الرهاب الاجتماعي.. اضطراب عقلي تعاني منه البشرية
تقرير: أمير الموسوي
ظرف عقلي يعاني منه الملايين من الناس ,فلا يستثنى احداً فالجميع محتمل ان يتعرض اليها, فالقلق والتوتر في بعض المواقف الصعبة كأن تكون مقابلة عمل و غيرها امراً طبيعياً يتعرض له الجميع, اما الخوف والرهبة الملازمة في كل الاوقات للبعض ليس بالأمر الطبيعي وهذا ما يعرف بالرهاب الاجتماعي حيث يخشى الأشخاص الذين يعانون من الرهاب أن ينظر إليهم الآخرون على أنهم غريبون أو حتى مثيرون للسخرية حيث اعتبره المختصون احد مشكلات الصحة العقلية المزمنة.
ما هو الرهاب الاجتماعي؟
الرهاب الاجتماعي هو اضطراب مزمن يتميز بخوف مفرط وغير مبرر من الإحراج والهوان في المواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى ضيق شديد وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية, و يعتبر واحداً من الأمراض النفسية الأكثر شيوعا، حيث يُصاب ما بين 7 و12 شخصاً من كل 100 شخص بالرهاب الاجتماعي مرةً واحدةً على الأقل في حياتهم، وتعادل نسبة إصابة النساء بذلك مرةً ونصف أكثر من نسبة إصابة الرجال. يكون ظهور المرض لأول مرة في معظم الحالات أثناء مرحلة المراهقة.
ابرز الاعراض المتعارف عليها
ظهور العديد من الأعراض الجسدية للقلق، مثل احمرار وتورد البشرة، وخاصةً منطقة الخدود, تعرّق بشكل زائد, ارتجاف أو ارتعاش, سرعة خفقان القلب.
الخوف من التواصل مع الغرباء (الأشخاص الذين تلتقيهم لأول مرة).
القلق حيال رأي الناس بك، والخوف من أحكامهم.
الخوف من أن تسبب الحرج لنفسك أو التعرض للسخرية أو الإهانة.
التوتر حيال أن يلاحظ الناس المحيطون بك أنك متوتر وخائف.
تجنب القيام بأمور أو مهمات أو التواصل مع الناس بسبب الخوف من الإحراج.
صعوبة في التواصل المباشر في العين، أي لا يستطيع الشخص النظر في عين محدثه بشكل مباشر، بل يعمد إلى خفض بصره أو النظر إلى أمور أخرى.
كيف تتأكد من انك مصاب بهذا المرض من عدمهِ ؟
يمكِن للأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي التماس دعم احترافي من طرف طبيب اختصاصي أو معالج نفسي، حيث يتم خلال أول مقابلة طرح أسئلة عليهم حول كُل عرَض مَرَضي على حِدة، وعن الحالة الصحية العامة وعن الأمراض الجسدية. كما أنه يتم الاستعانة بالاستبيانات التي تساعد على تقييم شدة المرض، وبما أن الرهاب الاجتماعي غالباً ما يكون مصحوباً بأمراض نفسية أخرى، فإنه يتم أيضاً التأكد من ذلك عن طريق إجراء فحوصات.
الاستاذ الدكتور رضا الموسوي اخصائي في علم النفس بين لمركز الاعلام الدولي كيفية المعالجة قائلاً" ان مثل هكذا حالات تعتبر من الامراض القابلة للعلاج , فالعلاج يجب ان يكون بأشراف من قبل المختصين بعد اخذ تفاصيل المريض الفردية بعين الاعتبار وعلى هذا الاساس يتم اللجوء الى احد الطرق المناسبة للحالة ذاتها وحسب المعطيات الموجودة في المريض اما ان تكون المعالجة النفسية هي الطريقة المثلى لتحسن الحالة الصحية لدى المريض ", او تتم معالجته عن طريق اخذ العلاجات والادوية, تُعد مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية ((SSRI) Selective Serotonin Reuptake Inhibitors)) من اكثر الأدوية التي تُستخدم بشكل أولي وأساسي في علاج الرهاب الاجتماعي ".
وختم حديثه "ومن اهم هذهِ الطرق هي تغير النمط الحياتي المتبع لدى الشخص نفسه من خلال اخذ التمارين الرياضية والابتعاد عن الخجل وتقديم الدافع المعنوي للشخص المصاب, واستخدم كتيب لتسجيل الاحداث التي تتعرض للتوتر والخوف فيها, وتحديد الامور المهمة في حياتك والانشغال بتحقيقها قدر الامكان وكل هذهِ الطرق اعلاه عند الالتزام بها بشكل منتظم وفعلي سوف تساعدك للتخلص من هذا المرض المقيت".
الاستاذ الدكتور في علم النفس اشار الى "دور الأهل والاصدقاء في معالجة المريض مهم ونافع للمريض, فان للبيئة الاجتماعية تأثيراً كبيراً على الشخص المصاب وتشكل تقيداً واضح فالكثير من الناس لا يستطيعون معرفة المصاب اذا كان خجولاً في مواقف معينة او في جميع المواقف, فعليهم عدم التسرع في الحكم والاطلاع على اعراض هذا المرض والتأكد من الاصابة او عدمها بذلك تتمكن من السير بالطريق المناسب للحالة الموجود فالمصاب يجب تشجيعه الى مراجعة الطبيب المختص والابتعاد عن الاستهزاء في المريض والتنمر ذلك مما يزيد الى سوء حالته الصحية وترتيب مضاعفات اخرى".
المصادر: مواقع الكترونية