الصدى العالمي لفتوى الدفاع الكفائي

2021-07-04 10:45

تسابقت الصحف العالمية لتداول ابرز حدث في العالم ابان الانتشار السريع لعصابات داعش التكفيرية، والتي تم التخطيط لها لإسقاط الأنظمة التي تعارض توجهات القوى العظمى، وتحقيق أهداف متعددة ومنها الهيمنة على الشرق الأوسط من خلال هذه العصابات ومن جهة أخرى تشويه صورة الإسلام لدى العالم ككل.

وما أن تم إحتلال الموصل من قبل العصابات التكفيرية، تعالت الأصوات الراغبة بالهيمنة حول عدم إمكانية القضاء على هذه العصابات ولعقود من الزمن، ولكن جاء الرد سريعاً من صمام الأمان العراقي والعالم الإسلامي المتمثل بالمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ليحفظ ماء وجه الدين الإسلامي الحنيف المبني على التسامح والمحبة والألفة وحب الخير لكل المجتمعاتمن جهة اخرى.

تحوّل مسار الصحف العالمية باتجاه النجف، ليستكشف قوة المرجعية الدينية والتي استطاعت ان تفند جميع المخططات الرامية إلى تقسيم العراق، فتداولت عشرات الوسائل الإعلامية العالمية فتوى الدفاع المقدس التي جاءت بعد احتلال الموصل.

جاء في مقال الصحفي البريطاني " جاك واتلنغ"  لصحيفة" The Atlantic " الأمريكية والذي كتبه بعد زيارته للعراق وبدعوة من مركز الإعلام الدولي في العتبة الحسينية المقدسة، وكان تحت عنوان " السلطة في العراق الجديد".

 وتطرق فيه الى دور العتبات المقدسة في ذلك الحدث فقال" لعل أوضح مظهر من مظاهر دور العتبات هو "تشكيل متطوعي الحشد الشعبي، وهو جيش موازٍ يتألف لحد كبير من المتطوعين الشيعة في الجيش العراقي، تحت الفتوى التي أصدرها آية الله العظمى علي السيستاني عام 2014 ، رجل الدين الأبرز في الإسلام الشيعي للدفاع ضد داعش.

وكتبت صحيفة" Times of India "النسخة المطبوعة واسعة الانتشار في الهند مقالا بعنوان " كيف قلبت فتوى المرجعية العليا موازين الحرب ضد داعش" للكاتب سمير خاتلاني جاء فيه:

"تمكن الحشد الشعبي من خلال فتوى السيد علي السيستاني للعراقيين للتصدي ضد تنظيم داعش في حزيران 2014 تحرير مناطق مهمة كالرمادي وهي تساعد وتساند الجيش العراقي في عملية تحرير أهم منطقة متبقية تحت سيطرة داعش وهي الموصل."

وقد سلّطت مجلة "Newsweek " الأمريكية الضوء على دور المرجعية في النجف للقضاء على التطرف الإسلامي حيث نشرت مقالاً" أقوى رجال الدين سلطة في العراق يدعو الى محاربة داعش".

وقد نقلت المجلة مقتطفات من خطب الجمعة من كربلاء المقدسة" ان على جميع العراقيين القادرين على محاربة داعش وهي حرب ليست للعراقيين بل يجب على العالم ايضا التصدي لهذه الهجمة لان أفكارهم تستهدف الإنسانية جمعاء".     

فيما نقلت قناة الـ " BBC" البريطانية عبر موقعها الالكتروني تقريراً عن فتوى المرجعية الدينية لقتال داعش جاء تحت عنوان " المرجع الديني السيستاني يصدر فتوى قتال داعش".

وقد نقلت بعض من خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي" على المواطنين القادرين على حمل السلاح ان يتطوعوا للدفاع عن بلدهم ومقدساتهم"

حيث أدت هذه الفتوى لتطوع الآلاف من الشباب والكبار لمحاربة تنظيم داعش، ثم الانتصار عليه.

فيما كتب "سي جي شيفرز" لصحيفة " The New York Times" مقالا  مفصلا " دعوة رجال الدين للعراقيين الشيعة ان يحملوا السلاح".

" بعد الفتوى في 13 من شهر حزيران الصادرة من آية الله السيستاني تطوعت العديد من القبائل العراقية حيث أحكمت داعش قبضتها على الفلوجة حيث صرح احد المشايخ اننا كمتطوعين شيعة لا نقاتل من اجل الشيعة فقط بل للدفاع عن ارض العراق في أي مكان يدنسه الإرهابيين".

ونشرت" The Washington Post " تقرير للصحفي " لافودي موريس أوضح خلاله مدى استجابة المتطوعين العراقيين، " كانت الساحة مهيأة يوم الجمعة لمواجهة طائفية كبرى في العراق بعد أن ناشدت الحكومة وأقوى رجل دين شيعي في البلاد المدنيين حمل السلاح ضد المسلحين المتشددين من داعش وهي خطوة من شأنها أن تمد جزئياً صفوف قوات الأمن التي تم تدميرها من قبل بعض المتطرفين دينياً". و"بعد هجوم شنّه هذا الأسبوع تنظيم داعش في العراق وسوريا  المستوحى من تنظيم القاعدة ، أثار تراجعًا كبيرًا من قبل قوات الأمن في الشمال، وأصدرت فتوى او دعوة للمتطوعين للانضمام إلى المعركة ومساندة القوات الامنية العراقية، ترددت هذه الدعوة في رسالة من آية الله العظمى علي السيستاني التي أقيمت في صلاة الجمعة بمدينة كربلاء".

وقد نشرت قناة "CNN  " الأميركية تقريراً مفصلاً عن حياة المرجعية الدينية وأهم ما صدر من سماحته بعد عام 2003 حيث سلّطت الضوء على عدد من البيانات التي تهدف الى وحدة العراقيين وعدم سفك دم الأبرياء من جميع أطياف الشعب العراقي بالإضافة إلى الفتوى المشهورة في عام 2014 لشحذ همم العراقيين القادرين على حمل السلاح لمواجهة الإرهاب التكفيري المتمثل بداعش حيث ساهمت هذه الفتوى في تحرير الاراضي التي احتلتها العصابات التكفيرية ومن ثم القضاء على داعش.

تقرير وترجمة: حيدر محمد المنكوشي

مجلة الروضة الحسينية

 

العودة إلى الأعلى