التنمر الالكتروني ... آثاره وكيفية مواجهته
بعد اتساع رقعة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي, وعلى الرغم من ايجابيات استخدام التواصل الاجتماعي إلا ان هناك من جعله وسيلة سيئة استخدمها للإضرار بالمجتمع , وقد بدأ في الظهور ما يسمى بــ (التنمر الالكتروني) و بحسب تعريف اليونيسف انه تنمر باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة.
كما أن التنمر الإلكتروني قد يصل في بعض الأحيان إلى التهديد والتوعد، حيث يتم استغلال كثير من الأشخاص وابتزازهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
صور التنمر الإلكتروني
للتنمر الالكتروني صور وإشكال مختلفة يستخدمها صاحب النفس الضعيفة للتشهير وتسقيط الآخرين ولغايات أخرى، ومن اهم اشكال التنمر هو:
1ـ رسائل التهديد: تصل رسائل من مصدر مجهول إلى الحساب الشخصي في تطبيق ما وتكرار الفعل.
2ـ التعليقات غير اللائقة اجتماعياً وأخلاقياً على صورة خاصة، أو مقال أو فيديو منشور على الإنترنت وتداوله بين أوساط المجتمع.
3ـ نشر صور حقيقية أو معدلة يبدو فيها الطرف الآخر في وضع لا يرغب للآخرين في مشاهدته.
4ـ نشر شائعة أو معلومات عن الطرف الآخر بهدف الإساءة أو تشويه السمعة, والتحايل وتسريب معلومات لا يرغب الطرف الآخر مطلقاً في اطلاع أحد عليها.
5ـ التجسس من خلال تطبيقات صممت بهدف اختراق الخصوصية.
6ـ التحرش والابتزاز من خلال قنوات التواصل الإلكترونية المتعددة.
7ـ الاتصال الهاتفي من طرف معروف أو مجهول يقوم فيه بنشر شائعات عن طرف آخر يهدف من خلاله إلى الإضرار بالآخر وتشويه سمعته.
8ـ انتحال الشخصية، ونشر مشاركات إلكترونية مختلفة تسيئ للآخرين.
فضح المؤمن وأذيَّته يقرب من الكفر
من جملة الكرامات المجعولة للمؤمن عدم جواز التجسُّس عليه وأذيَّته أو فضحه في خصوصيَّاته الَّتِي لا يُريد لأحدٍ أن يطَّلع عليها، لذلك كان الدخول إلى بيت المؤمن أو التصرُّف بماله أو أغراضه أو الاطِّلاع على حاله بحاجة إلى إذنٍ صريح منه، وإلاَّ حَرُمَ ذلك.
قال الله العزيز الحكيم:( ... وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) سورة الحجرات اية (12).
وفي النصِّ الشريف: «أقرب ما يكون العبد إلى الكُفْر أنْ يكون الرَّجُل مواخياً للرَّجُل على الدِّين، ثمَّ يحفظ زلاَّته وعثراته ليضعه بها يوماً ما».
آثار التنمر الالكتروني
حددت دراسات مجموعة من أثار التنمر الالكتروني التي تبدوا واضحة على التنمر وهي:
1ـ يتسبب التنمر الالكتروني في اكتئاب الشخص التنمر عليه في حال لم يتلقى المساعدة الفورية.
2ـ انعدام الثقة: صعوبة ثقة الضحية بالأخرين والنظر اليهم بعين الشك والخوف وافتقاد الشعور بالأمان.
3ـ في كثير من الاحيان يلجأ المتنمر الى الانعزال خصوصا صغار السن والمراهقين.
4ـ تشتت الذهن وتدني المستوى الدراسي للضحية في حال كان طالباً في المدرسة أو الجامعة, اضافة الى اضطراب في الأكل والنوم
5ـ شعور بالخوف والقلق والترقب لكل شيء جديد ومزعج
6ـ التعرض للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية.
7ـ الانتحار: قد يصل الشخص التنمر عليه الى مرحلة يظن فيها أن إنهاء حياته هو السبيل الوحيد للخلاص من التنمر الالكتروني.
مواجهة والحد من التنمر الإلكتروني
يقول الكاتب عامر العبود في مقال له: "عند الحديث عن مواجهة التنمر وحلول التنمر الإلكتروني سنجد العديد من الاعتبارات الشخصية والثقافية التي تتحكم بخياراتنا في الرد على التنمر والتعامل معه، ويمكن ذكر بعض حلول التنمر الإلكتروني ونصائح مواجهة المتنمرين كالآتي":
ـ تجاهل التعليقات المسيئة: الحالة الأكثر شيوعاً هي التعليقات والرسائل المسيئة، وبداية الحل تكمن في تجاهل هذه التعليقات والرسائل وعدم الرد عليها، اقرأ أيضاً مقالنا عن مواجهة التنمر بطريقة المشاهير.
ـ الحظر والتبليغ حل فعال للتنمر الإلكتروني: يعتبر حظر المتنمرين واحدة من أسرع وأفضل الطرق للحد من التنمر الإلكتروني والتخلص من القلق حول ما يقوم به المتنمرون، احظره وبلغ عنه، وانسى وجوده.
ـ قم بالإبلاغ عن التهديد والجريمة الإلكترونية: تعرَّف إلى القوانين المتعلقة بالجريمة الإلكترونية في بلدك، ولا تتردد بالإبلاغ عن حالات التهديد أو التشهير أو الابتزاز الإلكتروني، وتأكد أنك تقوم بالتقاط صورة للشاشة كإثبات.
ـ لا تكن متنمراً: ولا ترد على الإساءة بإساءة مثلها، حاول أن تتجنب الدخول في دوامة التنمر، وفكر جيداً قبل أن تكتب منشوراً أو ترسل رسالة أو تشارك فيديو أو حتى قبل أن تضغط خيار الإعجاب على منشور مسيء.
ـ لا تلم نفسك: لا تدخل في منطقة جلد الذات، وتذكر أن المتنمر غالباً ما يعاني من النقص والإحباط والغيرة، حاول أن تفصل تماماً بين نظرتك إلى نفسك وبين ما يقوله عنك المتنمرون.
ـ اطلب المساعدة: تحدث عن تعرضك للتنمر واطلب المساعدة من أشخاص مقربين، ولا تتردد بطلب المساعدة من المختصين.
اعداد: محمود المسعودي