أمين عام العتبة الحسينية المقدسة: وجدت العتبات المقدسة نفسها في ركب الرعاية والاحتضان لكل أطياف وقوميات هذا البلد

ألقى الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الحاج حسن رشيد العبايجي كلمة في الملتقى الأول الذي عقده مركز الاعلام الدولي التابع لقسم اعلام العتبة اليوم في بغداد بالتعاون مع رئاسة مجلس الوزراء تحت عنوان (عطاء الإمام الحسين عليه السلام) مستعرضا خلالها أهم منجزات العتبة المقدسة خلال العشرين عاما الماضية.

وافتتح كلمته في المتقى الذي عقد على قاعة دار الضيافة في مجلس الوزراء وحضره عدد من مستشاري رئاسة الوزراء بقوله" نبتهل لكم من تحت قبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومن مثوى القداسة بخالص الدعوات لكم بالتوفيق والسداد لخدمة بلدنا وشعبنا العزيز بكافة أطيافه وقومياته وأعراقه مستلهمين العزم والثبات على وضع بلدنا وشعبنا بين أحداق عيوننا وفي حنايا قلوبنا وبرعاية إلهية وروحية الإمام الحسين ( عليه السلام ) لنساهم في تعضيد دور الدولة والمجتمع في البناء والإعمار وحفظ وحماية كرامة وسيادة الوطن ومقدساته وشرفه من الشمال إلى الجنوب".

العتبات المقدسة تحتضن الجميع

وأشار الى أن" البعض يتساءل عن وظيفة العتبة الحسينية المقدسة وبقية العتبات ودورها الأساسي كما هو معهود في الحقب الماضية من الأنظمة الحاكمة والتي كانت تقتصر على خدمة الزائرين وتطوير وإعمار العتبات وصيانتها والحفاظ على قدسيتها إلا أن وبعد التغيير والانفتاح وإعطاء الحرية الكاملة لأداء هذه العتبات المقدسة وتجريدها من القيود الوضعية، مبينا أنه" بعد صدور الدستور الجديد والتصويت عليها أصبحت العتبات المقدسة كيانات دينية وحضارية مستقلة كما جاء في نص المادة ( ۱۰ ) من الدستور / العتبات المقدسة والمقامات الدينية في العراق كيانات دينية وحضارية وتلتزم الدولة بتأكيد وصيانة حرمتها وضمان ممارسة الشعائر بحرية ( كما صدر قانون أدارة العتبات المقدسة الذي يخول بموجبه مجلس الإدارة صلاحيات كافية و حق التصرف الشرعي والقانوني في إدارة شؤونها واستخدام كافة الصلاحيات التي نص عليها القانون بمباركة وتزكية المرجع الديني الأعلى في النجف الأشرف باعتباره الممثل الشرعي والروحي دون منازع فأعطى الدستور مرونة عالية تلبي حقوق المسلمين في إدارة هذه العتبات المقدسة".

 وأكد أنه" استنادا لذلك وجدت العتبات المقدسة نفسها في ركب الرعاية والاحتضان لكل أطياف وقوميات هذا البلد وفقا لهذه الرؤية الشرعية والوطنية والإنسانية لذلك عقدت العزم على المشاركة في الإعمار والبناء بدعم وتمويل حكومي لإنشاء الجامعات والمدارس والمستشفيات ومعاهد التوحد ومراكز الإرشاد الأسري والمشاريع السكنية للفقراء وغيرها من المشاريع التي تصب في خدمة المواطن وأين ما تصل إليها هذه الأيدي الخيرة والمباركة".

تعضيد مؤسسات الدولة للنهوض بالمجتمع

وأوضح الأمين العام أن" هذه هي منهجية إدارة العتبة المقدسة بمتوليها وإدارتها هو لخلق وصناعة مجتمع متعلم ومتطور ومعافى يضمن له الكرامة والعزة والرقي الذي يليق به، منوها أنه" ليس من نيتنا أو قصدنا المنافسة أو مزاحمة الدولة أو تحقيق مكاسب ذاتية على حساب الآخرين وإنما أن نكون عضدا وعونا وظهيرا لمؤسسات الدولة والمجتمع كما ليس من أهدافنا الدعاية الإعلامية بان نقول نجحنا وحققنا الكثير من الإنجازات فهذا الظهور المحدود هو للإجابة على الأسئلة التي تطرح من قبل عموم المجتمع والمؤسسات الإعلامية".

وأردف أن" غيرتنا وحرقة قلوبنا على بلدنا وشعبنا هو المساهمة في رفد بلدنا بالتعليم والصحة والخدمات الأخرى ونفتخر بأن الطالب العراقي او الطبيب العراقي وهو خريج الجامعات العراقية وأن المشاريع الهندسية بأيدي عراقية وبالتأكيد هذا الأمر سيؤدي الى تحقيق أهداف أخرى في توفير فرص العمل وتوفير العملة الصعبة وتحسين القدرة الشرائية للمواطن وتوفير عناء ومعاناة السفر خارج العراق للعلاج أو الدراسة أو الاستيراد وغيرها".

ونوه أن" هدفنا هو بناء الإنسان وصناعة أمة قادرة على النهوض بمستقبلها وبذلك أصبحت العتبات شريانا حيويا وعصبا نابضا لجسد المجتمع العراقي ولكيان العراق برمته وتحظى باهتمام بالغ من الجميع كونها الملاذ الآمن والثقة الكبيرة لاقتران الأقوال بالأفعال تحت مظلة المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف".


العتبة الحسينية المقدسة.. منجزات متعددة في مختلف المجالات

 وأستعرض في كلمته بعض منجزات العتبة الحسينية المقدسة فقال" لقد كان حضور العتبات المقدسة لاسيما العتبة الحسينية في كل الظروف لاسيما في الظروف العصيبة أثناء التصدي لجائحة الإرهاب والعدوان فقد كان لها دوراً إعلاميا وتعبويا كبيرا في تأمين الخدمات والمواد وأثناء جائحة كورونا قامت ببناء (۱۹) تسعة عشر مركزا للشفاء ولإسعاف المواطنين المصابين كلما دعت الحاجة وبناءً لنداء المواطنين وبالتعاون مع وزارة الصحة" مشيرا الى أنه" بعد انتهاء الجانحة تحولت الى مستشفيات واستمرت العتبة المقدسة في تقديم الدعم والإدامة والصيانة وأنجزت مركزا جديدا قبل أسابيع في مدينة عين التمر ليصبح عدد المراكز الشفائية ( ۲۰ ) مركزا وفي المجال العلمي أصبحت جامعاتنا منائر علمية تحقق حلم الكثيرين وتقترب من الدخول في التصنيفات العالمية".

وأضاف قائلا " لا يخفى على الجميع المبادرات الصحية المجانية التي تطلقها الأمانة العامة للعتبة المقدسة وعلى لسان ممثل المرجعية سماحة المتولي الشرعي ( أعزه الله ) لإعانة المواطنين من ذوي الدخل المحدود وشمولهم بالعلاج والرعاية الصحية وضمن المبادرات الجديدة التي تم تنفيذها أنشاء مؤسسات صحية وعلمية خاصة بالمرأة للحفاظ على كرامتها وصيانة حقوقها لأن الكثير من النساء ترفض أن يكون التشخيص والعلاج من قبل العنصر الطبي الرجالي وكذلك توفير الأجواء الشرعية لمنع الاختلاط بين الذكور والإناث".


التوسع في المنجزات

 ونبه الى أن" هذه المشاريع لا تقتصر على مدينة كربلاء وإنما دخلت حيز التنفيذ في المدن الأخرى بصرف النظر عن القوميات والمذاهب والأديان وعن جدوى دخول العتبات المقدسة في القطاعين الصناعي والزراعي والسياحي هو من أجل خلق منافسة شريفة وتوفير سلة غذائية وخدمات بأسعار مناسبة وكذلك تساعد على استقرار أسعار المواد والخدمات في الأسواق وتكون موازية للقوة الشرائية للمواطن وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي فقد كانت هناك أراضي زراعية واسعة ومتروكة وبعد دراسة طبيعة هذه الأراضي تبين أنها بيئة صالحة للزراعة فشرعنا بإنشاء محطة فدك للنخيل لإنتاج أفضل أنواع التمور وبدأنا بالتسويق داخل وخارج العراق وبطريقة تسويقية مشوقة بالإضافة الى زراعة محصول الحنطة لدعم الاقتصاد ومنع الاستيراد".

 وتطرق الى مساهمات العتبة المقدسة في الجانب الفكري فقال" كما ساهمت في تنشئة وإعداد جيل كبير وذلك للحفاظ على الإنسان من الانحراف الفكري والأخلاقي والحفاظ على الأسرة العراقية من التفكك والانحلال وبناء الإنسان بناء وطنيا من خلال إنشاء رياض الأطفال والمدارس والمراكز الثقافية ومراكز الإرشاد الأسري ومراكز الرعاية الصم والمكفوفين ومراكز تعليم القرآن وعلومه ومراكز الإيواء المشردين".

 وتناول في نهاية استعراضه لمشاريع العتبة المقدسة مشاريع التوسعة قائلا أن" من المشاريع التنموية الكبيرة هو التوسع في استملاك العقارات التي تحيط بالحرم المقدس لتوفير مساحات واسعة لتقديم أفضل الخدمات الدينية لأداء الفرائض وتوفير الاستراحة والإيواء وذلك بسبب زيادة أعداد الزائرين يوميا وخصوصا خلال الزيارات الميدانية وتعتبر هذه المشاريع من الأهداف الاستراتيجية لأنها أيضا تؤدي الى تنشيط السياحة الدينية وتحريك عجلة التنمية والنشاط الاقتصادي في عموم البلد ومن أكبر المشاريع الاستراتيجية هو أنشاء مطار كربلاء والذي وصلت نسبة الإنجاز إلى أكثر من ٧٠% وهذا المشروع سيكون له أثر كبير على حركة السياحة الدينية ودعم الاقتصاد الوطني وسيتم انجازه بمواصفات عالمية متطورة في مطلع العام المقبل".


استمرار المسيرة

وختم العبايجي كلمته بقوله أن" هذه هي أهداف ومشاريع العتبة التنموية والمستدامة والتي تمتد في معظم مدن العراق كلما دعت الحاجة الى ذلك وبالتعاون مع مؤسسات الدولة وهناك دعم واهتمام حكومي جاد وكبير ومن قبل السيد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه لتقديم الدعم ونحن مستمرون أن شاء الله في المشاركة في التنمية وتنفيذ المشاريع وفي أية بقعة من العراق وسنكون في خدمة المواطنين جميعا من الشمال الى الجنوب . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

المرفقات

العودة إلى الأعلى