها من مواقف مشرّفة تبدأ منذ ولادته ـ عليه السلام ـ وتنتهي باستشهاده على هذه الأرض الطاهرة، وبين المُبْتَدَأ والمُنْتَهى تمتد سلسلة ذهبية من الأعوام الحافلة بالمواقف المشرّفة التي تمثّل دستورا أخلاقيا وكتابا مضيئا ينهل من صفحاته المشرقة دعاة الإصلاح .
وكان للشعر في هذا التوجه الإصلاحي الذي احتضنته مدينة كربلاء المقدسة على مرّ العصور منزلة سامقة في ميدانها الاجتماعي، إذ اصطفّ الشعراء جنبا إلى جنب مع الوعّاظ والمنبريين لأداء تلك الرسالة الحسينية التي تشربتها نفوسهم وحاولوا إيصالها إلى عامة الناس، كونهم قد وجدوا في الشعر خير وسيلة لإنجاز هذه المهمة ، انطلاقا من أن الفن الشعري فنٌ قولي تواصلي يخاطب العاطفة قبل العقل ، فيحرّك المشاعر، ويهز أوتار الأحاسيس، فيستميل ـ بذلك ـ النفوس ، وتنشأ بوساطته بين (الباث) و(المتلقي) رابطةٌ عاطفيةٌ قوية ، تُسهم في ترسيخ الأفكار التي أراد الشاعر ـ الباث ـ إيصالها إلى المتلقي .
وقد كان للقصائد المنبرية التي تُنظم لغرض الإنشاد في المآتم الحسينية العاشورائية ، والاحتفالات المولدية الشعبانية الدور الكبير الفاعل في إيصال الرسالة الإصلاحية إلى جمهور المتلقين بصورة بهية زاهية ، فالشعر ـ بما يحمله من صور جميلة، وما يختزنه من عواطف وأحاسيس جيّاشة تُقدّم بقالب إيقاعي نغمي يخلب الألباب والأسماع ـ يمثّل أداة صالحة فاعلة لعرض الأفكار الإصلاحية بين طيات المآتم أو المواليد والأفراح الولائية .وقد نظم شاعرنا الأستاذ الدكتور عبود الحلي جملة من القصائد المنبرية ، فضلا عن القصائد التي ألقيت في المحافل والمهرجانات إضافة إلى ما نشره منها في مجلاّت ثقافية مختلفة، وقد وجدت كلها طريقها إلى النشر في مجموعة شعرية وُسمت بـ(في رحاب كربلاء) طُبعت بمطبعة ألطف ، ونُشرت ـ بطبعتها الأولى ـ في منشورات جامعة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ سنة 1433هـ ـ 2012م، وقد ضمّت بين دفتيها تسعةَ عشر نصا شعريا توزّع بين فصيح وشعبي ، وسنلزم أنفسنا ههنا ـ بحكم التخصص طبعا ـ بما نُشر فيها من قصائد فصيحة ، فنحاول أن نستجلي ما في عيناتٍ من نصوصها من أفكار إصلاحية شكّلت مجتمعةً مع غيرها الاتجاه الإصلاحي في شعر الأستاذ الدكتور الشاعر عبود جودي الحلي .
لقد كان التوجه الإصلاحي العام واضحا جليا في معظم النتاج الشعري للدكتور الحلي ؛ إذ كان شاعرا ملتزما بامتياز يسير على خط شعراء الالتزام الديني ، فيؤمن بأن الثورة الحسينية هي ثورة إصلاح قبل أن تكون ثورة سلاح ، وقد وضع نصب عينيه أنها انتفاضة عِبْرَة أكثر منها عَبْرَة ، وقد طبّق الشاعر الدكتور فكره النيّر الملتزم في معظم قصائده التي نظمها في أل البيت ـ عليهم السلام ـ ، وجعل منها مصداقا لما تمسّك به من مبادئ إصلاحيــّة نابعـــة من فكــره الديني الملتزم ، ومن ذلك قولــه في قصيدة (عشق الحسين)
يا ابـنَ النبيِّ ســـننتَ سُنَّـــةَ ثورةٍ وحملتَ في دربِ الرسالةِ مشعلا
وخططتَ دربَ الثائرين مضمّخاً بدمِ الجهــادِ ، فكــانَ درباً أمثــلا
هـذا الحسيــنُ وذاكَ دربُ جهاده فـاسلكـــهُ إمّا شئْـتَ أن تتمثَّـــــلا
فالشاعر يوجه خطابا إصلاحيا عاما بعد أن يعرض ثورة الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ أمام المتلقي، ويرسم صورتها له ، كي يهيئ نفسيته لاستقبال النصيحة الإصلاحية ، بعد أن بيّنَ له الشاعر دربَ الحسين، ونهجه الحق ، وتكشّفت أمامه ـ بوساطة ذلك ـ الأبعاد الحقيقية لثورته ـ عليه السلام ـ ، فأصبح مهيئا لاستقبال النُصح والإرشاد النابع من سنا نور تلك الثورة ، والذي حرص الشاعر على عموميته ، فخاطب فيه شخصا غائبا غير محدد ، وتكمن عموميته في أن الضمير الذي استعمله الشاعر (وهو ضمير المخاطب الغائب) يصلح لكلّ متلقي يقرأ القصيدة ، إذ تشعر ـ وأنت تقرأ ـ أن الشاعر جالسٌ أمامك يخاطبك أنت دون غيرك ويدعوك لنهج الصواب ، وبذلك تتسع دائرة الإصلاح لتشمل كل موالي يطّلع على النص ، ويقرأه وينفعل له .
ويلجأ الشاعر أحيانا ـ في نهجه الشعري الإصلاحي ـ إلى الركائز العَقَدِيّة لأتباع مذهب آل البيت ـ عليهم السلام ـ ، فيستعين بها ، ويوظفها في نصه في محاولة منه لتقديم النصح والإرشاد إلى جمهور المتلقين الموالين بطريقة ذكية ؛ إذ يُذكّرهم ـ في نهجه هذا ـ بالثوابت العقائدية ويرسّخها في نفوسهم ، ومن ثمّ يبثّ ـ في أثناء ذلك ـ أفكار الإصلاح والإرشاد التي يروم تبليغها إياهم ، ومن ذلك قوله في قصيدة (كمال الكون سيدنا محمّد)
كمالُ الكـونِ أجــمعـهُ تجسّـــدْ فكانَ المـصطفى الهادي محمّدْ
رسـول الله مـــبعـــوثٌ بهـدي دعا وهـدى إلى حـقٍّ وأرشـــدْ
هو الفجرُ الــذي قد لاحَ يزهو يبشّــر أمّــةَ الإســـلامِ بالغـــدْ
وفي يمـــــــــنــاهُ قرآنٌ كريـم وسيفٌ في اليد الأخرى مجرّدْ
شفيـعُ النـاسِ يسقيهم بــــكأسٍ تــروّي كلَّ من لبّــــى ووحّــدْ
إذا شئتَ الهدايــةَ فاغـتنــمــها تزوّد فالنـــــجــاةُ لمـن تــزوّدْ
ووالِ المرتضى والآل تحظى بمكرمـةٍ وفـــي الدارين تُسعدْ
فحــبُّ المرتضى دِيـنٌ ودَيْــنٌ ومن عادى أبـــا حسـنٍ فمرتدْ
وواضح أن الشاعر يستعين بالثوابت العقدية التي تمسّ عقيدة المتلقي ليجعل منها وسيلة يستعين بها لتقديم الأفكار الإصلاحية والنُصح والإرشاد المطلوب ؛ إذ يُذكّر المتلقي بعقائده التي يعتقد بها بوصفه من أتباع مدرسة أهل البيت ، ويتسلسل معه في تلك الركائز العقدية ، فينتقل من (النبوة) ، إلى (التوحيد) ، ثمّ يختم بـ(الولاية) التي هي من ثوابت المذهب ، فيؤثّر في المتلقي، ويحرّك مشاعر الولاء عنده ، فيجعله يلتفت لنفسه ، إن كان قد ابتعدت به نفسه قليلا عن جادة الصواب ، فيؤب لرشده ، ويتمسّك بمبادئ عقيدته الحقّة، ولا يحيد عنها .
وبعد هذه الايماضة العجلى ، والجولة السريعة بين أروقة نصوص الأستاذ الدكتور عبود جودي الحلي ، يتّضح بجلاء أن النزعة الإصلاحية الدينية تسيطر على نفسه الشعري ، وتغمر ساحة نصوصه الدينية بخاصة ، فلا تكاد تفارق كلّ نصٍّ دينيٍّ نظمه في آل البيت ـ عليهم السلام ـ، وقد شكّل ذلك ظاهرة جديرة بالملاحظة ، وخليقة بالوقوف عندها عن كثب ، لتوسيع أفق الدراسة فيها ، بعد استقراء كل نتاجه الديني ، ليتسنى للدارس الوقوف عند كل نصوصه ، ومحاولة كشف النقاب عمّا في جانبها المضموني من نزعة إصلاحية عامة تدعو لكل ما فيه خير أمّة نبينا محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ وصلاح أتباع آل بيته الطيبين الطاهرين، الذين أرسَوا دعائم مدرسة الاصلاح التي بدأها الرسول الكريم ، وبذلوا مهجهم في سبيل استمرارها) (16)
وقال عنه الأستاذ حسن عبيد عيسى: (من الأعلام الثقافية والرموز الاجتماعية والأعمدة الأكاديمية في محافظة كربلاء الأستاذ الدكتور عبود جودي الحلي الذي له حضور فاعل في المشهد الثقافي الكربلائي، من خلال نشاطه الأكاديمي والاجتماعي المتمثل في إقامته مجلسا ثقافيا في بيته يرتاده علية القوم والملأ الثقافي الكربلائي، إضافة إلى ذلك فإن له منتجا ثقافيا يفصح عن فكر نير وهوية وطنية.....) (17)
وقال عنه الأستاذ عبد الحسين خلف الدعمي: (عرفته محافل كربلاء أستاذا عالما بأسرار اللغة موثقا لشعرائها وأدبائها كثير الحديث عن مزايا الناس والإطراء عليهم حيث لا يرمق طرفه إلا محاسنهم، وكان إضافة نوعية لخدام المنبر الحسيني مادحا وراثيا ومحرضا الناس على الانتماء الحقيقي لثورة سيد الشهداء والأحرار من خلال ترجمة أهداف النهضة الحسينية إلى واقع ملموس....
عرفه الناس بقولته المشهورة: خادم الحسين عليه السلام تكفيني فخرا وشرفا مما زاد من حب عشاق الحسين له والتعلق به
ولد وترعرع بأحضان المجالس الحسينية، مؤمنا بأهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام ورعا صادق الانتماء شاعرا مجيدا وأديبا نحريرا ذاعت قصائده بين الملأ حبا وولاء ووفاء لأهل البيت عليهم السلام...) (18)
وقال عنه الأستاذ مرتضى علي الأوسي: (إن حب اللغة العربية وآدبها الثر هو نتيجة انشأته الأولى في محل والده بسوق التجار الكبير في مدينة كربلاء المقدسة، إذ لم يكن ذلك المحل المتواضع لبيع الأقمشة فقط، وإنما كان ملتقى لرجال الأدب الفكر، يترددون عليه باستمرار ويتناقشون في قضايا فكرية وأدبية فنما في داخله احترام كبير وحب أزلي للكلمة العربية المعبرة عن إحساس صادق بآلام الجماهير وتطلعاتها إلى مستقبل أفضل وأكثر إشراقا وتألقا) (19)
وقال الدكتور السيد محسن باقر القزويني ــ مؤسس جامعة أهل البيت عليهم السلام ــ عن كتاب الحلي الأدب العربي المعاصر في كربلاء: (إن هذا المنجز غاص في أعماق التراث الكربلائي واستخرج من أوراق الرفوف ومن ذاكرة المعمرين ومن الدفاتر البالية أشعاراً وقصائد وأدباً راقياً يرقى لمستوى الأدب العربي الرفيع) (20)
وقال عنه الشاعر الأديب سلام محمد البناي (رئيس اتحاد أدباء كربلاء): (يعد الدكتور عبود جودي الحلي من الأسماء الرائدة في مختلف المجالات الثقافة والبحثية فهو إنسان ومفكر واعي ومثقف مجد وشاعر يتعامل مع اللغة بصفاء وبمثالية عالية جعلت منه يحتل مكانة متميزة في الوسط الأدبي الكربلائي والعراقي وأصبحت اللغة العربية الفصحى لدية هي لغته اليومية التي يتعامل بها .. مارس نظم الشعر كهواية عندما تثقل عليه الضغوط الحياتية إلا أنه أصبح رسالة والتزام) (21)
وقال القاص والروائي عباس خلف: إن للحلي حضوراً متميزاً على الصعيد الأكاديمي والمعرفي داخل كربلاء وخارجها، وله بصمة واضحة في التاريخ الفكري للمدينة من خلال قصائده وبحوثه العلمية الرصينة. (22)
قال الإعلامي والباحث تيسير الاسدي: إن الحلي قد ارشف لفترة عندما كانت الكلمة ممنوعة في هذا البلد وكانت قصائده تصدح على المنابر لتبين أن الأدب الكربلائي كان مشروعا إصلاحيا في عهد الدكتاتورية. (23)
شعره
لم تمنعه المحاضرات التي يلقيها على طلبته في قاعات كلية التربية ــ جامعة كربلاء ــ عن تأكيد صوته الشعري والحيلولة دون بزوغ عاطفته ومشاعره، ولم تشغله هموم التدريس من أن يؤكد قوة شاعريته وإيصال صوته إلى الناس من خلال الصفحات الثقافية للعديد من الصحف والمجلات التي نشر فيها قصائده، وكذلك تأكيد صوته في الساحة الأدبية في كربلاء من خلال الأماسي والاحتفالات والمهرجانات الدينية وغيرها عبر كلماته وقصائده.
كما استطاع إيلاج شعره إلى القلوب من خلال المنبر الحسيني الذي طالما ردد قصائده الحسينية المفعمة بحبه لسيد الشهداء (ع) فقد شكلت البيئة الدينية أثرا كبيرا في ذاته فعكسه في شعره الذي طفح بنفائح الولاء للأئمة الأطهار فقدم نماذج رائعة من الأدب الحسيني شعرا ونثرا نمت عن قدرة كتابية كبيرة وقريحة شعرية تولعت بحب أهل البيت عليهم السلام وقد تميزت عباراته بالقوة والمتانة والرقة.
فليس هناك ما يعيق القارئ عن فهم مضامينها فضلا عما تجسدها من متعة في الطرح وبلاغة في الأسلوب وقوة في التعبير.
يقول الدكتور عبود جودي الحلي: (أرى أن القضية الحسينية أنها قضية كبيرة جدا تتسع زمانيا ومكانيا إلى ما لا نهاية .. إنها قضية الصراع الأزلي بين الخير والشر .. بين النور والظلام .. بين الحق والباطل .. فالحسين جسد كل قيم الحق والبطولة ومعاني الرجولة في كربلاء، كما جسد أعداؤه كل معاني الخسة والنذالة، لذا فإن الانتصار لقيم العدالة والحق هو انتصار للحسين عليه السلام ورفض لأعدائه وعلى الأديب أن يوظف هذه المعاني السامية في نتاجه وهذا ما دأبت عليه في قصائدي وأشكر الله على توفيقي لذلك، فلم تقتصر القصيدة الحسينية في نتاجي على الجانب التاريخي فحسب وإنما اتسعت للجوانب الأخلاقية والانسانية التي جسدها الإمام الحسين عليه السلام، وكذلك تناولت أبعاد قضيته وثورته المباركة الفكرية والفلسفية وتجد الكثير من هذه التوظيفات في نتاجاتي الأدبية) (24)
والحلي أسهم في إدخال القصيدة الحسينية إلى أروقة الجامعات من خلال المهرجان الحسيني الشعري السنوي الذي يقام في جامعة كربلاء منذ عام 1425 هـ بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء في كربلاء وقد شارك فيه كثير من الشعراء
قال الحلي من قصيدة (عشق الحسين) وتبلغ (33) بيتا:
لم أنسَ يومَكَ يا حـسـينُ وأنتَ في سوحِ الوغى بأولي الضلالةِ مُبتلى
وتصوغُ أحـكـامَ الـسـماءِ مواعظاً سَـجَـدَ الـزمـانُ لـهـا وضـجَّ مُـهلّلا
وتـوقـفَ الـتـاريـخُ يـومَ وقفتَ في جـمـعِ الـطـغـاةِ الـظالـمـيــنَ لتسألا
أولـسـتَ سـبـطَ مـحـمـدٍ وحـبـيـبَه سكتوا وقـالَ الدهرُ يـنهـرهمْ: بـلـى
قـد خـيِّـروه بـأنْ يـعــيـشَ بـذلَّـــةٍ هــيــهــاتَ منه الـذلَّ أو أن يُـقـتـلا
فاختارَ أن يعلو عـلى هامِ الـذرى واخــتـارَ مـن عـاداهُ أن يــتــنــزّلا
يـا ظـامـئـاً سُـفـكـتْ دمـاءُ وريدِهِ ظـلــمـاً وصـارتْ لـلـعقيدةِ مـنـهـلا
شـيَّـدتَ لـلإسـلامَ صـرحاً شامخاً مَـن ذا سـواكَ أقـامَ بـالـدمِ مَــنــزلا
يا ابنَ النبيِّ سَـنَـنْـتَ سـنّـةَ ثـورةٍ وحملتَ في دربِ الرسالةِ مـشـعـلا
وخططتَ دربَ الثائرينَ مُضمَّخاً بـدمِ الـجـهـادِ فـكـانَ دربَـكَ أمـثــلا
هـذا الـحـسينُ وذاكَ دربُ جهادِهِ فـاسـلـكـه إمَّـا شــئــتَ أن تـتـمـثّـلا
ويقول في نهايتها:
وشـفـيـعُـنـا أنَّـا نـحـبُّـكَ سـيِّــدي ولأجــــلِّ حبِّكَ نحنُ نعشقُ (كربلا)
بحماكَ عاشَ وماتَ يا بـنَ محمدٍ لـي والـــــدٌ فـأدِمْ عـلـيـهِ تـفـضُّــلا
واشـفـعْ لـه يـومَ القيامةِ واذكرنْ بـالـخـيــــــرِ أمَّا أرضعتْ لبنَ الولا
عبودُ عبدكمُ وطــــــابَ قريضُه في ذكـــــرِ حبِكَ يا حسينُ وقد حـلا (25)
وقال من قصيدة (قدوة الشهداء) وتبلغ (22) بيتاً:
بكَ يا سبطُ يـــــــقتدي الشهداءُ أنتَ درسٌ وليخـــــــسأ الجبناءُ
سرتَ للمــجدِ واقتحمتَ المنايا لم تنلْ من صــــمودِكَ الأرزاءُ
يا شهــــــيداً بكَ الجنانُ تباهتْ وبِكَ الأرضُ قد زهتْ والسماءُ
لستَ في الثائرينَ محضَ شهيدٍ إنَّمــــــــــــــــــا أنتَ قمَّةٌ شمَّاءُ
لـــكَ فـي (كربلاءَ) يومٌ عظيمٌ ليسَ يُنسى, قد خــــلّدته الــدماءُ
شـــعلةٌ أنتَ في ضميرِ الليالي ولـمَـنْ حـاربـوكَ كـــــانَ الـفناءُ
لم يـــرَ الدهرُ مثلَ يومِكَ يوماً عندما ثرتَ رافضاً ما أســــاؤوا (26)
وقال في عمِّ النبيِّ أبي طالب بن عبد المطلب (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (10) أبيات:
هـذا الـذي نـصـرَ النبيَّ محـمداً والناسُ في ذاكَ الزمانِ على شفَا
لولاهُ ما قامتْ حـضـارةُ ديـنِـنا ولأصـبـحَ المعمورُ قاعاً صفصفَا
كم حازَ في نصرِ النبيِّ سوابقاً كـمْ سَلَّ فيه حـسـامَ حـقٍّ مُــرهَـفَـا
لوْ لمْ يكنْ مـن فـضـلِـهِ إلا ابنه لـعـلا بـه شـرفـاً عـلـى مـن شرَّفا
فـي يـومِ مـولـدِهِ تـجدِّدُ (كربلا) عـــهـداً وقد عُرفتْ قـديـماً بالوفا
يـا (كربلاء) وفـيـكِ حبُّ محمدٍ وبـنــــيـهِ طـبـعٌ لـم يـعـدْ مُـتـكلِّفا
شُرِّفتِ يا أرضَ البطولةِ والإبا بكِ لم يـــزلْ علمُ الحسينِ مُرفرِفا
بكِ يُستـــجابُ دعاءُ كلِّ موحِّدٍ بكِ تربةٌ جــــــــعلَ الإلهُ بها الشفا
فإذا تكدّرتِ المـــناهلُ صفوُها هذا أبو السجادِ مـــــــــوردُه صفا (27)
وقال من قصيدة (يوم الغدير) وتبلغ (11) بيتا
يـومُ الـغـديـرِ سما إذ فـيـه نـصبَّه نـبـيُّـنـا حـجَّـةً والـنـاسُ قـد وقـفـوا
يـبـايـعـونَ أميرَ الـمـؤمـنينِ وهُمْ بخٍ بخٍ يا عـلـيٌّ كــلّــهـــمْ هـــتــفـوا
أيامُه في صراعِ الـشركِ خـالـدةٌ ما زالَ مـنها كيانُ الـشركِ يرتجـفُ
وفي غمارِ مَثارِ الـنـقـعِ نـزهـتُـه عـنـد الـحروبِ وأكبادُ العِدى تـجفُ
وسـيـفَه جـرَّبَ الـكـفَّارُ سـطـوتُه مـن ومضهِ كانتِ الأبصارُ تنخطفُ
ولو سألتَ عتاةَ الشركِ عن بطلٍ لم يعرفوا غيرَه في الناسِ لاعترفوا (28)
وقال من قصيدة (كمال الكون) وهي في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) وتبلغ (21) بيتا:
كـمـالُ الـكـونِ أجـمـعُه تجسَّدْ فكانَ المصطفى الهادي مُحمدْ
رسولُ اللهِ مـبـعـوثٌ بـهــديٍ دعـا وهـدى إلـى حـقٍّ وأرشــدْ
هوَ الفجرُ الذي قد لاحَ يزهو يـبـشّـرُ أمَّـةَ الإســلامِ بــالـغــدْ
لـهُ ودٌّ بـأرواحِ الــبـــرايـــــا كـمـا فـي كــلِّ مـكـرمـةٍ لـه يدْ
شـفـيـعُ الـناسِ يسقيهمْ بكأسٍ تـروِّي كـلَّ مـن لـبَّـى ووحَّــــدْ
إذا شئتَ الـهـدايـةَ فـاغـتنمها تـزوَّد فـالـنـجـاةُ لـمَــن تـــزوَّدْ
ومنها في أمير المؤمنين (عليه السلام):
ووالِ المرتضى والآلَ تـحظى بمكرمةٍ وفي الـداريـنِ تـسـعـدْ
فحبُّ الـمـرتـضـى ديـنٌ وديْنٌ ومَـن عـادى أبـا حـسـنٍ فمُرتـدْ
حسامٌ ما نبا في الـحربِ يوماً وكـان بـسـاحـةِ الإســلامِ أوحـدْ
سَلِ الأحزابَ سَلْ بدراً وأحداً سَـلِ الـتـاريـخَ فـالـتـاريـخُ يشهدْ
هوَ الضحَّاكُ في سـوحِ المنايا هـوَ الـبـكّـاءُ لـيـلاً إنْ تــهـجَّـــدْ
هـوَ الـعـلـمُ الـذي يـعـلو ويعلو وتـحـتَ ظـلالِــه حــقٌّ تـحـشّـدْ
فــديــنُ اللهِ أيَّــــده عــــلــــــيٌّ ولـولا ذو الــفـــقـارِ لـمَـا تـأيَّـدْ
وصـرحُ الـحـقِّ شـيَّـدَه بـكـفٍّ وأخـرى هـدَّمَــتْ مـا الكفرُ شيَّدْ
فـلـمْ يــسـلـمْ دعـاةُ الـشركِ إلّا على نفسٍ تبيِّتُ ســوءَ مـقـصـدْ
فسلّوا حــقدَهمْ في الـطـفِّ لمَّا أتـاهـا ابـنُ الـبـتـولةِ سبـطُ أحمدْ
وقـد قـتـلـوهُ ظـمـآنـاً غـريـبـاً ولـم يـرعـوا لـه أمَّـاً ولا جــــــدْ
ألا تـبَّـتْ يـدٌ قـتـلـتْ حـسـيـناً على أرضِ الطفوفِ وشُلّتِ الــيدْ
سيخسرُ من يـعـادي آلَ طــهَ ويُـحـشـرُ خـاسـئـاً والوجهُ أسـودْ
فعجِّلْ يا إمامَ العصرِ واظهرْ فـإنَّ عـدوَّكـمْ قـد جـــاوزَ الــحــدْ (29)
وقال من قصيدة (أشرقت كربلاء):
أنتَ شـمـسٌ بـ (كربلا) تــتــلالا من سنا ضوئِها يضيقُ الفضاءُ
رفـعَ اللهُ تـــربـــةً أنـــتَ فـــيـها وكـسـتـهـا أبـرادَها الـكـبـريــاءُ
كيفَ يغزو جيشَ الظلامِ ربوعاً فـي ثــراهـا تـوسَّــدَ الـشـــعراءُ
وعلى أرضِها قبــــــابٌ تسامتْ من قبـــــابِ الهدى يشعُّ الضياءُ (30)
وقال في رثاء الرادود الحسيني المرحوم حمزة الصغير:
يا منْ قضيتَ العمرَ في (كربلا) مجاوراً سبطَ الـنـبيِّ الأمينْ
كـنـتَ عـلـى الـمـنـبـرِ غـرِّيـــدَه تنشدُ للذكرى بصوتٍ حزينْ
صـوتُـكَ عـالٍ لـم يــزلْ هـاتـفـاً يـرنُّ فـي أسـماعِنا يا حسينْ (31)
وقال في رثاء الشاعر الكربلائي الكبير علي محمد الحائري:
صــــــــبراً على لأوائِها صبرا نحنُ الألى بقيودِها أســـــرى
دنيا تذيقُ شرارَها عــــــــــسلاً حلواً وتطعمُ صِـــــــيدَها مرّا
ما أضيقَ الدنـــــــيا على رجلٍ لو شاءَ أن يحيا بهــــــــا حُرَّا
حتى وإن أفـــــــــــعاله حسنتْ تبدله من إحــــــــــــسانِه شرَّا
هيَ هكـــــذا الدنيا ومُذ عُرفتْ ترمــــــــي سهامَ بلائِها تترى
لو صـافـتِ الـدنـيـا أخــاً ثــقـةً حرَّاً لـصـافـتْ بـضعةَ الزهرا
ولمَا قضى في (كربلا) عطشاً ولـمَـا عـلا شـمـرٌ لـه صـــدرا
لـكـنّــمـا الـدنـيـا وزيــنــتُــهــا ليستْ سوى دربٍ إلى الأخرى
يا راحلاُ عنّا وصــــــــــورتُه تبقى تثيـــــــــرُ لواعجَ الذكرى
كُنّا إذا ظمئــــــــــــتْ قرائحُنا نأتي إليهِ فنرتـــــــــــوي شعرا (32)
وقال من موشحة (أيها الساقي):
أيُّها الساقي اسقني كأسَ الولاءْ لستُ أرضى منكَ كأسَ القرقفِ
فـلـقـد شــعَّ بـــسـامـرا ضـيــاءْ مـن بـيـوتٍ مُــلـئــتْ بـالـشرفِ
فـزهـا بـالـعـزِّ وادي (كربلاء) واكتستْ بالنورِ أرضُ الـنـجـفِ (33)
وقال في السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام):
لابـنـةِ الـطـفِّ فـي الـجنانِ مقامٌ لـيـسَ يَـرقـى إلـيـهِ إلا إمــامُ
جـدّهـا الـمـصـطـفـى عـلـيهِ من الله صـلاةٌ كـثـيــرةٌ وســـلامُ
إنّــهـا لـبـوةٌ وكــــانَ أبـــــــوها أسداً في الحروبِ ليسَ يُضامُ
جـاءتِ الطفِّ كي تشيِّدَ صرحاً دونه كـلُّ مـا بـنــاهُ الـظـــلامُ
وعلى الصرحِ رايةٌ سوفَ تبقى وتـمـرُّ الأيــامُ والأعـــــــوامُ
نـصـرتْ يـومَ (كربلاءَ) أخـاها بـلـســــــانٍ يـكلُّ عنه الحسامُ
لـم يـزلْ صـوتُـهـا يـرنُّ شـجـيَّاً فسلِ الشـــــامَ لو أجابتكَ شآمُ (34)
وقال في (الحر الرياحي) من قصيدة تبلغ (10) ابيات:
هُمُ الأحرارُ إذ نصروا حسيناً (ونعمَ الحــرِّ حرَّ بني رياحِ)
رأى شبلَ البتولِ وقد أحاطتْ بهِ الأعداءُ من كلِّ النـواحـي
فـخـيَّــرَ نـفـسَــه إمَّـــا حـيــاةٌ تـلـفِّـعُـه بـــأثـــوابِ قـــبـــاحِ
وإمّـا أن يـخـلّـدْ طـيـبَ ذكــرٍ وأمـجـادٌ تــطـرَّزُ بـالـجـراحِ
فجاءَ الـسـبـطُ مـعتذراً حزيناً يضـيـقُ لـحزنِه رحبُ البطاحِ
وكانَ كما حكى الـتاريخُ عنه (صبوراً عند مشتبكِ الرماحِ) (35)
وقال من قصيدة (يا خادم السبط) وهي مواساة للشاعر رضا الخفاجي في رحيل ولده منجد وهي دعوة للتأسي بسيد الشهداء عليه السلام:
مهما تواترتِ المصائبُ والـــبلا هانتْ إذا ذُكرتْ مصيبةُ (كربلا)
إنَّ الـحـسـيــنَ بـصبرِهِ وجــهادِهِ درسٌ لـكـلِّ فـتـىً نـجـيـبٍ يُـبتلى
فقدَ الأحبَّةَ والــبـنينَ ومـــا انثنى عـن قـولِـهِ لـلـظـلمِ والطغيانِ: لا
هوَ قدوةٌ للمســـــــــــلمينَ وحبُّه فرضٌ ومــــــرقدُه ملاذٌ في البلا
يا خادمَ الـــــسبطِ الشهيدِ بشعرهِ وأنرتَ بينَ الناسِ مــصباحَ الولا
لا تـــــــــبتئسْ أبداً لفقدِكَ مُنجداً ما غابَ منجدُك الـــشهيدُ وما قلا
قد شادَ شعرُكَ في الجنانِ منازلاً فاختارَ منجدُ مِن قصـورِكَ منزلا (36)
وقال من قصيدة (هم قدوة الناس) وهي في مدح النبي وأهل البيت (عليهم السلام) وتبلغ (15) بيتا:
صلّى الإلهُ عـلـى الـنـبـيِّ وآلهِ وحباهُ فضلاً من لـدنهِ عظيما
رفعَ الـذي خـلـقَ السماءَ نـبـيَّـه وبنيهِ مُذ كانَ الـوجـودَ قديما
هُـمْ قـدوةٌ للـنـاسِ كـان أبـوهـمُ ذا رأفةً بـالـمـؤمـنـيـنَ رحيما
ذاكَ النبيُّ مـحـمدٌ خيرُ الورى قد كانَ بين المرسلينَ كـريـما
هـوَ والـهـداةُ الغرُّ من أبـنـائِـهِ بـجـهـادِهـم ديـنُ الإلـهِ أقـيـمـا
هُمْ منبعُ الخيرِ الذي بوجودِهم قد صارَ بين العـالـمـينَ عميما
وعلا الذينَ بحبِّهمْ هاموا على هامَ الـورى وتــكـرَّمُوا تكريما
وهُمُ عـمـادُ الـدينِ إذ لـولاهُـمُ ما عادَ شيءٌ في الوجودِ سليما
أنوارُهم تـهـدي الأنـامَ وحبُّهمْ فـي الـقلبِ لا يدعِ السقيمَ سقيما (37)
وقال من قصيدة (كل أرض كربلا) وتبلغ (24) بيتاً:
يبقى الحسينُ ويبقى ذكرُه العطرُ ومن يعادي أبا الـسـجـادِ يـنـدحرُ
قد حاربــــــــــوهُ بآلافٍ محشّدةٍ وكان فــرداً وفردٌ في السما القمرُ
الله يا (كربلا) كـمْ أنـتِ شـامخةٌ كلُّ الـبطولاتِ في معناكِ تُختصرُ
أنتِ الشعارُ لمَن يـحمي عـقيدتَه ومـنـكِ يـا (كربلا) تُـسـتلهمُ العِبَرُ (38)
وقال من قصيدة (هتاف أبي الأحرار) وتبلغ (20) بيتاً:
دوّى هتــــــافُ أبي الأحرارِ إعصارا فلـمْ يدعْ مِن طغاةِ الأرضِ ديَّارا
ولا يـزالُ صـدى (لاءٍ) لــه انـطـلـقـتْ ففجَّرتْ في ضــميرِ الحقِّ تيَّارا
لـم يـعـطِ ـ حـاشـاهُ ـ إعـطاءَ الذليلِ لهم ومـا أقـرَّ عـلى الطغيانِ إقرارا
حتى ارتوتْ (كربلا) من فيضِ منحرِه وصارَ فـيــضُ دمِ الثوَّارِ أنهارا
يا مَن فـــــــــــدى بالدمِ الزاكي عقيدتَه نشكو إلـــيكَ مصيباتٍ وأخطارا
فقد تداعى الأعـــــادي ــ خابَ فألهُمُ ــ ضبــــــاعُ شؤمٍ بمكرٍ كان كبَّارا
ومزّقوا وحدةَ الشعـــــــبِ التي عرفت إذ عاشَ بعضهمُ للبعضِ أنصارا
وأجَّجوا حقدَهم من لؤمِ عــــــنصرِهمْ تبَّتْ يـــــدٌ أوقدتْ مِن حقدِهم نارا
شاهتْ وجوهُ الألى خانوا عــــروبتَهم وأعملوا ســـيفَهم في الشعبِ بتَّارا
فما أباحَ دمـــــــــــــــاءَ المسلمينَ وما ألــــــــــقى العداوةَ إلّا ظالمٌ جارا
أخوَّةُ الشعبِ قد أرسى دعــــــــــائمَها مَن وحَّدَ النــــاسَ أجناساً وأقطارا
اللهُ أرسله للنــــــــــــــــــــــاسِ كلّهمُ وأظهرَ الدينَ فــي الأكوانِ إظهارا
محمدٌ خيرُ خــــــــــــــلقِ اللهِ جدُّ فتىً يمضي على نهــجِه الأحرارُ ثوَّارا
ذاكَ الحسينُ الذي تبقى مــــــــسيـرتُه تضيءُ للشـــــعبِ درباً أينما سارا
نستعذبُ الموتَ في عزٍّ وفي شـــرفٍ أو أن نعيشَ أبـــــاةَ الضيمِ أحرارا
ما دامتِ القبَّةُ الشــــــــــــمَّاءُ شامخةً وتحــــــــتها الشهداءُ الصيدُ أقمارا (39)
...............................................................................
1 ــ الدكتور عبود جودي الحلي شاعرا.. دراسة في أغراض شعره ولغته الشعرية، للأستاذين: الدكتور حسين عدنان مهدي، وعبد الأمير كاظم عيسى وهو بحث من كتاب: في رحاب كربلاء.. قراءات في شعر الدكتور عبود الحلي ص 51
2 ــ أثر ملحمة الطف في القصيدة الحديثة ــ ديوان (في رحاب كربلاء) أنموذجا للدكتور عبود جودي الحلي، إعداد الدكتور قصي عدنان سعيد الحسيني (كلية الآداب الجامعة المستنصرية قسم اللغة العربية) وهو بحث من كتاب (في رحاب كربلاء.. قراءات في شعر الدكتور عبود الحلي) ص 135
3 ــ معجم المؤلفين والأدباء في كربلاء ص 220
4 ــ هؤلاء في حياتي ص 250
5 ــ ابو عمرو الشيباني: هو إسحاق بن مِرار الشيباني الكوفي اللغوي صاحب العربية. كوفي نزل بغداد، روى عنه ابنه عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلّام. وقيل: لم يكن شيبانياً، وإنما كان معلّماً مؤدّباً لأولاد ناس من بنى شيبان، فنُسب إليهم.
وكان من أعلم الناس باللغة، موثّقاً فيما يحكيه، جمع أشعار العرب ودوّنها
قال عمرو بن أبي عمرو: ولما جمع أبى أشعار العرب كانت نيّفا وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفاً، وجعله في مسجد الكوفة؛ حتى كتب نيّفا وثمانين مصحفا بخطه.
وقال أبو العباس ثعلب: كان مع أبي عمرو من العلم والسّماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة، ولم يكن من أهل البصرة مثل أبي عبيدة في السماع والعلم
وكان أبو عمرو يُعرف في وقته بين العلماء بصاحب ديوان اللغة والشعر، وكان خيّراً فاضلاً صدوقاً. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يلزم مجالس أبى عمرو ويكتب أماليه ــ إنباه الرواة على أنباه النحاة ج 1 ص 256 ــ 257
ومن تلاميذه الشيباني أربعة من أعلام علماء اللغة هم: أبو عبيد القاسم بن سلام، ويعقوب ابن السكيت، وثعلب، ونفطويه ــ أبو عمرو الشيباني ، الدكتور رزوق فرج رزوق ص 6
وقد روى الشيباني عن الإمام الصادق (عليه السلام) حديثاً قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام وبيده مسحاة وعليه إزار غليظ يعمل في حائط له، والعرق يتصاب عن ظهره فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك، فقال لي: إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة ــ الكافي ج 5 ص 76 / بحار الأنوار ج ٤٧ ص ٥٧
واختيار مثل هذه الشخصية العلمية الكبيرة لرسالة الماجستير يدل على سعة اطلاع الدكتور الحلي على تاريخ الأدب العربي وعلوم اللغة العربية
6 ــ الدكتور عبود جودي الحلي شاعرا.. دراسة في أغراض شعره ولغته الشعرية ص 51
7 ــ الأصدقاء من العلماء والأدباء ص 275
8 ــ أثر ملحمة الطف في القصيدة الحديثة ديوان (في رحاب كربلاء) أنموذجا للدكتور عبود جودي الحلي ص 135
9 ــ الدكتور عبود جودي الحلي سيرة ومسيرة الأستاذ حسن عبيد عيسى بحث ضمن كتاب في رحاب كربلاء ص 187 ــ 188 ــ موقع جامعة كربلاء / الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 224 / موقع جامعة أهل البيت
10 ــ طبع في دار الرقيم للإبداع والنشر ــ كربلاء 2018 ، قدم له: السيد الدكتور محسن باقر القزويني
11 ــ من إعداد دار الرقيم للإبداع والنشر ــ كربلاء 2018
12 ــ بحث بعنوان: أثر النهضة الحسينية في شعر المقاومة.. شعر الدكتور عبود جودي الحلي إنموذجا ــ الدكتورة سها صاحب القريشي، الدكتور محمد حسين علي (جامعة كربلاء ــ كلية التربية للعلوم الإنسانية)، كتاب: في رحاب كربلاء.. قراءات في شعر الدكتور عبود جودي الحلي ص 15 / ونشر في مجلة جامعة كربلاء المجلد الخامس عشر العدد الأول لسنة 2017 ص 50
13 ــ لغة الشعر في ديوان في رحاب كربلاء ــ كتاب في رحاب كربلاء ص 39 ــ 40 ، أعد هذا البحث ليلقى في الندوة البحثية الموسعة التي أقامها مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة بالتعاون مع كلية الآداب / جامعة ذي قار بعنوان: التراث الكربلائي بعيون أكاديمية بتاريخ 1 / 3 / 2017 ، وقد نشر أيضا في مجلة الرقيم التي تصدر عن دار الرقيم للإبداع والنشر في كربلاء العدد 16 الصادر في سنة 2017 ص 101
14 ــ في رحاب كربلاء.. توهجات الإيمان والوطنية ــ مجلة مدارات تربوية التي تصدر عن المديرية العامة للتربية في محافظة كربلاء بتاريخ 20 / كانون الثاني / 2012 ص 137 ــ 138 / كتاب في رحاب كربلاء ص 168 ــ 169
15 ــ نشرت هذه القراءة في كتاب حينما تتوهج الكلمة ص 90 ــ 94 / صحيفة كربلاء العدد 300 / مجلة صدى كربلاء العدد 23 ــ 24 / في رحاب كربلاء ص 171 ــ 176 / موقع كتابات بتاريخ 17 / 5 / 2014
16 ــ الأستاذ الدكتور عبود جودي الحلي.. شاعراً ومصلحاً قراءة موضوعية في اتجاه شعره الإصلاحي ــ مجلة مدارات تربوية التي تصدر عن المديرية العامة للتربية في محافظة كربلاء ، تشرين الأول 2013 / مجلة صدى كربلاء بتاريخ 7 / 5 / 2015 / كتاب في رحاب كربلاء ص 177
17 ــ الدكتور عبود جودي الحلي .. سيرة ومسيرة ــ كتاب في رحاب كربلاء ص 184
18 ــ للحديث صلة ص 256
19 ــ معجم المؤلفين والأدباء في كربلاء ص 220
20 ــ مقدمة كتاب الأدب العربي في كربلاء منذ إعلان الدستور العثماني إلى ثورة تموز ــ اتجاهاته وخصائصه الفنية ص 8 ــ 9
21 ــ في تقديمه للشاعر في الأمسية الأدبية التي عقدها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين فرع كربلاء المقدسة في الأول من ايلول سبتمبر 2012م للإحتفاء بالأستاذ الدكتور عبود جودي الحلي بمناسبة صدور ديوانه الجديد (في رحاب كربلاء). نشرت في موقع ديوان العرب بتاريخ 4 / أيلول / 2012
22 ــ نفس المصدر في مداخلة نقدية
23 ــ نفس المصدر في مداخلة نقدية
24 ــ في حوار أجراه المؤلف مع الشاعر نشر في صحيفة الهدى العدد (107) بتاريخ 5 / جمادي الثاني / 1429 هـ ــ 9 / 6 / 2008
25 ــ ديوان في رحاب كربلاء ص 5 ــ 7
26 ــ نفس المصدر ص 8 ــ 9
27 ــ نفس المصدر ص 10 ــ 11
28 ــ نفس المصدر ص 12 ــ 13
29 ــ نفس المصدر ص 14 ــ 15
30 ــ نفس المصدر ص 16 ــ 17
31 ــ نفس المصدر ص 19
32 ــ نفس المصدر ص 20 ــ 21
33 ــ نفس المصدر ص 22 ــ 26
34 ــ نفس المصدر ص 27 ــ 28
35 ــ نفس المصدر ص 29 ــ 30
36 ــ نفس المصدر ص 31
37 ــ نفس المصدر ص 32 ــ 33
38 ــ نفس المصدر ص 38 ــ 40
39 ــ نفس المصدر ص 44 ــ 45
كما ترجم له وكتب عنه
الدكتور حسين عدنان مهدي، الأستاذ عبد الأمير كاظم عيسى (جامعة كربلاء) / الدكتور عبود جودي الحلي شاعرا.. دراسة في أغراض شعره ولغته الشعرية، نشر في العدد الثالث والعشرين من مجلة (الأستاذ) العلمية المحكمة، التي تصدر عن كلية التربية ابن رشد ــ جامعة بغداد سنة 1421 ــ 2001 ص 403 ــ 434 وهو من بحوث المؤتمر العلمي السادس لجامعة بابل 25 ــ 36 نيسان 2000 / ونشر في كتاب في رحاب كربلاء ص 50 ــ 72
الدكتور محمد عبد الله المهداوي (قسم اللغة العربية / جامعة كربلاء) / عشق الحسين .. قصيدة وتحليل نشر في مجلة جامعة كربلاء المجلد الخامس العدد الثاني سنة 2007 ص 279 ــ 294 وهو من بحوث مؤتمر جامعة كربلاء الثالث 2007 / ونشر في كتاب في رحاب كربلاء ص 73 ــ 101
رغد عبود الحلي (جامعة كربلاء) / الجملة الفعلية في مجموعة: في رحاب كربلاء / في رحاب كربلاء ص 102 ــ 131
الدكتور قصي عدنان سعيد الحسيني (كلية الآداب ــ الجامعة المستنصرية، قسم اللغة العربية)، أثر ملحمة الطف في القصيدة الحديثة ديوان: في رحاب كربلاء أنموذجا للدكتور الشاعر عبود الحلي / ألقي هذا البحث في ملتقى الطف العلمي والثقافي الدولي السادس الذي أقامته الجامعة المستنصرية بتاريخ 4 / كانون الأول / 2014 / كتاب في رحاب كربلاء ص 132 ــ 162
الدكتور صدام فهد الأسدي (جامعة البصرة) / مقالة بعنوان: الشاعر عبود جودي الحلي.. جدلية السيف والقلم / صحيفة الجنائن العدد (50) بتاريخ 2 / 6 / 2001 / كتاب في رحاب كربلاء ص 163 ــ 167
حميد المطبعي / أعلام العراق في القرن العشرين ج 3 ص 170 ــ 171
الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 224
كامل سلمان الجبوري / معجم الادباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002 ج 4 ص 182