مداد عاشوراء.. معرض فني يخلد الحرف الحسيني بمشاركة عربية ودولية واسعة
بهدف إحياء قضية الإمام الحسين عليه السلام وواقعة الطف الخالدة أقام مركز القلم للخط العربي التابع إلى دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة معرضه الفني الأول من نوعه بعنوان "ميلاد عاشوراء للخط العربي" في منطقة ما بين الحرمين الشريفين تزامنا مع أيام محرم الحرام في بين الحرمين الشريفين وسط حضور جماهيري واسع ومشاركة فنية كبيرة محلية ودولية.
وذكر الخطاط محمد ياسين المشرفاوي مدير مركز القلم للخط العربي في تصريح لوكالة كربلاء الان ان "المركز يقيم معرض "ميلاد عاشوراء للخط العربي" والذي ينظم لأول مرة في شهر محرم الحرام بهدف إحياء واقعة الطف الأليمة واستذكار مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال توظيف الخط العربي كوسيلة تعبير روحانية وجمالية تنقل معاني الحزن والبطولة والتضحية التي جسدها الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في كربلاء".
وبين ان "هذا المعرض يُعد محطة فنية وثقافية هامة حيث تضمن عرض 100 لوحة فنية من داخل العراق وخارجه جميعها تناولت قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وأحيت سيرته من خلال الخط العربي الأصيل متضمنةً نصوصا وزيارات وأحاديث وألقابا وكنى مباركة".
واوضح ان "أنواع الخطوط المشاركة فيما تنوعت الخطوط المعروضة في المعرض وشملت الخطوط الست منها الثلث والثلث الجلي والديوان و الديوان الجلي والرقعة والنسخ وعروض نادرة شهدها المعرض منها مخطوطات ضخمة وفريدة تعرض لأول مرة بهذا الحجم منها زيارة أبي الفضل العباس (عليه السلام) بمقاس 3 أمتار × 1 متر واخرى باب العباس (عليه السلام) المُزخرف، بمقاس 2 متر × 1 متر".
واشار الى ان "تم إطلاق الإصدار الأول من نوعه والأضخم على مستوى العالم العربي والإسلامي، وهو كتاب "مداد عاشوراء"،الذي يضم أكثر من 400 عمل مخطوط خاص بالإمام الحسين (عليه السلام) جميعها بخط يد الخطاط محمد المشرفاوي".
ويواصل المشرفاوي حديثه قائلا ان "المعرض تضمن أيضا ورش خط حية بمشاركة خطاطين عراقيين وضيوف من مختلف الدول منها إيران عُمان والبحرين والسعودية والإمارات وإندونيسيا وماليزيا ودول عربية وإسلامية أخرى". يتم خلالها كتابة نصوص مختارة للإمام الحسين (عليه السلام) وتُقام هذه الورش على مدى ثلاثة أيام ضمن فعاليات المعرض".
وختم حديثه "فتح باب المشاركة للجميع حيث استقبل المعرض أكثر من 500 عمل مخطوط، ومن خلال لجنة تقييم واختيار دقيقة، تم اعتماد 100 عمل للمشاركة الفعلية في معرض ".
ومن جهة اخرى قال عدنان محمد جبار رئيس قسم الخط العربي والزخرفة الإسلامية معهد الفنون الجميلة "كانت لنا مشاركة متميزة في مهرجان "مداد عاشوراء" جاءت مشاركتنا على شكل ورشة عمل تقدم لأول مرة في العراق وهي تجربة فنية حديثة تربط بين الفن الحسيني والتقنيات المعاصرة، بأسلوب مختلف عن النمط الكلاسيكي المعروف".
واضاف "استخدمنا في العمل مجموعة من الألوان التي ترمز إلى واقعة الطف الأليمة واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) فخلفية اللوحة كانت مكونة من اللونين الأحمر والأصفر تتوسطها قبة الإمام الحسين (عليه السلام) ورايته المباركة إضافة إلى خطٍّ لعبارة "يا سيد الشهداء (عليه السلام)".
ولفت الى ان "لي مشاركة أخرى تمثلت في لوحة مكتوبة بخط التعليق حملت عبارة "يا قتيل العبرات" وقد كتبت باللون الأحمر تعبيرا عن الحزن والفداء وهذه العبارة كما يروى لا يذكر الإمام الحسين (عليه السلام) مؤمن إلا بدمعة".
ويواصل رئيس القسم حديثه ان "هذه المعارض بالنسبة لنا فهي تعد محصلة فنية للخطاط حيث يختار في كل مناسبة قولا مباركا من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة أو كلمات مأثورة يجسدها في عمل فني يعبر عن المناسبة فكل الاعمال التي عرضها الخطاطون من الروّاد والشباب كانت تدور حول الإمام الحسين (عليه السلام)وواقعة الطف بما فيها من مشاهد وقيم وعِبر".
وينهي عدنان جبار حديثه "أعتبر هذا المعرض من المعارض المميزة في العراق بل هو من أوائل المعارض التي خرجت عن الطابع الكلاسيكي وشهدت ورش عمل حية ومباشرة منها ورشة لافتة حسينية تم تنفيذها أمام الجمهور بأسلوب إبداعي جديد يعكس الروح الحسينية الأصيلة".
وفي السياق ذاته يتحدث الخطاط أحمد عبود عن مشاركته في المعرض حيث قال
"شاركت بعدد من اللوحات من بينها لوحة "باب الإمام العباس (عليه السلام)" وتضمنت الخط والزخرفة وكانت من كتابتي وتفتتح ببيت القصيدة المعروف عبست وجوه القوم ، اما اللوحة الثانية كانت بعنوان "حبيب السماء" وهي لوحة مستطيلة تحوي أبياتا شعرية تجسد مشهدا من مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)"، مشيرا الى "كذلك إحدى اللوحات المهمة التي شاركت بها تتضمن حديثا للإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف حيث يقول (الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوي ) وقد جاء مضمون اللوحة متطابقًا مع شكلها وخطها، بحيث عبرت بدقة عن المعنى العميق للكلمات".
وان هذه "المعارض تمثل حافزا كبيرا لنا كخطاطين سواء للمبتدئ الذي يرغب في أن ينطلق ويتعلم أو لمن يود أن يرى أعمال غيره ليستفيد منها ويطور من أسلوبه وكل معرض يقام يكون بالتأكيد أفضل من الذي قبله من حيث التجربة والمحتوى".