كربلاء تسدل ستار مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي 17 بدعوات لنصرة غزة
اختتمت مساء أمس الأحد فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي السابع عشر في الصحن الحسيني الشريف بمشاركة وحضور واسع لشخصيات دينية وفكرية وثقافية وأدبية وأكاديمية وباحثين في مجالات عقائدية واجتماعية لأكثر من 40 دولة في العالم.
شعبان وروح الأمل بالعدل
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الأستاذ حسن العبايجي في كلمته بختام المهرجان" بمناسبة حلول شهر شعبان المعظم نترقب عن كثب استقبال واحتضان هذا الشهر المبارك، لأنه يبعث ويجدد في نفوسنا وقلوبنا روح الأمل والفرج لهذه الأمة، وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي تمر على الإسلام والمسلمين، حيث أنها تعيش حالة من حياة الضعف، والضياع، واليأس، والقنوط، والتخاذل، والإذلال، في مواجهة أعدائها من الظلم، والقهر، والهيمنة، والاستبداد، واستباحة، وسفك دماء أبنائها بدم بارد وتقطيع أوصالها،مضيفا " لقد حملنا راية الجهاد منذ معركة خيبر على يد إمامنا وشفعينا وباني مجدنا وعزنا وشرفنا ومقدساتنا، إمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونحن اليوم بحاجة الى استئناف هذا الحدث الكبير من جديد لنبحث معا عن باب الله الذي منه يُؤتى، في كل ذرة تراب في بقاع الأرض، ليحمل راية الجهاد من جديد ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا".
مضاعفة تعظيم المناسبات
وأشار أن " الله اصطفى وأكرم هذه الأمة بالفضيلة والوسيلة إليه والقيادة الى سبيله بالهداية والولاية، ووحد كلمتهم، ورص صفوفهم، لان الله عز وجل قال فيهم ووصفهم بأفضل الأمم "كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، ومن هذا المنطلق لا بد أن نضاعف الاهتمام في كل سنة بولادة الأئمة الأطهار وإحياء آمرهم وتعظيم هذه المناسبات، فما زالت الأنوار المحـمدية والأبواب الهاشمية، أبوابا مشرعة في ذكرى النصف من شعبان لإحياء هذا الأمل في نفوس الأمة ".
مركز إشعاع للرسالة المحمدية
وأكد في كلمته أن " مهرجان ربيع الشهادة الذي نختمه اليوم في رحاب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، خير من يجسد ذكرى هذه الولادات الميمونة، وفي أبهى وأجمل صورة فكرية وثقافية وروحية تملأ الخافقين، وأصبحت مركز إشعاع لنشر معالم الرسالة المحـمدية والهاشمية".
وذكّر العبايجي" الأمة الإسلامية بقول الرسول الأكرم محـمد (صلى الله عليه وآله) "من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"، و" من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم".
غزة صرخة بوجه الهمجية
وأضاف قائلا " بدورنا نخاطب الضمائر الحية التي بقيت تحتفظ بكرامتها، وشرفها، ولم تهن، ولم تنكل، ولم تبع دينها، وكرامتها، وعزتها بدنيا غيرها في سوق العبودية، والمذلة، والخنوع، أن لا تقف مكتوفة الأيدي ومتفرجة على أطفال ونساء غزة، والضفة الغربية، وهم يذبحون، ويتضورون جوعا، وألما من الجراحات، لا أرضا تقلهم، ولا سماءً تظلهم إلا رحمة الله سبحانه وتعالى، ونحن اليوم نخاطب الضمير العالمي والإسلامي اجمع ومن مدينة الإباء، وقلعة المستضعفين والثوار، وقبلة الأحرار مثوى سيد الشهداء، وريحانة الرسول، وسيد شباب أهل الجنة لتعلو صرختهم بوجه هذه الهمجية المتعطشة لدماء المسلمين، ونتوجه بأفئدة المسلمين الشرفاء من كل أنحاء المعمورة لنشارك أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية بمشاعر الألم واللوعة مما يكابدون به، وبما حل بهم من قتل وتهجير وحصار وتجويع في الشتاء الممطر والبرد القارص، مبينا " اننا ننطلق من هذا النداء بقلوب دامية، وعيون عبرى، وصدور حرى، لما يتعرضون له فعيون المسلمين النجباء ترمق هذا الشعب المظلوم بشموخ، وكبرياء، وعظمة، وجلالة، لأنهم يتصدون بصدورهم وأرواحهم لهذا الجبروت والطغيان متمسكين بحقهم في أرضهم المغتصبة مستمدين العزم والثبات من التاريخ المشرق لأهل البيت (عليهم السلام)، وتضحياتهم لاسيما تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام)، ونهضته".
وأوضح أن" الأعداء على مختلف مشاربهم، وفي مقدمتهم الصهاينة لم توقظهم العقوبة الأولى ولا نبهتهم عودة النعم الإلهية مجددا، بل تحركوا باتجاه الإفساد في الأرض مرة أخرى، وسلكوا طريق الظلم، والجور، والغرور، والتكبر، واستوطنوا مقدساتنا وأذلوا، أهلنا في فلسطين المحتلة تدعمهم قوى الظلام، والضلال، والجبروت والاستعمار ".
دعوة شرفاء العالم لنصرة الحق
و دعا في كلمته قائلا "من هذا المنبر ندعوكم يا شرفاء العالم والأمة الإسلامية لنطلق صرخة الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، ونقول لهم والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا افر فرار العبيد، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك، ورسوله، والمؤمنون، وحجور طابت، وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على طاعة الكرام، هذه الصرخة الكبيرة التي أعلنها الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء ستبقى جذوتها متوقدة ومدوية تنتشر في كل بقعة من بقاع العالم لأنها صرخة الحق ضد الباطل، والطغيان، والاستعباد، والغطرسة، فهي من مبادئ، وقيم السماء التي حملها الإمام نيابة عن جده رسول الله في نهضته".
قضيتكم هي قضيتنا الكبرى
وأردف قائلا " نتوجه بهذه الروح الحسينية الى أشقائنا في غزة والضفة الغربية الأبية الصامدة، ونقول لهم إننا نؤازركم، وننصركم، لأن قضيتكم هي قضيتنا الكبرى، مهما بعدت المسافات، وطال الزمن، ونحن نعرب عن تأييدنا وتأكيدنا لما ورد في بيان المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني في رمضان من العام (1442) هجرية، الذي جاء فيه أن " المرجعية الدينية تؤكد مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبي في مقاومته الباسلة للمحتلين الذين يسعون لقضم المزيد من أراضيه وتهجيره من أجزاء أخرى من القدس الشريف وتدعوا الشعوب الحرة الى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة وإن المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى وسائر الأراضي المحتلة تظهر بلا أدنى شك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم واعتداءاته المستمرة وعدم تخليهم عن أراضيهم المغتصبة مهما بلغت التضحيات"، فتحية إجلال وإكبار الى الشعب الفلسطيني الصابر والصامد والمجاهد، فالإمام الحسين (عليه السلام) روى بدمه الطاهر أرض كربلاء فتحولت الى أرض مقدسة وأنتم بدماء شهدائكم تروى أرض غزة، والضفة الغربية، والقدس، لكي تبقى طاهرة من دنس المحتلين، وتكتسب القدسية، وستبقى راية فلسطين، والقدس خفاقة على ربوع الأرض المحتلة، فلتقر عيونكم وان مثوى شهدائكم في الجنة وفي عليين يجاورون الرسول محمدا(صلى الله عليه وآله) وآل بيته(عليهم السلام".
يذكر أن مهرجان ربيع الشهادة الثقافي الدولي السابع عشر، شهد العديد من الفعاليات، كالأمسيات الشعرية ومعرض للكتاب، ومعرض لأصحاب الاختراعات إضافة الى جلسات بحثية وندوات فكرية وغيرها وامتد على مدار (5) أيام.