أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) دعوة للمحبة والإنسانية
تقرير: أمير الموسوي
ويبقى الحسين عليه السلام قبلة للأحرار وملاذا للإنسانية ومنهلا لكل من يريد نشر الخير والمحبة في بقاع الأرض، ولهذا تشاهد وأنت تتجول بين الناس المتوافدة الى حرمه المطهر والى مدينته المقدسة كربلاء لإحياء أربعينيته لوحات العشق المثلى بمختلف ألوان العالم.
وأثناء تجوالنا بين المواكب الخدمية التقينا عددا من الزائرين الأجانب الكرام ليعبروا لنا عن مشاعرهم تارة وعن رؤاهم في استثمار الزيارة لنشر فكر أهل البيت الإنساني في المعمورة.
جميع الأطياف والبلدان يقدمون الخدمة للزائرين
وكان أول لقاء لنا بالدكتورة زهراء عباس من اذربيجان لتحدثنا عن مشاعرها وهي تعيش هذه الايام في كربلاء فقالت" نحن أتينا من اذربيجان الى كربلاء لنقدم الخدمة للزائرين وأنا أخدم في مجال عملي الطبي واعمل لمعالجة المرضى المتواجدين في كربلاء، ونحن منبهرون بما نشاهد فالناس من جميع الأطياف والبلدان يقدمون الخدمة للزائرين ونراهم يأتون من بلدان بعيدة نحو كربلاء بهدف زيارة الإمام الحسين عليه السلام".
وبينت عباس " أن الدافع الحقيقي الذي جاء بنا الى كربلاء هو عشق الإمام الحسين عليه السلام حيث قطعنا آلاف الكيلومترات ورأيت في العراق أن الناس يقدمون كافة الخدمات من المأكل والمشرب حتى رأيت أنهم يعملون على تنظيف أحذية الزائرين ولم أكن أتصور أن الخدمة تصل الى هذا الحد".
وحول استثمار الزيارة قالت" يمكن أن نستثمر هذه الزيارة في نشر فكر أهل البيت ويمكننا أن نرجع الى أول زائر قصد الحسين وهي السيدة زينب (عليهما السلام) مضيفة" إننا نرى بالمقابل أن العالم قرأ عن التضحيات والمظلومية التي مر بها الحسين من أجل الإسلام وبالتالي نرى العالم بمختلف طوائفه سنة وشيعة ومسيح وديانات أخرى أيضا رأيناهم يقصدون الحسين عليه السلام للمواساة وإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين المباركة".
جئنا لنجسد المحبة للحسين عليه السلام
أما الزائر عبد الله زورمان من هولندا، فقد ذكر" ان الحسين عليه السلام يمثل الوقوف بوجه الظالم ورفع راية الحق".
وعن هدفهم من القدوم الى كربلاء المقدسة قال" جئنا الى كربلاء لنجسد المحبة الصادقة للحسين عليه السلام رغم حرارة الجو والمصاعب التي واجهناها في الطريق المؤدي الى كربلاء قاصدين الحسين ابن بنت رسول الله من كل بقاع العالم وبمختلف الديانات والطوائف".
هل من ناصر، دعوة لكل الانسانية
فيما تطرق الزائر يعقوب ياشلاك من تركيا عن دوافعهم للزيارة قائلا" ان زيارتنا الى كربلاء تتمثل بالدعوة التي قالها الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء هل من ناصر ينصرنا وهذه الدعوة كانت للإنسانية جمعاء بعيداً عن الطائفة والمذهب وفي الوقت ذاته هي دعوة للأحرار لان الإنسان عندما يزور كربلاء يتنفس هذه الأجواء الروحانية التي لا يوجد لها مثيل في العالم وان من خلال الزيارة نستكمل النقص الذي يوجد بأرواحنا".
وأشار الى أن" أهل العراق وجدناهم يقدمون كل ما يملكون من اجل الحسين فلا مثيل لهم في هذه التضحية في كل العالم"
وعن موضوعة استثمار الزيارة فقد قال إن" على الجميع أن يستثمروا هذه الزيارة من خلال البعد الديني الذي يتمثل بالمسلمين سنة وشيعة ليستشعروا الروح الإسلامية الحقة ويبعدوا كل آثار التفرقة التي أوقعها العدو بينهم، واستثمار الزيارة لردم تلك الهوة وبخاصة لدى من يحملون في قلوبهم حب أهل البيت عليهم السلام، والبعد الثاني هو البعد الاجتماعي الذي يتمثل بغير المسلمين من كافة الديانات في الدعوة الى التعايش السلمي ونبذ كل أشكال العنف والعنصرية بينهم، أما البعد الثالث فهو البعد الإنساني الذي جمع الإنسانية في هذه الزيارة من كافة أرجاء المعمورة بعيدا عن كل المسميات والألقاب".