العقل زينة المسلم
محمد الموسوي
إن الآيات القرآنية قد ذكرت العقل والعقلاء في آيات كريمة عديدة لأهميتها فمنها قوله تعالى ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) فجعل الله سبحانه الناس الذين لا يحسنون استخدام عقولهم وفكرهم كالدواب بل اشر من الدواب وفي حديث لرسول الله (ص) عن العقل قال :( إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله إنما يجازى بعقله ).
فالعقل إذن هو الذي يميز بين الصالح والطالح والحق والباطل والصح والخطأ وطريق النجاة وطريق الهاوية وطريق الخير وطريق الشر وطريق المعروف وطريق المنكر .
كما أنه من مصادر التشريع في الإسلام ومن احد الطرق لاستنباط الإحكام الشرعية هو العقل .
ومن شروط الإمامة وإمام الجماعة أو إمام الصلاة هو العقل الكامل المدرك لما يقول ويفعل وخاصة في مجتمعنا المعاصر عصر السرعة وعصر المادة وعصر التكنولوجيا وعصر العلم والتقدم وعصر العلمانية والحداثة والاختلاط بالغرب وجلب أفكارهم التي تختلف عن عقولنا وأفكارنا لان العقول درجات كما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ( كلم الناس على قدر عقولهم ) فان مجتمعنا محافظ وشرقي وليس غربي فيجب تعليم وتنبيه الشباب بروح الحداثة والتقدم والإحكام الشرعية والرجوع إلى العقل المسلم وعدم التهور لان الشباب دائماً يعترضون على وجود بعض الإحكام الشرعية بحجة إن عقلهم لا يتقبل هذه الإحكام والفتاوى الشرعية والدينية والسبب تأثرهم بالثقافة الغربية علم ام جهل .
فلو تسلح الناس بثقافة الإسلام الأصيل لا جاءت إليهم هذه الأفكار الهزيلة في البداية لان العقل البشري يبقى ناقصاً مهما تقدم من العلم والرشد والدراسة والدليل ما حلله الرسول الأكرم (ص) فهو حلال وما حرمه فهو حرام فهي سنة والعلماء والفقهاء من بعده إلى اليوم يسيرون على سنته لكن باختلاف بعض الآراء وان هوى النفس وحب اللعب هو الذي جر الشباب لمثل هذه الانتقادات ضد الإحكام الشرعية لان الشباب يكون مندفع وطموح ويحب الظهور بسرعة في كل شيء عكس ما يريده الشارع أو العقل الإسلامي وإحكامه فالعقل زينة الرجل والمرأة والمرء يقاس بعقله وبهذا الموضوع قال رسول الله (ص) :( العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والصبر أمير جنوده والرفق والده والبر أخوه والنسب ادم والحسب التقوى والمروءة إصلاح المال ) . وقال الإمام علي (ع) : ( أول إعجاب المرء بنفسه فساد عقله ) .
وقال الإمام الحسين الشهيد ( ع) :(من دلائل علامات القبول : الجلوس إلى أهل العقول ومن علامات أسباب الجهل المماراة لغير أهل الكفر .
ومن دلائل العالم انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر ) وقال الإمام الصادق (ع) : ( ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال ) . فان عقل الشريعة الإسلامية وعقل الناس فيه اختلاف ويتساوى في تقوية وتغذية العقل في الوقت الحاضر .