الجامعة هي أول مدرسة دينية شيعية متخصصة بالتعليم العالي في العلوم الدينية في باكستان وهي ثمرة جهود وكيل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف الشيخ محسن النجفي -طاب ثراه-

تحرير: صباح الطالقاني

- يتوجّه الطلبة المتخرجون من الجامعة لخدمة مذهب أهل البيت في مختلف المجالات من تدريس في المدارس الدينية والتقليدية، والجامعات الحكومية والأهلية، وقراءة المجالس الحسينية

- للجامعة نشاطات خيرية من قبيل رعاية (34) مدرسة دينية، وادارۃ نظام التعليم في (75) مدرسة، وعدد من الكليات، اضافة الى بناء اكثر من (1000) مسجداً، وعدد من المستشفيات، ومجمعات سكنية للفقراء

في عام 2002 شهدت اسلام اباد، عاصمة دولة باكستان، خطوة مباركة ومهمة تتعلق بمسيرة العلوم الدينية لأتباع اهل البيت عليهم السلام، وذلك من خلال تأسيس مدرسة دينية نموذجية بإسم جامعة الكوثر، من قبل المرجع الديني الكبير السيد ابو القاسم الخوئي قدس سره، وبسعي مبارك من مؤسسة الخوئي الخيرية.

وكان ذلك بداية مشروع علمي وثقافي كبير ومتكامل، ذي اهمية بالغة في سبيل دعم ونشر علوم اهل البيت عليهم السلام، وايصال معارف اهل البيت الى الاجيال المسلمة الجديدة.

الاهداف

وفي تصريح لوكالة كربلاء الدولية تحدث سماحة الشيخ انور نجفي معتمد المرجعية الدينية العليا في اسلام اباد ورئيس جامعة الكوثر، وهو من الشخصيات المواكبة لتأسيس جامعة الكوثر، عن الاهداف الرئيسية لتأسيس الجامعة مبيناً" انها تتمثل في ثلاث نقاط هي:

اولاً: استقطاب الطلبة من الذين يتمتعون بالذكاء والفهم المميز من جميع أقاليم باكستان، وتعليمهم بعلوم متعددة وأساليب حديثة، فضلاً عن تدريس العلوم الدينية التي هي الهدف الاساسي.

ثانياً: توفير معدات ووسائل تعليم حديثة، تتلائم مع مقتضيات هذا العصر.

ثالثاً: افساح المجال وتوفير الفرص أمام الطلبة لإلقاء المحاضرات والمقابلات عبر وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية، لغرض زجّهم في الحياة العامة وما يختص بدورهم الارشادي والاعلامي والتربوي في عموم المجتمع.

أول مدرسة دينية مخصصة للتعليم العالي في باكستان

اما بخصوص انواع العلوم والدراسات والمراحل الدراسية التي توفرها الجامعة للطلبة، وهل تستقطب الاجانب ام تقتصر على المجتمع المحلي، بيّنَ الشيخ نجفي" ان جامعة الكوثر هي أول مدرسة دينية شيعية مخصصة للتعليم العالي في العلوم الدينية في باكستان وتدرس فيها الفقه والاصول، علوم القران، الحديث، الرجال، الكلام. وتضمُّ هذہ الجامعة اليوم أكثر من 90% من طلاب السطوح والسطوح العُليا في باكستان، وأن الجامعة لديها استعداد لاستقطاب الطلبة الاجانب وتسجيلهم، علماً انه لا يوجد حالياً طلبة اجانب.

وفي مسألة الخوض بتفاصيل الانتساب للجامعة فإنها تستقبل الطالب من مرحلة السطوح على اساس الجدارة من خلال الامتحان في كل عام، ويُكمل الطالب هنا كتاب كفاية الاصول وكتاب المكاسب ثم يدرس بعدها البحث الخارج. 

وأضاف الشيخ نجفي" نتيجة لهذه الجهود، يتوجه الطلبة المتخرجين من هذا الجامعة المباركة لخدمة مذهب أهل البيت عليهم السلام في مختلف المجالات من تدريس في المدارس الدينية، والمدارس التقليدية، والكليات والجامعات الحكومية والأهلية، وقراءة المجالس الحسينية وكتابة المقالات العلمية وترجمة الكتب من اللغات الأجنبية وتقديم الخدمات في الدوائر ذات المساس بالحياة الاجتماعية والثقافية في البلد.

فضلاً عن ذلك، تسعى الجامعة من خلال الدراسات الدينية والإنسانية إلى تعزيز فهم الثقافات والقيم الروحية والأخلاقية، وتطوير التفكير النقدي والتحليلي، كما تهدف إلى إعداد الطلاب للمساهمة بشكل فعّال في المجتمع من خلال مجموعة متنوعة من الاختصاصات، التي تشمل التاريخ، الفلسفة، الأدب، وغيرها.

خطوات وانجازات

ومن جانب آخر ذكر الشيخ نجفي" بعد اكثر من عشرين عاماً على تأسيسها، اصبحت جامعة الكوثر تحتل مكانة علمية مميزة ورصينة من بين المؤسسات التعليمية في باكستان، ففي هذه الجامعة مزيج مثالي بين التعليم الحوزوي والتعليم الاكاديمي، فضلاً عن الاهتمام بجانب الدراسات العليا، حيث هناك زهاء سبعين طالباً في طريقهم الى نيل شهادة الدكتوراه في العلوم الدينية، وبعضهم يعمل حالياً في الجامعات الحكومية وغير الحكومية، وهناك ايضاً اكثر من ثمانين طالباً التحقوا بالحوزة العلمية في النجف الاشرف، بعد اكمالهم الكفايتين في الجامعة نفسها.

نشاطات خيرية ضخمة خارج اطار الدراسات الحوزوية

وتطرّق الشيخ انور الى النشاطات التي تقوم بها الجامعة خارج اطار الدراسة الحوزوية والاكاديمية قائلاً" تعتبر جامعة الكوثر مقراً لوكيل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، ولها نشاطات اخرى خارج اطار الدراسات الحوزوية من قبيل رعاية (34) مدرسة دينية للبنين والبنات في مختلف المحافظات في باكستان، وادارۃ نظام التعليم للعلوم العصرية الذي يضم (75) مدرسة، وعدد من الكليات، اضافة الى بناء اكثر من (1000) مسجداً، وعدد من المستشفيات، ومجمعات سكنية للفقراء، وغير ذلك من الجهود الخيرية تحت ظل مرجعية الإمام السيد علي السيستاني أدام الله حياته ذخراً للمسلمين.

ولا بد من الاشارة بمكان، ان كل هذه النجاحات والانجازات أصبحت ممكنة بفضل الله تعالى وبركة أهل البيت عليهم السلام، والعمل الجاد والإخلاص لمؤسس هذه الجامعة سماحة آية الله الشيخ محسن علي النجفي طاب ثراه. 

آفاق التعاون مع العتبات المقدسة

وأفاد الشيخ انور نجفي ان" جامعة الكوثر تحظى بعلاقات وطيدة مع العتبات العاليات في العراق والعتبة الحسينية المقدسة على نحو الخصوص، حيث تتشرف جامعة الكوثر باستضافة مهرجانات تقيمها العتبات العاليات في باكستان مثل الاسبوع الثقافي "نسيم كربلاء" للعتبة الحسينة المقدسة، و"فاطمة سبيل النجاة" للعتبة العباسية المقدسة، و "مهرجان الغدير العالمي" للعتبة العلوية المقدسة، ونأمل ان تتسع دائرة التعاون في المجالات التعليمية والبحثية والثقافية والتبليغية ومجال وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي.

كما ان قرار العتبة الحسينية مقدسة عن طريق مركز الاعلام الدولي في قسم الاعلام، بافتتاح مركز الامام الحسين عليه السلام للثقافة والإعلام في باكستان، وبالضبط في جامعة الكوثر، يعد خطوة مباركة مهمة جداً باعتبار وجود تمثيل رسمي للعتبة المقدسة في هذا البلد، ليكون حلقة وصل بين العتبات المقدسة في العراق، وأتباع اهل البيت عليهم السلام في باكستان.

وهناك مجال للبحث في مزيد من آفاق التعاون واقامة دورات وبرامج وورش للكوادر التدريسية ولشريحة الطلبة في الجامعة، برعاية وإشراف وتنفيذ العتبة الحسينية المقدسة، بإذن الله تعالى وبركة سيد الشهداء عليه السلام ورعاية ادارة العتبة المقدسة ادام الله توفيقها.