الأمين العام للعتبة الحسينية: الإسلام تبنى حقوق الإنسان ورصد له أحكاما تنظم حياته وقومياته ومذاهبه
قال الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن رشيد العبايجي في اختتام مهرجان تراتيل سجادية بنسخته العاشرة والذي تناول رسالة الحقوق للإمام السجاد (علي بن الحسين) وسيرة حياته ان "الإسلام تبنى بموضوعية جميع حقوق الإنسان، ورصد له أروع الأحكام التي تنظم حياته وقومياته ولغاته ومذاهبه.
وتابع ان " ليس في تشريعاته ما يشذ عن الطبيعة، فالإسلام أهتم بعمق وشمولية بالإنسان، ووقف على جميع أبعاد حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فوضع له المناهج السليمة التي توفر له الحقوق التي لاغنى له عنها، ومن أبرزها أن تسود العدالة الاجتماعية بأوسع معانيها في الأرض، ويعيش الإنسان حياة وادعة آمنة ومطمئنة يعمها الرخاء والأمن والاستقرار، لذلك فإن حقوق الإنسان التي أعلنها الإسلام هي التي توفر للمجتمع الحياة الكريمة في ظل نظام آمن مستقر لا طغيان فيه ولا ظلم ولا استبداد ولا تسلط للحاكم على المحكومين، فالسيادة للقانون الذي شرعه الإسلام، ويسري على الحاكم والمحكوم على حد سواء، فلا ميزة لأحد على أحد إلا بالتقوى التي هي المقياس في التفاوت بين الناس وضرب لنا أروع الأحكام والتشريعات التي تلبي حاجة الإنسان المادية والروحية".
واسترسل العبايجي قائلاً أن " رسالة الحقوق تمثل السمو الفكري والروحي الراقي لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ورسالة الحقوق عمل علمي عظيم يستدعي دراسة موضوعية عميقة شاملة نقف من خلالها على أبعاد دلالتها على حركة الإمام زين العابدين (عليه السلام) الاجتماعية، نظرا لأهمية حقوق الإنسان وأهميتها التي أصبحت حديث أغلب الطبقات والفئات وأمرا يمس جوانب الحياة ومناحيها كلها وفي كل مكان، وإمكانية أن تكون مقررا دراسيا لكل المراحل الابتدائية والثانوية والجامعية بل حتى رياض الأطفال".
وأشار الى أن "حقوق الانسان أصبحت موضع اهتمام الدول والمؤسسات والمنظمات والمفكرين والباحثين، فقد أثارت جدلا طويلا حول (من الاصلح ومن الاشمل ومن الأسبق في مجال حقوق الانسان)، لذك كان لا بد من إجراء الموازنة بين قطبين أساسيين لنظريتين الأولى إسلامية تمثلت برسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، والثانية تمثلت بالإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948، ولقد كان الإسلام أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق الانسان في أكمل صورها وأوسع نطاقها منذ عهد الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)".
ولفت الأمين العام الى أن "الإسلام منذ بدايته اقر للإنسان حقوقا، وهذه الحقوق منحها الله وليس هناك فضل لأحد من الخلق في منحها يستبد بها ويتحكم فيها كيف ما يشاء، كما نراها اليوم في ما يسمى بلوائح حقوق الانسان التي تتحكم وتستبد بها بعض الدول الغربية فهي ليست حقوقا طبيعية وإنما هي منحة من العلي القدير تستمد من أحكام القرآن، مما أكسبها الهيبة والاحترام والقدسية، وهي الضمانة الأساسية ضد الاستبداد والهيمنة التي تفرضها بعض الدول الكبرى على الشعوب بحجة الدفاع عن حقوق الانسان".
وختم قوله متحدثا عن الأبعاد الإنسانية في حياة الإمام السجاد (عليه السلام) فقال "كان الإمام علي بن الحسين (ع) ينفق كثيرا من الأموال لتحرير العبيد لأهداف وأبعاد إنسانية للقضاء على مظاهر الطبقية في المجتمع من خلال شراء العبيد وعتقهم ومعاملتهم معاملة إنسانية، فأوجد تشكيلا اجتماعيا مؤثرا يحترم الإمام ويكون له كل التقدير والاعتزاز والحب والولاء ، وكان يشترط عليهم الخروج من المدينة والعودة الى بلدانهم لنشر فضائل ورسالة أهل البيت (عليهم السلام) التي هي رسالة السماء".