محمّد صالح الصفواني (ولد 1318 هـ / 1900 م) (1006)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (45) بيتاً:
ولا تقسْ أنفساً يومَ (الطفوفِ) غدتْ بالمـــــجدِ ترفعُ أو بالعزِّ تنتصبُ
مــــن كلِّ أشوسَ وضّاحِ الجبينِ إذا تدرّعَ الصعبَ فرَّ الباسلِ الصعبُ
حاطــــتْ به أنجمٌ تختالُ من طربٍ شوقاً لنــــــظرتِه يا حبَّذا الطربُ
ومنها:
بدورُ تمٍّ بـــــأفقِ (الطفّ) قد طلعتْ لكــــنهم بين آفاقِ الظبا غربوا
وأوقـــدَ الأرضَ جمراً شبلُ حيدرةٍ فأصبحتْ زمرُ الأعداءِ تنسحبُ
يطوي الكتائبَ مِن حربٍ وينشرُها طيَّ الــسجلِ إذا ما تنشرُ الكتبُ
الشاعر
قال الشيخ علي المرهون في ترجمته: (هو العلاّمة الفاضل، الشيخ محمّد صالح ابن الشيخ علي ابن الشيخ سليمان ابن الشيخ علي المبارك الصفواني. ولد بالتاريخ المذكور، ونشأ محباً للعلم فنهل من نميره الصافي في سن مبكر على يد أعلام أهل بلاده وذويه، ونبغ نبوغاً بزّ به أقرانه؛ لما يتمتع به من ذكاء وفطنة وحصافة رأي وتفكير حر، وبذلك أصبح في زمن قليل عالماً فاضلاً محقّقاً مشهوداً له بالفضل والفضيلة من قبل أساطين العصر. ومؤلفاته الفذّة تدلّ على طول باعه وسعة اطّلاعه، والذي طبع منها: (هداية العقول إلى فقه آل الرسول)، كتاب فقهي استدلالي برز منه لعالم النشر الجزء الأول في الطهارة والثاني في الصلاة، و(الدعوة إلى كلمة التوحيد) و(القضاء) من أهم الكتب التي عالجت هذه المشكلة.
وقد أضاف إلى فضيلة العلمية فضيلة الأدب؛ فقد كان أديباً شاعراً مضافاً إلى ما يحمله من أخلاق فاضلة، ومزايا كريمة، وخفة طبع، ودماثه خلق، وسعة صدر، وحزم وإقدام؛ ولذلك انتخب للقضاء، فهو اليوم قاضي الجعفرية في القطيف...)
شعره
قال من قصيدته:
ولا تقسْ أنفساً يـــــــــومَ (الطفوفِ) غدتْ بالمـــــجدِ ترفعُ أو بالعزِّ تــــــــنتصبُ
مــــن كلِّ أشـــــــــوسَ وضّاحِ الجبينِ إذا تدرّعَ الصعبَ فرَّ الباسلِ الــــــــصعبُ
حاطــــــــــــتْ بـه أنجمٌ تختالُ من طربٍ شوقاً لنــــــظرتِه يا حـــــــــبَّذا الطربُ
فــــــــــي موقفٍ طـلعتْ شمسُ الحديدِ بهِ مِن أفقِ ملتهـــــــــــــــبٍ يقفو ويلتهبُ
خاضَ الوغى حيث ورْقُ الموتِ صادحةٌ وسامروا السمرَ حيث الصيدُ تضطربُ
حيث البسيطةُ نارٌ والـــــــــــــــسما لهبٌ والهامُ تسقط والأرواحُ تستــــــــــــــلبُ
بدورُ تمٍّ بـــــأفقِ (الطفّ) قد طـــــــلعتْ لكـــــــــــــنهم بين آفاقِ الظبا غربــــوا
وأوقـــدَ الأرضَ جـــــــمراً شبلُ حيدرةٍ فأصبحــــــــتْ زمرُ الأعداءِ تنســــحبُ
يطوي الكتائبَ مِن حــــــربٍ وينشرُها طيَّ الــسجـــــــلِ إذا ما تنشرُ الـكـــــتبُ
فجلجلتْ بالصدى الأجــــــواءُ وانتدبتْ غرّ الملائكِ واهـــــــتزّتْ لها الـحـــجبُ
واندكَّ صرحُ دعاةِ البـــــغي وانـتكستْ أعلامُها وتولّى قلبَهـــــــا الـــــــــرعبُ
تأبى الحميةُ أن يلقي القيــــــــــــادَ فتىً سَنّ الإبا وإليهِ الـــــــــــــــــــعزُّ ينتسبُ
حتّى إذا ما قضى حقَّ العلا وهـــــوى فوقَ الثرى وزّعته السمرُ والقضـــــــبُ
أعظمْ به طودَ عــــــــــــزّ خرّ منجدلاً كــــــــــــــــــادتْ لمقتلِه الأكوانُ تنقلبُ
ماذا تريدُ سهامُ الموتِ قد ظــــــــفرتْ وكلُّ نـــــــــــفسٍ لداعي الموتِ ترتقبُ
يا راحلاً ترك الآمـــــــــــــاقَ جاريةً كالغيثِ يقــــــــــــــطرُ مِدراراً وينسكبُ
يا غائباً تركَ الأبصارَ شاخـــــــــصةً ترجو يعودَ وهـــــــــــــلْ للعودِ مرتقبُ