التنوع الثقافي بوابة التعرف على الحضارات

2021-12-18 12:35

تتباين الثقافات من فردا الى أخر باختلاف المجتمعات ,حيث يعتبر التنوع الثقافي من المبادئ الأساسية في الحياة ومن ضروريات الطبيعة , يعتمد التنوع على احترام أراء الاخرين وتقبل أفكارهم , و يهدف التنوع الى التعايش السلمي بين الشعوب والعمل على مبدأ التسامح والمودة , لكن في مجتمعاتنا العربية رغم التطور والحداثة غير المسبوقة تتكبد البشرية الكثير من الذين لا يدركون الثقافة ولا يتقبلون الاخر بأي شكل من الاشكال  مما يؤدي الى اختلاق حياة روتينية مبنية على الخصومة والكراهية توثر سلبا على المجتمع , وحسب رأي مختصون ان لثلاث ارباع الصراعات الكبرى في العالم هي أبعاد ثقافية.

مفهوم التنوع الثقافي

هو عبارة عن مجموعة من المُعتقدات والسلوكيات التي يهدف وجودها للاعتراف بوجود كل الأطياف البشرية المتنوعة ضمن مجتمع معين متوازناً مع التقدير بوجود الاختلافات الاجتماعية والثقافية، وحسب رأي أحد المُختصين في علم الاجتماع فإنّ هناك عدة إجراءات يمكن اتباعها للوصول لتعريف مفهوم التنوع الثقافي وهي على النحو الآتي:

 احترام الاختلافات.

 تقدير وتثمين ما تقدمه الثقافات الأخرى.

الإقرار بوجود التنوع الثقافي الغزير.

 الاعتراف بتنوع أشكال التعبير الثقافية المختلفة.

مظاهر التنوع الثقافي 

شهد العالم في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في وسائل الاتصال والتواصل، مما نتج عنه عمليات تبادل عديدة، وامتزاجاً بين الثقافات المختلفة، وهذا بالتحديد ما يعرف بالتنوع الثقافي وله عدة اشكال منها :

•  اللغة

 تعرف اللغة على أنّها مجموعة متناسقة من الرموز والإشارات والأصوات، حيث تعتبر حاضنة المعارف، ووسيلة التواصل الرئيسية التي يستعملها الناس في حياتهم اليومية من أجل تبادل المعلومات، والأفكار، والتعبير عن المشاعر المختلفة المختلجة في صدورهم. لطالما تميزت الأمم والحضارات على مرِّ الأزمان والعصور بلغاتها الخاصة بها، والتي اعتبرت ركناً أساسياً من الأركان التي تقوم عليها أي ثقافة، وبالتالي هي مظهر مهم من مظاهر الاختلاف بين الأمم والحضارات ,فهي مدخل التعرف على الشعوب، والتمازج بين الأمم والحضارات في شتى أصقاع الأرض.

•  الدين

يعتبر الدين من أهم العوامل المؤثرة في الثقافات الإنسانية المختلفة، وهو يطلق على مجموعة من المعتقدات التي تؤمن بها جماعة من الناس والتي تؤثر في نظرتهم للحياة، والكون، وما بعد الموت، والإله وما إلى ذلك، ومن هنا نجد أثر الدين في كلّ تفصيل من تفاصيل الثقافات المتنوعة ، حيث ساهم في تعزيز الاختلاف بين الأمم والحضارات بشكل لافت. إنّ التعرف على الأديان الكثيرة المنتشرة في أصقاع الأرض هو من سبل تلاقح الأمم والشعوب، والتعرف على الحضارات المختلفة، والأهم التعرف على عوامل الاختلاف الحضاري المتنوعة، ووجهات النظر المتباينة بشأن المواضيع التي شغلت الإنسان منذ الأزل.

•  العادات والتقاليد

 تعرف العادات والتقاليد على أنّها اتباع السلف في ما اعتادوا عليه من سلوكيات، وطقوس، ومظاهر، وعقائد، وملابس، وهي تأتي على رأس أركان الاختلافين الحضاري والثقافي بين الأمم، ومن هنا فإنّ غالبية الأمم تحرص أشد الحرص على توريث عاداتها وتقاليدها، بل ونشرها بين الأمم الأخرى، كواحدة من أهم العناصر المكوّنة لثقافتها وحضارتها، لذا فإنّ هناك إقبالا كبيراً من قبل الأجانب الذين لا ينتمون إلى ثقافة معينة على التعرف على عادات وتقاليد اخرى.

أهمية التنوع الثقافي لدى للفرد

أن أبرز فوائد التنوع الثقافي وأهمية التعرف على الثقافات الأخرى بالنسبة للفرد تتمثل بـ :

  • زيادة المعرفة على نحو مستمر

نحن كجزء لا يتجزأ من هذا العالم علينا أنّ نتقبل تنوعنا واختلافنا, مع وجود التنوع الثقافي في المدرسة أو الجامعة أو بيئة العمل أو المجتمع، نستطيع اكتساب المزيد من الفهم والمعرفة حول الأشخاص وكل ما يتعلق بهم، ويُساعدنا أيضًا على التعرف على الثقافات والحضارات الأخرى في العالم الذي نعيش فيه وننتمي إليه، وتزويدنا بالمعرفة الجديدة والأساليب والمهارات والخبرات والتجارب المُختلفة، كما أنّ التنوع يُنمي المهارات اللغوية والتعبيرية، ويبرز طرقًا جديدة في التفكير والتصور.

  • خلق علاقات اجتماعية متنوعة

التواصل مع الآخرين والتفاعل اجتماعيًا معهم على اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم، ومُحاولة فهم وجهات نظرهم وآرائهم وتقبلها يُعزز روابط التعاون والتسامح والتكافل والتعايش وتقبل الآخر، وبالتالي يستطيع الفرد تكوين علاقات اجتماعية قائمة على الثقة والاحترام المُتبادل. 

  • بناء شخصية قوية وواثقة

عندما يتشارك الفرد مع الآخرين ويتواصل مع أشخاص من ثقافات وخلفيات مُختلفة ومُتنوعة، فإنَّ ذلك يمنحه فرصة التعامل مع أمور غير اعتيادية أو مألوفة بالنسبة إليه، الأمر الذي يُعزز مفهوم الثقة في التعامل مع الأمور التي تكون خارج مناطق الراحة، وبالتالي بناء شخصية قوية قادرة على التعامل مع الجميع.

  • زيادة الإبداع والابتكار

ثبُت أنَّ الجمع بين أشخاص من بيئات ثقافية وجغرافية مُختلفة يمتلكون تجارب مُختلفة في مكان واحد قادرًا على توليد أفكار جديدة ووجهات نظر مُتنوعة ، كما أنَّ تنوع الأفكار يُلهم الإبداع ويُحفز الابتكار ويقود إلى التفكير خارج الصندوق، ويُساعد في إيجاد حلول أفضل للمُشكلات وتلبية الاحتياجات بطرق جديدة ومُبتكرة.

  • حلّ المشكلات بشكل إيجابي

 وجود أشخاص من بيئات ثقافية مُتنوعة ومُختلفة في مكان واحد يعمل على إيجاد حلول أفضل للمشكلات ، وتستطيع المجموعات المتنوعة تقديم أفكارًا وطُرقًا جديدة أكثر إبداعًا وتميزًا في حل المشكلات.

أهمية التنوع الثقافي بالنسبة للمجتمع

أبرز فوائد التنوع الثقافي العائدة على المجتمع ككل تتلخص بما يلي

  • رفع الكفاءات

 يُساهم التنوع الثقافي في المجتمع في رفع الكفاءات، عن طريق تبادل المعرفة والخبرات والمهارات، ، فإذا احتوى المجتمع المزيد من التنوع فسيحظى بالمزيد من الكفاءات والخبرات وبالتالي المزيد من الإنتاجية.

  • تعزيز الاحترام بين أفراد المجتمع

إنّ تعزيز فكرة التنوع الثقافي في المجتمع قادرة على تعزيز فكرة احترام الاختلاف والتنوع، وتوثيق روابط التعاون والتكافل والتسامح، وبناء جسور الثقة والاحترام بين أفراد المُجتمع الواحد، وبالتالي تحقيق مزيد من الاستقرار والقبول لهم.

  • خفض مستوى الجرائم والعنصرية

 يقلل التنوع الثقافي من التمييز والعنصرية في المجتمع، فعندما نرى أشياء جديدة للمرة الأولى قد نجدها غير مألوفة لأنها تخرج عن التجربة المعتادة، ولكن بمجرد رؤية المزيد منها سيصبح الأمر طبيعيًا، الأمر ذاته ينطبق على التنوع الثقافي في المُجتمع .

اعداد : امير الموسوي

المصدر: وكالات ومواقع

العودة إلى الأعلى