السيد السيستاني يحذّر من كارثة إقليمية: نداء النجف يتردد في أروقة الإعلام الدولي

2025-06-23 13:25

بقلم/ حسين النعمة


في ظل التصعيد المتسارع بين إيران والكيان الصهيوني، ومع تساقط شظايا الصراع على جغرافيا متوترة أصلًا، برز صوت المرجع الأعلى في النجف الأشرف، آية الله العظمى السيد علي السيستاني، محذرًا من انزلاق المنطقة إلى أتون فوضى عارمة، إن لم يُضبط إيقاع التصعيد وتحكمه الحكمة قبل السلاح.

البيان الصادر عن مكتب السيد السيستاني، بتاريخ 13 حزيران/يونيو 2025، لم يكن مجرد موقف ديني تقليدي، بل تحول إلى نقطة ارتكاز في تغطيات وسائل الإعلام العالمية، التي التقطت إشارات التحذير بدقة، وسلطت الضوء على عمق الرسالة التي تجاوزت المحلية إلى بعدٍ استراتيجي إقليمي.

"إنّ جريمة فجر الجمعة، التي استهدفت مواقع مدنية وعلمية في إيران، تمثل وجهًا آخر لطبيعة الكيان العدوانية، وتُنذر بتوسعة الصراع بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي"

– من بيان مكتب السيد السيستاني (13 حزيران/يونيو 2025)¹


تحذير من استهداف القيادات الدينية

وسائل إعلام عربية ودولية، من بينها RT Arabic² ودويتشه فيله بنسختها الفارسية³، أفردت تغطيات واسعة للبيان، مركزة على المقطع الذي حذّر فيه السيستاني من "تبعات كارثية" في حال الإقدام على استهداف القيادة الدينية أو السياسية الإيرانية، لا سيما المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي.

فيما نقلت وكالة AFP الفرنسية⁴، عن مصدر في النجف، قوله إن "البيان حمل إشارات واضحة إلى قلق المرجعية من خروج الأمور عن السيطرة، لاسيما مع تداعي الدول الكبرى وتراجع الأصوات الداعية للحلول السلمية."


دعوة لوقف التصعيد فورًا

الإعلام الدولي التقط أيضًا نبرة السيد السيستاني الداعية إلى "التحرك العاجل للمجتمع الدولي"، حيث عنونت صحيفة Dawn الباكستانية⁵ تقريرها بعبارة: "السيستاني يدعو العالم إلى كبح جماح الحرب قبل أن تبتلع الجميع".

وكتبت Kashmir Observer⁶، أن "بيان النجف يعيد تشكيل ملامح موقف شيعي متزن، يدعو إلى ضبط النفس رغم حرارة الدم، ويحذّر من أن أي رصاصة طائشة قد تجر شعوب المنطقة إلى دهاليز المجهول."


الصوت الديني في معادلة الأمن الإقليمي

رأى مراقبون أن بيان السيستاني تجاوز حدود الشجب التقليدي، ليقدم وثيقة توازن بين الموقف الديني والمسؤولية الوطنية، محذرًا من مغبة استخدام الصراع ذريعة لضرب البنى التحتية، أو استهداف العلماء والمدنيين، في ما وصفه البيان بـ"الاعتداء المزدوج: على الحق، وعلى الوعي".

ونشرت قناة TRT World⁷ تحليلًا خلُص إلى أن "المرجعية الشيعية في العراق تسعى، كعادتها، إلى ترسيخ معادلة الاستقرار في منطقة لا تزال تتقلب فوق خطوط النار".

في الخلاصة بينما تتقاذف البيانات والتصريحات السياسية صواريخ التحذير والوعيد، جاء بيان السيستاني أشبه بصوت الحكمة الأخير في ساحة يعلو فيها صوت البارود، ورغم أن البيان لم يُذِع مواقف سياسية مباشرة، فإن مضامينه كانت كفيلة بأن تترك صداها في العواصم الكبرى، من طهران إلى واشنطن.

وفي زمنٍ تراجعت فيه الأصوات العقلانية، عادت النجف، مرة أخرى، لتعلّق جرس الإنذار بلغة العقل، لا بلاغة الحرب.

-------------

الهوامش والمصادر:

1. بيان مكتب السيد السيستاني – النجف الأشرف، 13 حزيران 2025، المصدر: بغداد اليوم

2. RT Arabic – تقرير بعنوان "المرجعية الدينية في العراق تدين العدوان الإسرائيلي على إيران"

3. DW Persian – تغطية باللغة الفارسية لتصريح المرجعية (يونيو 2025)

4. AFP – تقرير منشور بتاريخ 14 حزيران 2025 عبر IraqiNews

5. Dawn – "Sistani calls on world to stop Iran-Israel escalation", 14 June 2025

6. Kashmir Observer – "Grand Ayatollah Warns of Chaos If Iran Leadership Targeted", 15 June 2025

7. TRT World – برنامج "تحليل المشهد" حول بيان المرجعية في العراق، حلقة 16 حزيران 2025

العودة إلى الأعلى