منهجية العتبات
بقلم : المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة
لا يخفى على الجميع ما عانته العتبات المقدسة خلال فترة حكم النظام الظالم البائد، وطيلة ثلاثة عقود ونصف من الزمن مورس خلالها أبشع أنواع التخريب والإهمال للعتبات المقدسة في العراق، واستُغلّت هذه البقاع المباركة كأماكن لتعذيب محبّي وأتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وتخصيص غرف فيها للتحقيق وسلب الاعترافات عنوة منهم، ومع تزايد الأمور مأساوية ودموية تحوّلت هذه الأماكن بدل أن يُلاذ بها الى أماكن يُنفَرُ منها.
وبحمد الله تعالى وببركة تلك الرياض الطاهرة، عادت الشرعية لها وعادت لسابق عهدها المعهود وبإشرافٍ مباشر من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، وبدأت تستعيد عافيتها وتحتلّ مكانتها في قلوب وعقول محبي وأتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وشهدت نهضةً شاملةً باتجاهات مختلفة وعلى مختلف الأصعدة الثقافية والخدمية والصناعية والزراعية والعمرانية وحتى الانسانية، بِدْءً من تهيئة الأرضية لاستقبال الزائرين والوافدين لها التي تتزايد في كلّ سنة عن سابقتها لتصل الى عدة ملايين سنوياً.
وقد أولت العتبات المقدسة أهمية كبيرة لخدمة الزائرين اولاً؛ والمجتمع والامة والمواطن ثانياً بما يحقق الاهداف الاساسية سعيا في صناعة مجتمع متعلم ومتطور ومعافى يُضمن لهُ الكرامة والعزة والرُقيُ اللائق به، ووفقاً لمنهجية العتبات التي تمّ اتباعُها، وهي العناية بالجانب الفكري والثقافي والتبليغي، التي كانت نواتها الأولى داخل العتبات المقدسة، اتسعت بعدها لتشمل أغلب محافظات العراق وخارجه، بإقامة المؤتمرات والمهرجانات والملتقيات لنقل رسالة ورؤيا اصحاب المراقد المقدسة وهم الائمة الاطهار (عليهم السلام) في الحياة بتعليم الناس أمور دينهم اولاً، ورعايتهم في جميع مجالات الحياة الاساسية والمهمة ثانياً، خصوصا في مجالات بناء الانسان والحفاظ على حياته وصحته ووعيه، لذلك جاء الاهتمام بتأسيس وبناء هذه المشاريع من بناء المستشفيات والجامعات والمدارس والمجمعات السكنية ومعاهد التوحد وغيرها من المشاريع الكثيرة اضافة الى المشاريع التي تهتم بالفقراء.
المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة
سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي