تقرير بريطاني: الكراهية ضد المسلمين تُهدد تماسك المجتمع وتُكلّف الاقتصاد
في وقت يحتفل فيه المسلمون في بريطانيا بعيد الأضحى، أصدرت مؤسسة “إيكوي” البحثية تقريرا جديدا حذّرت فيه من تصاعد الكراهية الممنهجة ضد المسلمين، معتبرة أنها لا تُشكّل تهديدا رمزيا فحسب، بل خطرا مباشرا على مستقبل التماسك الاجتماعي في المملكة المتحدة، إلى جانب ما تسبّبه من خسائر اقتصادية باهظة.
وكشف التقرير أن الكراهية المعادية للمسلمين كلّفت بريطانيا أكثر من 243 مليون جنيه إسترليني خلال عام واحد، نتيجة الإنفاق على الأجهزة الأمنية، والسجون، وتعويضات التأمين.
واعتبرت المؤسسة أن هذا الثمن الباهظ يتطلب تحركا وطنيا عاجلا لمعالجة جذور الظاهرة، بدلا من الاكتفاء بإدارتها كقضية هامشية.
وطالبت المؤسسة الحكومة البريطانية بإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الكراهية ضد المسلمين، مشددة على أن الصمت إزاء هذا التمييز يُعد تقويضا لقيم العدالة والمساواة التي تُفاخر بها بريطانيا، وخيانة لمبادئ الديمقراطية التي تقوم عليها الدولة.
ورغم الأرقام المقلقة، أشار التقرير إلى أن استطلاعا للرأي أظهر أن غالبية البريطانيين لا يحملون مشاعر عدائية تجاه المسلمين، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول الجهات التي تصنع خطاب الكراهية وتعمل على تغذية الانقسام داخل المجتمع.
وقدّم التقرير مجموعة من التوصيات العملية، تضمنت إطلاق حملات توعوية ضد المعلومات المضللة، ودعم المبادرات الشبابية، وإشراك المؤسسات الدينية، فضلاً عن الاستثمار في برامج بناء الثقة بين مكونات المجتمع.
وفي رسالة واضحة للحكومة، أكدت مؤسسة “إيكوي” أن المسلمين في بريطانيا ليسوا عبئا، بل جزء فاعل من النسيج الوطني، وأن مستقبل البلاد لا يمكن بناؤه عبر إقصاء ثقافات بعينها، بل عبر احتضان التنوع والعمل على تعزيزه.