إعلاميو الصدفة

بين الحين والآخر يُطرح في الوسط الصحفي تساؤل مهم: هل يحق لكل من درس الإعلام أو غطى نشاطا ما أن يضع أمام اسمه لقب "إعلامي" أو "صحفي"؟ وهل يُعد ذلك منطقيا من منظور أكاديمي ومهني؟

الجواب: ببساطة لا.

صفة "الإعلامي" لا تمنح بهذه السهولة فهي ليست مجرد لقب بل مسؤولية كبيرة ومفردة شاملة لكل مجالات العمل الإعلامي بدءا من الصحافة المكتوبة والمسموعة مرورا بالإعلام الرقمي وصولا إلى التلفاز. الإعلامي الحقيقي هو من يتميز بقدرته على رؤية ما لا يراه الآخرون وتحليل الأحداث بعمق ووعي قبل فوات الأوان.


ما نلاحظه مؤخرا هو الانتشار الواسع لهذا اللقب على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة مع التقدم التكنولوجي وسهولة الوصول إلى المنصات الإعلامية. في ظل هذا الواقع بات من الضروري وضع النقاط على الحروف لتوضيح أهمية العمل الإعلامي الذي أصبح – للأسف – مبتذلاً في نظر البعض بسبب تصرفات بعض الهواة أو من يظنون أن الشهرة تكمن في حمل هذا اللقب.


انطلاقا من هذا الواقع تقع المسؤولية على عاتق أساتذة الجامعات والمعاهد الإعلامية لتوعية الطلبة والمبتدئين، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول المهنة فالإصرار على استخدام ألقاب لا تعكس الكفاءة الحقيقية يُفقد الإعلام قيمته، ويُقلل من شأن مهنة عرف عنها أنها تقف في وجه المصاعب والتحديات.


في المقابل نلاحظ أن القامات الصحفية المعروفة والمتمكنة تبتعد عن التباهي بالألقاب لأنها تدرك أن ما يميز الصحفي أو الإعلامي حقا هو عمله ومهنيته وكتاباته وليس ما يسبق اسمه من ألقاب.

وسوم : الصدفة

العودة إلى الأعلى