السيد الصافي مخاطبا الطلبة المتخرجين: المرجعية الدينية تسرّ وهي ترى هذه الكوكبة من أبنائها الخرّيجين
عرض السيد احمد الصافي المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة مجموعة من النصائح والإرشادات للطلبة المتخرجين أثناء إقامتهم حفلا للتخرج يوم أمس انقسم على فترتين صباحية في صحن أبي الفضل العباس عليه السلام وتم فيها ترديد قسَمَ التخرّج بالولاء والأمانة لخدمة الوطن والإنسانيّة، أمامَ ضريح مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ألقاه على مسامعهم عضو مجلس إدارة العتبة العباسية الدكتور عباس الدده الموسوي، وأعقبته تأدية مراسيم زيارة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
أما فعّاليات الفترة المسائية التي أُقِيمت في مجموعة العميد التعليمية، وحضرها عددٍ من مسؤوليها، وممثّلين عن وزارة التعليم العالي والجامعات العراقية، وشخصياتٍ أكاديمية واجتماعية فقد شهدت القاء كلمةً للعتبة العباسية من قبل المتولّي الشرعيّ السيد أحمد الصافي.
فرح.. وقسم عظيم
وقال سماحته بعد تحية الحضور" لا شكّ أن هناك مجموعة خيّرة من أبناء البلد يفرحون لفرحكم ويتمنّون أن يكونوا حاضرين معكم، ولكن هناك فرحة خاصّة للآباء والأمّهات ولإخوانكم ولأسركم الكريمة وأرحامهم، وأيضاً الأساتذة الكرام الأعزّاء الذين ما فتئوا يبذلون الجهد بعد الآخر، في سبيل أن يروا هذه الثمار اليانعة التي يقتطفونها في هذه اللحظات".
كما عبر عن سرور المرجعية الدينية قائلا" ولا شكّ أن المرجعية الدينية تسرّ وهي ترى هذه الكوكبة من أبنائها الخرّيجين وهم يودّعون الدراسة الجامعية الأوّلية، ويدخلون ميدان العمل، وتدعو لهم بالتوفيق والتسديد في حياتهم العملية والأسرية".
وتعرض سماحته بعد ذلك الى تبيان نقطتين مهمتين أولاهما بخصوص القسم الذي أداه الطلبة فقال" أنتم اليوم أمام قَسَم ، وهنا أحبّ أن أقف على نقطة في هذا القَسَم كما وردت وردّدها أبناؤنا ، هذه الكلمة كانت جملة (وأن أكون من وسائل رحمة الله)، فأنت أيها الطالب عندما أقسمت، قد قلت هذه العبارة، أن تكون أنت من وسائل رحمة الله، وحقيقة هذا القَسَم عظيمة على الإنسان، بأن يُوفّق كي يكون من وسائل رحمة الله".
كيفية الوصول للكون من وسائل رحمة الله
وشرع سماحة السيد بتفصيل كيفية الوصول الى تلك المرتبة فقال" ستواجهون الحياة على ما فيها من صعوبات، لكن الذي يذلّل هذه الصعوبات هي هذه الهمّة والإرادة القوية التي تملكونها، وتكون هذه الروح الشابّة صاحبة المبادئ والقيم لا بدّ أن تكون هذه الروح من وسائل رحمة الله".
وأضاف" عندما تساعدون الآخرين وتبذلون ما في طاقتكم من جهد، ستكونون من وسائل رحمة الله، وعندما ترشدون أحداً يبحث عن الطريق وعن الحقيقة ستكونون من وسائل رحمة الله، عندما تمتنع أيديكم عن أن تتناول المال الحرام، ستكونون من وسائل رحمة الله، وعندما تعصمون آذانكم عن قول الزور وتكفّون وتغمضون أعينكم عن مناظر الفجور وعن أكل حقوق الآخرين، ستكونون من وسائل رحمة الله".
وسائل نقمة الله
وأردف متحدثا عن الطريق الآخر المعاكس فقال" أمّا إذا عملنا العكس، فهذه ليست من وسائل رحمة الله، عندما أمد يدي إلى حرام فهذه ليست من وسائل رحمة الله، بل قد هذه تكون من وسائل نقمة الله، وعندما أتعدى على الآخرين بلسان أو عين أو أذن، لا شك أنّ هذه ليست من وسائل الرحمة، بل هذه من وسائل النقمة، والخيار لكم".
وختم كلمته عن الأمر الأول الخاص بالقسم قائلا" نحن نثق بقدراتكم وبعقولكم بأنكم ستكونون أهلاً ومحلاً لهذا القسم الذي صدر من ألسنتكم الكريمة في صبيحة هذا اليوم".
خارطة الطريق.. التشاور والتفكر
أما الأمر الثاني الذي تطرق له سماحته فكان بخصوص تحديد خارطة طريق لحياة الطلبة بعد التخرج فقال" أما الأمر الثاني أبنائي: فعليكم أن تحددوا خريطة طريق واضحة لكم في حياتكم، خريطة تنبع من تصميمكم الجاد من أجل البناء، وهذه الخريطة تتوضح معالمها عندكم بشريطة أمرين".
وشرع السيد بتبيان الآمرين فذكر أن" الأمر الأول يتمثل بلا بدية أن تستشيروا الخبراء في مهمات الأمور، فالإنسان عنده في حياته بعض الأمور المهمة التي تواجهه، فأوصيكم أن لا تستعجلوا في أن تقرروا شيئًا قبل أن تشاوروا من هو أخبر منكم في ما تريدون فعله" مبينا أن "المشورة تزيد في العقل، فالعاقل هو الذي يشاور ويبحث عن الحق".
وبخصوص الأمر الثاني قال" لا تستعجلوا أيضًا في كثير من الأمور، فالإنسان يحتاج التروي والتفكير والتأمل في اتخاذ مسارات حياته".
وضرب مثلا لهذه الحالة بالطالب الواثق بنفسه فقال" أنّ الطالب في بعض الحالات يثق بإجابته في الامتحانات فيكمل الأسئلة على نحو سريع وبمجرد أن يخرج من قاعة الامتحان ويذاكر بعض أصحابه يعض إصبع الندم على استعجاله" مؤكدا أن" الاستعجال لا يعطي دائما حالة من الطمأنينة، وإنما يكمل الأمر بالتروي والتفكر، وهناك فرق بين التفكر والتردد، التفكير يتضمن حسابات العقل للمستقبل، في القضية التي هو بصددها، فاستثمروا تلك الروح الشبابية بالجد والإخلاص والاندفاع نحو التفكير ".
حافظوا على عوائلكم واساتذتكم وعلى تطبيق المبادئ
وختم سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة كلمته للطلبة المتخرجين بنصائح تربوية استهلها بالمحافظة على الأسر الكريمة للطلبة قائلا" أرجو أن تحافظوا على أسركم، فالآباء بذلوا جهدًا كبيرًا لوصولكم لما أنتم عليه، علم الله أنهم في بعض الحالات قد يستدينون لكن لا يبلغونكم حتى لا يؤثروا على نفسيتكم".
وتعرض الى حق الأساتذة فقال" احفظوا حق أساتذتكم بعد أن تتركوا الجامعة، فإنّهم بذلوا جهدًا في أن يوصلوا المعلومة بطريقة تمكنكم من أن تهضمونها، تستطيعون أن تفهموها".
وأكد سماحته على أن" الإنسان عندما يعيش تطبيق المبادئ، يعيش مرتاح الضمير، وأنا أتكلم معكم إخوتي وأبنائي بكل تفاؤل، لأنّكم أهل ومحل كل احترام وتقدير ".