الارض ضحية العبث البشري والتلوث والاحتباس الحراري

أظهر علماء المناخ أن البشر مسؤولون فعلياً عن كل الاحترار العالمي على مدار الـ 200 عام الماضية، إذ تتسبب الأنشطة البشرية بانبعاث الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بشكل أسرع مما عرفناه في العصور الغابرة. ذلك بأن التغييرات في منطقة معينةٍ من الأرض تؤثر في التغييرات في جميع المناطق الأخرى.


تشمل عواقب تغير المناخ، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي. أما الناس فيعانون من تغير المناخ بطرق شتى. يمكن أن يؤثر تغير المناخ في صحتنا وقدرتنا على زراعة الغذاء والسكن والسلامة والعمل. وعليه، فإن كل زيادة في ظاهرة الاحتباس الحراري قد تؤدي إلى كوارث غير مسبوقة. لذلك على الجميع اتخاذ إجراءات مناخية، لا سيما الدول الكبرى التي تتسبب صناعاتها بالجزء الأكبر من الانبعاثات والغازات الدفيئة، مع أن آسيا كانت من أشد مناطق العالم تضرراً من الكوارث المناخية في عام 2023 بحسب الأمم المتحدة. من هذه الإجراءات خفضُ الانبعاثات، والتكيف مع تأثيرات المناخ، وتمويل التعديلات المطلوبة. في مقدمة هذه الإجراءات يأتي تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، حتى يجري تقليل الانبعاثات التي تؤدي إلى تغير المناخ.

يشير تغير المناخ إلى التحولات الطويلة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس، إما بسبب عوامل طبيعيةٍ كنشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة، وإما بسبب الأنشطة البشرية لا سيما في القرنَين الأخيرَين. يرجع ذلك أساساً إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز. ينتج من هذا الحرق انبعاثات وغازات تؤلف غطاءً يلف الأرض، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة. وهذا ما يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي. وهو يعني تحديداً ازدياد درجات الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أوكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو. تُعرف هذه الغازات بالغازات الدفيئة لأنها تسهم في تدفئة جو الأرض السطحي. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة هذا إلى ارتفاع منسوب سطح البحر وتغير كمية هطول الأمطار ونمط هطولها وتوسع الصحاري المدارية. كما قد يؤدي إلى انحسار الأنهار الجليدية، والأراضي الدائمة التجلد، والبحر المتجمد، مع تأثر منطقة القطب الشمالي بصورة خاصة. تشمل الآثار المحتملة الأخرى انكماشَ غابات الأمازون والغابات الشمالية، وزيادة حدة الأحداث المناخية المتطرفة، وانقراض بعض الأنواع، والتغيرات في المحاصيل الزراعية. لظاهرة الاحتباس الحريري إذاً أخطار كارثيةٌ على كوكب الحياة والإنسان.

العودة إلى الأعلى