المؤسسات الخيرية والتكافل الاجتماعي في شهر رمضان المبارك

لشهر رمضان المبارك أبعاد تعبدية وتربوية واجتماعية كثيرة منها تعزيز الالتزام بالقيم ومبادئ التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع ومساعدة المحتاجين انطلاقاً من تعاليم الإسلام ووصايا الرسول الاكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين(عليهم السلام).

وتعد المؤسسات الخيرية أحدى سبل هذا التكافل،  ولأهمية الموضوع اجرت وكالة كربلاء الدولية تقريراً بشأن دور هذه المؤسسات في تعزيز التكافل الاجتماعي في شهر رمضان المبارك.

سيف الدين محمد عبد الأمير ــ إعلام وعلاقات مؤسسة العين الخيرية قال لمراسل الوكالة ان "المؤسسة باشرت بالرعاية الاجتماعية في برنامجها الرمضاني في بداية الشهر المبارك بتوزيع السلة الرمضانية التي تحتوي على اكثر من 14 مادة وتسعى لاختيار المواد ذات النوعية الجيدة وتم توزيع اكثر من 48,000 سلة على العوائل المحتضنة في المؤسسة في كافة المحافظات العراقية, لتشمل جميع العوائل المسجلة لدى المؤسسة ولم تكتفِ المؤسسة بتوزيع السلات فقط بل عملت جاهدة بتجهيز مأدبة افطار في مقرات المؤسسة في المحافظات ومنها المقر الرئيس في مدينة الكاظمية ببغداد منذ بداية الشهر الكريم حتى اليوم وستواصل اقامة مأدبة الافطار الى نهاية الشهر الكريم". 

وأشار الى ان "المؤسسة اخذت على عاتقها اطلاق حملة علاجية تعنونت بـ( شفاء ورحمة) حيث انطلقت في الخامس عشر من شهر شعبان المبارك وتستمر الى نهاية شهر رمضان المبارك، مضيفاً أن" المرجع الاعلى سماحة السيد على السيستاني(دام ظله) وجه بضرورة علاج اطفال الفقراء المصابين بالأمراض السرطانية لذلك باشرت المؤسسة بعلاجهم في مركز التأمين الصحي الذي تأسس بتاريخ 10 / 10/ 2023 في مدينة الكاظمية المقدسة". 

 وواصل عبد الأمير حديثه "تم معالجة اكثر من 250 حالة وبعض الحالات تمت معالجتها في الهند وبعض الحالات يتم علاجها في العراق بالتنسيق مع مستشفى الوارث التابع للعتبة الحسينية المقدسة".

ولفت الى ان "حملة( شفاء ورحمة) تجمع التبرعات على شكل أسهم لعلاج الأطفال المصابين وقد بلغت الأسهم تقريبا اكثر من 420,000 سهم، سعر السهم 25 ألف دينار والهدف هو ان تجمع المؤسسة مليون سهم تصرف في معالجة الاطفال المصابين و انشاء مركز تأمين صحي متكامل بمدينة الكاظمية المقدسة يحتوي على كافة العيادات والاجهزة الطبية وإكمال العيادات الصحية الموجودة بمباني الانجم الزاهرة التابعة للمؤسسة بالمحافظات العراقية".

فيما تحدثت رئيس مؤسسة سفن النجاة لرعاية الأيتام في كربلاء الست (صفاء قاسم علي) عن دور المؤسسة في رعاية الايتام قائلة "لدينا العديد من البرامج والمبادرات الخيرية الثابتة على مدار العام وهي (كفالة اليتيم- كسوة العيد- توزيع المدافئ الكهربائية- السلال الرمضانية - الكسوة المدرسية- الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية), لكون ان مؤسستنا معنية بمساعدة أسر الأيتام التي تعاني من مرارة الفقر".

وأكملت رئيس المؤسسة حديثها عن رعاية الايتام بالقول " ان دور المؤسسة يتمثل بتسخير كل طاقاتها وجهودها البشرية، وامكانياتها المادية والمعنوية في خدمة العمل الإنساني الذي تسعى من ورائه الى مرضاة الله سبحانه وتعالى بالدرجة الأولى، وايفاء المسؤولية الاخلاقية والإنسانية حقها".

وأضافت أن" المؤسسة تضم ما يقارب (2232) يتيم جميعهم من (عوائل أيتام شهداء الحشد الشعبي، وعوائل شهداء العراق)، وقد غطت المؤسسة ما يقارب جزء كبير منهم، وتم الكشف عليهم من خلال المسح الميداني ومد يد العون لهم وكفالتهم برواتب شهرية ومساعدات مالية و ذلك بجهود الأخوة المحسنين اضافةً الى المواد الغذائية وتوزيع الملابس بشكل مستمر لطلاب المدارس وتخصيص منح مالية الى الأيتام الذين ينجحون في المراحل الدراسية لتشجيعهم".

ونوهت رئيس مؤسسة سفن النجاة الى ان " المؤسسة انجزت الكثير من المشاريع الصغيرة التي استفادت منها عوائل الأيتام الذين تجاوزوا سن التكليف مما ساعد على إعانة العائلة وأما بخصوص الخطط المستقبلية، فقد وضعت المؤسسة خطة لبناء مجموعة وحدات سكنية تليق بكرامة عوائل الأيتام وهذا قيد الدراسة وننتظر من الخيرين المشاركة بالتبرعات كي تكون لهم صدقة جارية". 

وأشارت الى ان "تأثير برامج المساعدات لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل له تأثير عميق على الصحة النفسية والاجتماعية للأيتام، إذ يشعرهم بالاعتزاز، والدفء و يعطيهم شعورًا بالأمان، والدعم الرمضاني يحفز روح التكافل الاجتماعي، نحن نزرع مع كل مبادرة بذرة أمل تنمو معهم".

وختمت رئيس المؤسسة قولها " المؤسسة تهدف إلى تحقيق الأمور التالية (المسح الميداني لأسر الأيتام، تنظيم زيارات ميدانية وإمدادهم بالعون المادي والمعنوي، المساهمة في إيجاد فرص عمل لمن له القدرة على العمل، تحسين الوضع الثقافي لهم بإقامة محاضرات دينية للتوعية، السعي للحصول على القروض والسلف والتسهيلات من قبل الخيرين والداعمين لفعل الخير".

(علي أحمد)، صاحب مؤسسة خيرية في كربلاء، فضل عدم ذكر اسم مؤسسته قال "ان المؤسسة التي يديرها برفقة اصحاب الخير مضى على تأسيسها 20 عاماً وهي تقوم بعمل السلات الرمضانية للعوائل الصائمة"، موضحاً أن"هناك الكثير من المؤسسات والأشخاص الميسوري الحال يعدون الطعام ويجهزون السلات الرمضانية لتستعين بها العوائل المحتاجة".

واستطرد قائلاً "أرى تضامناً كبيراً من قبل أهالي كربلاء وأصحاب الخير مع حملات التبرع كما لاحظت خلال ازمة كورونا ان الكثير من العراقيين قدموا كل ما بوسعهم للفقراء والمتعففين والعوائل المحتاجة".

وانهى أحمد حديثه "تعد محافظة كربلاء من بين المحافظات المتميزة بالتكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان وحتى بعد الشهر الكريم، وهناك تعاضد وتعاون بين أهل المدينة حيث تقدم بعض العوائل الكربلائية الفطور للعوائل المتعففة والفقيرة المجاورة لهم قربة لله تعالى".


تقرير: عماد بعو تحرير: فضل الشريفي


المرفقات

العودة إلى الأعلى