شخصية كونية ورمز من رموز واقعة كربلاء

حينما يقصد الزائرون القادمون من شتى بقاع الأرض مدينة كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين بن علي (ع) حفيد آخر الانبياء، وشهيد واقعة كربلاء، الذي بكته الانبياء لما علمت بنبوءة استشهاده.

يتجه الزائرون الى مرقد يقع قبالة المرقد الحسيني، وهو مرقد عظيم مميز عن بقية المباني بزخرفته الإسلامية واكتساء قبته بالذهب، وهذا المرقد لساقي الأطفال والنساء في معركة كربلاء وأحد شهداءها الذين قضوا عطشاً وقتلاً عام 61 للهجرة دفاعاً عن الإسلام، انه مرقد الإمام العباس بن علي، أخو الحسين وناصره في واقعة كربلاء.

وُلد في الرابع من شهر شعبان سنة 26 هـ في المدينة المنورة ونشأ وترعرع في البيت الهاشمي العريق فوالده هو الإمام علي بن أبي طالب وأمه السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية وكان ذو خلق رفيع و مشهودُ له بالكرم والجود، وله العديد من الألقاب والكنى أشهرها أبو الفضل وقمر بني هاشم والسقّاء لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت وحامي الظعينة لدوره في حماية وحراسة نساء اهل البيت طيلة انتقالهنّ من المدينة المنورة إلى كربلاء، وباب الحوائج، الطيّار، الشهيد، سبع القنطرة، العبد الصالح، صاحب اللواء.

في كربلاء

كان صاحب لواء الحسين في معركة كربلاء واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.

و لما طلب الحسين من أصحابه الرحيل قام إليه العباس فقال: " ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً."

ثمّ تكلّم أهل بيته و أصحابه بمثل هذا ونحوه.

ومن أشهر مواقف العباس في كربلاء لما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أماناً من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس وإخوته: لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية.

وتنقل الروايات " أنه كان بطلاً مقداماً شارك في الكثير من المعارك وحاز النصر في جميعها وفي كربلاء جندل أبطال الجيش الأموي وكشفهم عن النهر، ليملأ القربة بالماء ويأتي بها الى مخيم النساء والاطفال، كما انه أنقذ أنصار الحسين حينما تمت محاصرتهم وبقي مع الحسين يذود بنفسه عن أخيه وإمامه حتى استشهد قرب نهر الفرات.  

استشهاده

تروي المصادر أن الحسين وقف عند رأس أخيه وقال "الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي" وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين لأنه لم يحضر الماء وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين حيث قال العباس :"أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك " . وبقي الحسين ورأس أخيه العباس في حجره حتى فاضت روحه في اليوم العاشر من محرم الحرام من العام الحادي والستين للهجرة النبوية.

أقوال المستشرقين والمفكرين في العباس (ع)

كان شقيق الحسين (ع) مثلاً أعلى في التضحية والفداء، من أجل المبادئ السامية، والوفاء للأخوة الحميمة النابعة من الدم النقي للأسرة الكريمة، والأصول الرفيعة.

المفكرالهندي (طاغور)

نال العباس بن علي بصموده الرائع، الخلود الأبدي، وأصبح أحد عظماء الإسلام الذين يُشار إليهم بالبنان على مرّ العصور.

الشاعر الباكستاني (محمد اقبال)

شيّد للعباس جامعاً كبيراً تقديراً لبطولته الفذة التي أبداها يوم عاشوراء، وتضحيته بنفسه من أجل أخيه الحسين(ع).

الراحل الألماني (كارستن نيبور) عند زيارته لكربلاء عام 1765م

إن الموقف البطولي الذي أبداه العباس بن علي في معركة كربلاء، جعلت منه أحد أكبر شجعان المسلمين في تاريخهم.

المستشرق الألماني (فلهاوزن)

تعلمت من العباس (ع) كيف أجاهد وأقاتل الأعداء الذين يريدون أن يقضوا على تراثنا الإسلامي.

جوهر دودايف

 رئيس جمهوريه الشيشان سابقاً

عند زيارته لمرقد العباس 1994

 إن الموقف المشرف الذي وقفه العباس في واقعة الطف الدامية، يجعلنا نحني هاماتنا إجلالا واكراماً له.

                                                      المفكر اللبناني المسيحي (ميخائيل نعيمة)

إن السيرة الخالدة التي سار عليها العباس بن علي، جعلت كل الشرفاء يقتدون به، ويسيرون على خطاه.

شيخ الأزهر السابق (محمود شلتوت)

هنيئاً لك أيها البطل الرابض على قمم المجد، هذا الصرح الشامخ والمقام الرفيع.

الشاعر السوري (محمد مجذوب)

ما من شخص يتحدث عن أبطال المسلمين، إلا وذكر بطولة هذا الرجل المقدام.

الشاعر السوري (نزار قباني)

المصدر: مواقع الكترونية 

العودة إلى الأعلى