لمواكبة المتغيرات ومواجهة التحديات الحضارية.. معرض مسجد برداز يحتضن الشباب في أجنحته الثقافية والفنية بعدّة مدن ايرانية
إحياءً لدور المسجد ومحوريته، وبقالب فني وجمالي، ضم معرض "مسجد برداز" وثائق ومخطوطات إسلامية قيّمة، بالإضافة إلى لوحات وقطع فنية عديدة.
فروع المعرض أقيمت في 3 مدن مختلفة؛ مدينتا مشهد وقم المقدستين، بالإضافة إلى العاصمة الإيرانية طهران, فيما احتضن مسجد جمكران أحد هذه المعارض على مساحة واسعة، وشمل أيضا فعاليات ثقافية وفنية، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والفكرية، وبرعاية مؤسسة "هدايت" ومنظمة الدعاية الإسلامية، حيث أكد مديرها التنفيذي السيد ناصر مير محمديان أهمية إقامة مثل هذه المعارض "التي تحمل المحتوى الإسلامي بالاستفادة من الفن والتعابير الجمالية، والتي تربط الشباب بقيمهم وثقافتهم الدينية"، وأشار إلى أن "المعرض سيستمر بالنمو والتطور من خلال تنظيم محتويات جديدة، وعبر خطط كبيرة يجري تنفيذها يوما بعد آخر".
ودعا السيد مير محمديان إلى زيارة المعرض ولا سيما من شريحة الشباب، موضحا أن المسجد يعدّ محورا من محاور الثقافة وبناء الاخلاق ومواجهة التهديدات الانحرافية، وأن استخدام أساليب المعارض والفعاليات الميدانية تمثل امتدادا لهذا المحور، محذرا من الخطر "الذي يهدد المجتمع والشباب والأسر والأجيال القادمة" بسبب ضعف دور المساجد وقلة فعالياتها ومواكبتها للتغيرات الاجتماعية.
من جانبه أكد الشيخ مهدي روحي أمين معرض "مسجد برداز" أن فعالياته ستكون أكثر اكتمالا وشمولا من التجارب السابقة، موضحا أن المعرض الحالي جاء نتاج دراسة وبحث وأرشفة لجميع محتويات المعرض وما تضمنه من النصوص والمخطوطات للروايات وتراث أهل البيت (عليهم السلام).
أما سيد حسين حسيني، مدير مشروع بناء وتنفيذ مباني المعرض، فأوضح أنه جرى منذ أشهر بدء العمل على مدار الساعة في تهيئة أجنحة المكان وجميع التفاصيل الفنية، وأن العمل سيستمر مع استمرار المعرض لتوسيعه من خلال فريق كبير من المتخصصين، مشيدا بالشباب المشاركين في عمليات البناء، والذين يبذلون جهودا كبيرا بدافع أداء دورهم ومسؤوليتهم الاجتماعية.
وخلال زيارته للمعرض اعتبر السيد مهدي زريباف، نائب إدارة مركز البحوث الاستراتيجية في الرئاسة، أن "المسجد هو محور الربط" بين العباد وربّهم، وبين أفراد المجتمع فيما بينهم، ولا بد من العمل على توسيع دوره وتعزيز تأثيره في نشر القيم والمحبة الاجتماعية، مضياف أن المسجد يمثل الموقع "لنشر الأفكار وتقاسم المسؤوليات الاجتماعية بين الناس"، كما أنه يمثل واحدا من "أهم ركائز التنمية الذاتية والتنشئة الاجتماعية والحضارية، من أجل الوصول إلى مستوى الاستعداد لنصرة الإمام المهدي" (عج) في جمع المجالات.
وتابع السيد زريباف بالقول: إن هذا المعرض اعتمد أساليب "الإبداع والابتكار في وصف أبرز الأحداث الإسلامية" وهو مستمر بالتطور والنمو والتوسع.
كذلك رأت السيدة فاطمة الحسيني وهي من الكوادر التدريسية في جامعة الأديان والمعارف، أن رفع مستوى الروحانية والأخلاق في الجو العام للمجتمع يمثل حاجة كبرى في الوقت الراهن، أمام التحديات الهائلة التي يواجهها الشباب في إيمانهم واعتقادهم، وأن المسجد بمعناه الحديث يمثل القاعدة لتنمية القيم الروحية والاخلاقية والثقافية.
ومع ظهور تقنيات المعلومات والاتصالات المختلفة وزيادة تغلغلها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، لا بدّ من تحقيق تحول سريع في نموذج المؤسسات الروحية والثقافية، لتحافظ على دورها وحضورها التاريخي في المجتمع والإنسان.
تقرير: فاطمة عبد الحميد/ طهران
تصوير: يحيى عبد الرزاق