قناة فرنسية تتناول 40 عاما من تأريخ العراق المعاصر
د. علاء شطنان
عرضت قناة “فرانس 5″ القناة الفرنسية الخامسة فيلما وثائقيا من أربعة أجزاء ، تناولت فيه 40 عاما من تأريخ العراق المعاصر.
حمل الفيلم الوثائقي اسم (العراق، تدمير أمة) و هو من اعداد الفرنسي جان- بيير كانيه Jean-Pierre Canet ، الذي اشتهر بإدارته لبرنامج تلفزيوني شهير في فرنسا هو "مراسل خاص" (Envoyé Spécial) و الذي قال في حوار مع مجلة "أوبس" الفرنسية "إن العراق خلال أربعين عاما تحوّل من دولة واعدة وحديثة إلى منطقة مدمرة بالكامل. تم عرض الفيلم باجزائه الاربعة في أمسية واحدة ( 225 دقيقة) في 31/1/2021.
يتناول الفيلم قصة تدمير العراق من خلال حكم دكتاتوري استند في سياسته الى القمع والتنكيل وخوض الحروب العبثية مما اتاح للقوى الدولية الكبرى التدخل بدورها للإجهاز على ما تبقى من امكانيات العراق، البلد الذي وصفته صحيفة اللوموند الفرنسية بالقوة البترولية الكبرى. كما وصفته صحيفة الفيغارو بمعرض تعليقها على الفيلم الوثائقي قائلة :
(أرض التأريخ والفخر ، كان للعراق كل شيء ليكون جنة عدن: فيه نهري دجلة والفرات ، وغالبية سكانه من المتعلمين ، وأرضه تطفح بالنفط, مع ذلك عاش العراقيون على مدى أربعين عامًا ،حروبا و حصارا و غزوا خارجيا و نزاعات داخلية. هذه القصة المشؤومة أعاد سردها المخرج جان- بيير كانيه ، في فيلمه الاستقصائي " العراق، تدمير أمة" ، سلسلة وثائقية غير مسبوقة من أربعة أجزاء بُثت يوم الأحد على قناة فرانس 5.)
كما ذكرت صحيفة "اللوموند" في عددها الصادر في 31/1/2021 ان الفيلم الوثائقي يشرح كيف أثر أربعون عامًا من الحكم الدكتاتوري والحروب على مستقبل العراق هذه القوة النفطية, و ذكرت الصحيفة ان الفيلم ينقسم الى اربعة اجزاء كل جزء يحمل عنوانا مستقلا تتمحور حول شخصية رئيس النظام السابق، منذ ظهوره على الصعيد السياسي حتى سقوطه.
و تحدثت القناة الفرنسية الخامسة عن اجزاء الفيلم الاربعة : الجزء الاول يحمل عنوان ”الحليف” في إشارة إلى رئيس النظام السابق ودور أوروبا وأمريكا في دعمه خلال فترة الحرب مع إيران و التذكير بالعلاقات العميقة التي ربطت في السابق بين العراق وفرنسا، عبر النفط والنووي والتسلح، وهذا بعد سرد سريع لوصول صدام حسين للحكم، وطُرقه الدموية للحفاظ عليه . يؤكد الوثائقي على ان الحرب كانت "خطأ تاريخيا"، و هنا يكشف الفيلم أسرار إعارة فرنسا للعراق طائرات فرنسية مقاتلة في الحرب و غيرها من احداث ساهمت في اطالة امد الحرب و زعزعة أمن المنطقة. و في الجزء الثاني”الخصم” ، تناول الفيلم احداث ما بعد 1990 ، حيث اعتبر صدام حسين أنه لا يمكن المساس به ، فغزا الكويت. القرار الذي ستكون له عواقب وخيمة على نظامه و على العراق و شعبه. سببت هذه المغامرة مئات الآلاف من الضحايا الذين لقوا حتفهم سواء بسبب الحرب او بسبب آثار الحصار الذي دام 12 عامًا والذي فُرض بعد الحرب.
و تناول الجزء الثالث ” المُدان” التطورات التي تلت 11 سبتمبر 2001 و كيف استغلت الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة اسقاط صدام حسين لتدمير العراق و تفكيكه على الرغم من رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و رفض جانب من المجتمع الدولي الذي انتقد الأكاذيب التي تروجها واشنطن لإعلان الحرب ، فقد تمت الإطاحة بالنظام العراقي بسرعة لتشيع الفوضى في البلاد ، و سرعان ما تزعزع الاستقرار بعد سقوط النظام ومطاردة رموزه وما أعقبها من ظهور للجماعات الإرهابية والمسلحة في المنطقة. اختتم الفيلم الوثائقي هذا السرد التاريخي الاستقصائي بالجزء الرابع المعنون” الشبح” و هي فترة ما بعد الحكم على رئيس النظام السابق و اعدامه و ما تلته من احداث و دخول الارهاب و محاربته و خاصة الحرب ضد تنظيم د1عش و كيف توحد الشعب العراقي في مواجهته.
و تخلل السرد في اجزاء الفيلم الاربعة عرض شهادات لشخصيات من الصف الأول، منها شخصيات أمريكية مثل "بول بريمر" و"لورنس ويلكيرسون" مدير مكتب وزير الخارجية السابق "كولن باول"، والجنرال "ديفيد بتريوس" المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، إضافة إلى شخصيات فرنسية مثل "فرانسوا هولاند" و"برونو لامير" و"رولان دوما" و"جان بيار شوفنمان".
كما عرض الفيلم شهادات سياسيين عراقيين مثل مسعود البرزاني رئيس كردستان العراق بين (2005 و2017)، وأسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي (2016 – 2017)، ومواطنين عراقيين من فئات وانتماءات مختلفة.
مجلة الروضة الحسينية