في إطار برنامجه السنوي لتعزيز التواصل الثقافي والديني، أجرى وفد العتبة الحسينية المقدسة زيارة تاريخية إلى مدينة إغدير التركية، التقى خلالها بعدد من علماء الدين ومسؤولي المؤسسات الإسلامية، وفي مقدمتهم ممثلو جمعية أهل البيت (عليهم السلام)، إحدى أبرز الجمعيات الفاعلة في المدينة.

وجاءت هذه الزيارة بتنظيم من مركز الإمام الحسين (عليه السلام) الإعلامي والثقافي التابع لقسم الإعلام في العتبة، وبالتنسيق المباشر مع الجمعية، وذلك ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنفذها العتبة الحسينية في عدد من المدن التركية.

وقال الأستاذ الحسن نعمة الخفاجي، معاون رئيس قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة، في تصريح للموقع الرسمي: “وصل وفد الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة إلى مدينة إغدير، ضمن البرنامج السنوي للعتبة في تركيا، والذي يشمل نشاطات ثقافية وإعلامية تهدف إلى تعزيز حضور فكر أهل البيت (عليهم السلام) في المجتمعات الإسلامية”.

وأوضح الخفاجي أن الوفد التقى خلال الزيارة بعدد من مسؤولي جمعية أهل البيت (عليهم السلام) وعلماء الدين في المدينة، في لقاء وصفه بالتاريخي، باعتباره الأول من نوعه لوفد من العتبات المقدسة في العراق إلى هذه المدينة.

وأشار إلى أن “البرنامج الثقافي للعتبة في تركيا يستند إلى رؤية المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، والتي تقوم على مبادئ الاعتدال والانفتاح والحوار الحضاري، ويهدف إلى تقديم الدعم الفكري والإعلامي للمؤسسات الفاعلة في نشر مبادئ مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)”.

من جهته، عبّر الشيخ قربان أولو سيز، الرئيس السابق لجمعية أهل البيت (عليهم السلام)، عن ترحيبه الكبير بهذه الزيارة، مشدداً على أهمية استمرار التواصل مع العتبات المقدسة في العراق، وخصوصاً مع المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف.

وأكد أن “الاعتدال الذي يتحلى به المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، أسهم في تعزيز احترام الحكومة التركية لنشاطات الجمعية، ومكّنها من نشر الفكر الإسلامي الأصيل بهدوء وتأثير بالغ”.

وأضاف أن الجمعية تشرف حالياً على أكثر من خمسين مبلّغاً دينياً موزعين في مختلف المدن التركية، يعملون على نشر مفاهيم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بأساليب علمية وروحية معتدلة تتماشى مع خصوصيات المجتمع التركي.

واختتم وفد العتبة زيارته بتأكيد التزام العتبة الحسينية المقدسة بدعم هذه المبادرات الثقافية والدينية، وتعزيز جسور التواصل مع الجاليات الإسلامية في الخارج، بما يعكس رسالة المرجعية الدينية العليا في نشر قيم التسامح والاعتدال والانفتاح الحضاري.