بنو إسرائيل في القرآن والسُّنّة - رسالة دكتوراه

تمهيد : دأب علماء مدرسة آل محمد(صلى الله عليه وآله) على مساندة الحق في فلسطين ..وبكل أزمة تجدهم يفتون بالوقوف مع الشعب المنكوب منذ معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور مرورا بعام 1948م والى يومنا هذا.. وقد كتب علماء آل محمد وعشرات المؤرخين بحقوق فلسطين وطالبوا بدعم القضية الفلسطينية ونصرة غزة بعد أكثر من ٦ أشهر من الوحشية، واليوم نشاهد كيف وقفت الجامعات الأميركية بمظاهرات صاخبة مساندة لغزة وهذا التحول التاريخي جدير بالتثمين...

صباح محسن كاظم

 

 

و قد كتب عشرات من العلماء والمفكرين والمؤرخين من كل الأديان والبلدان ، فغاص بعضهم بحقيقة سايكولوجية اليهودي وتصرفاته وطريقة تفكيره واستراتيجياته وكل مؤلف ومرجعياته ومدى استيعابه لحركة التاريخ كغوستوف لوبون إلى رينكة ، وكثير منهم كتب عن حقيقة وجودهم وسلوكهم بتجرد وعدم تحامل، وبعضهم من اليهود أنفسهم كنعوم شومسكي ..لكن لم يصل أحد لعمق المشكلة اليهودية إلا النصوص القرآنية التي بينت الطغيان ،المكر ،الكفر ،القتل ،الربا وكل ما يسيء للإنسان بالتفاصيل التي بينتها الآيات الشريفة .

المنهج العلمي برسالة الدكتوراه لفضيلة شيخ الأزهر السيد طنطاوي :

في دراسة عميقة شاملة وافية بعنوان" بني إسرائيل في القرآن والسُّنّة " لفضيلة العلامة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر طبعت عن دار الشروق-القاهرة – بطبعتين الأولى 1997 والطبعة الثانية 2000 .ب (751) صفحة هذا السفر العلمي المهم والجهد الفكري والتفسيري والتاريخي بمعطيات واستدلالات من القرآن الكريم والسنة النبوية يمثل ذروة في التحليل العلمي الواقعي عن التاريخ اليهودي تقصى فيها فضيلة العلامة الدكتور محمد سيد طنطاوي رسالته الفخمة بعدة فصول غاص فيها بكل تاريخهم ودرس كل جوانب حياتهم بكل فصل وقسمه إلى مباحث بشروحات غزيرة :

الفصل الأول : ركز فيه على تاريخ اليهود وأحوالهم منذ هجرتهم إلى مصر بقيادة النبي يعقوب –عليه السلام- في القرن التاسع عشر ق-م إلى التدمير الثاني لأورشليم على يد الرومان سنة 70م ، وختم الفصل عن يهود الجزيرة العربية . من ص9- 82 وضح فيه مفصلاً معنى التوراة – عدد الأسفار المقدسة – الأدلة على أن هذه الأسفار ليست هي التوراة – التلمود وشروحه والأكاذيب فيه –كذلك وضح فرق اليهود :الفريسيون، الصدوقيون ، القراءون ، الكتبة . واختتم الفصل بعلاقتهم مع الأوس والخزرج.

الفصل الثاني : كتب وحلل منهاج القرآن الكريم في دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام ..إنصافه وإحسانه إليهم.من ص 85- 130 إقامة الأدلة عن صدق النبي (صلى الله عليه وآله) حيث تضمن الفصل كل ما اختص به نبينا العظيم وعدالة القرآن الكريم ،ومجادلتهم، إباحة الطعام والزواج منهم ،قبول الجزية منهم دون المشركين.

الفصل الثالث: مسالك اليهود لكيد الإسلام والمسلمين من ص133 -261 توغل العلامة الدكتور الشيخ الطنطاوي بهذا الفصل كل الجوانب التاريخية بإثبات أن اليهود في المدينة كانوا على علم بظهور النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الهجرة . فسر بجهد علمي استدلالي رصين كل محاولاتهم بإيذاء الرسول (صلى الله عليه وآله) ومحاولاتهم لقتله ، وبين الآيات التي تنذرهم بسوء المصير .

فيما ركز بالفصل الرابع: من ص263-330 الجوانب التاريخية المفصلة من موقفهم بانتصار بدر إلى غزوة أحد وكل الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون ضدهم كما بشرح مفصل لمعارك خيبر.

وقد تناول الفصل الخامس : من ص331-388 تفسير الآيات التي بينت نعم الله على بني إسرائيل ومواقفهم الجحودية منها في ثلاثة عشر مبحثاً تناول النعمة التي أغدقها رب العالمين عليهم وجحودهم ..

فيما استعرض في الفصل السادس : رذائل اليهود كما صورها القرآن الكريم من ص 393-519 وتناول ب10 أبحاث فرعية قضايا واسعة كالسحر،تحريفهم للكلم، طلبهم من نبيهم أن يجعل لهم إلهاً كما لغيرهم آلهة ، عكوفهم على عبادة العجل ، تنطعهم في الدين وموضوعات جوهرية ناقشها فضيلة العلامة الطنطاوي.

كما تناول في الفصل السابع: دعاوى اليهود الباطلة وكيف رد القرآن الكريم عليها .من ص 538- الى 633  فغاص مفصلاً بقضية دعواهم أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات ، ومباحث أخرى وصولاً للمبحث العاشر وقولهم يد الله مغلولة مع تفسيره لقوله تعالى( ويسعون في الأرض فسادا) مع ذكر نماذج من إفسادهم في الأرض عن طريق أ- القتل والاغتيال ب- التجسس ج- التستر خلف الأديان د- كتبهم ومقرراتهم وإثارة الفتن والحروب والثورات و- الجمعيات السرية - إشاعة الرذيلة ..

وينتقل للفصل الأخير الثامن : من ص 635 – إلى الخطر اليهودي 751 فوضح بالتفصيل وعيد الله وعقوباته لبني إسرائيل ونماذج من العقوبات التي حلت باليهود بعد موت سليمان (عليه السلام) وتفسير قوله تعالى ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ) ويعرج على فروع متشعبة بتفاصيل عن القول فيما أنزله الرومان بهم من عقوبات وكذلك من الأقوام والأديان الأخرى وفي المبحث الثاني ضمن 14 نقطة يمر فضيلة العلامة الدكتور محمد سيد طنطاوي بتفسير قوله تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا .....) ثم خلاصة تاريخية عن بني إسرائيل فيما وضح تحريم بعض الطيبات عليهم بسبب ظلمهم وبغيهم – كعقوبة الله عليهم بالمسخ- سخط الله عليهم ولعنه إياهم –ضرب الذلة والمسكنة عليهم وبيان المراد من قوله تعالى ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس) .

وبعد كل ذلك يخصص الخاتمة لفلسطين ومراحل الغزو الصهيوني فيه بعدة أبحاث من ص713 - 751  فيها كل التفاصيل على قيام الكيان الصهيوني والحروب التي خاضها والتوسع والاستيطان والهجرة والمؤامرات التي أبرمها مع الغرب من أجل الاستيطان غير الشرعي ، في نقاط أجملها من فحوى الكتاب بكلمات ..

- في الآيات والسور المكية تحدث القرآن الكريم عن قصصهم، وعن تعذيب فرعون لهم وعن أحوالهم المختلفة في العهود التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وآله. ص 5

- أوحى الله إلى موسى ( أن اضرب بعصاك البحر ) فضربه موسى فانفلق البحر فرقين (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ).- ص26

- إن التوراة الموجودة حاليا ليس لها سند متصل إلى موسى –عليه السلام- بل هي على النقيض من ذلك.

العودة إلى الأعلى