كربلاء.. مؤتمر علمي دولي لبناء اقتصاد عراقي متعدد الموارد
أقامت أكاديميّة الوارث للتنمية البشريّة والدراسات الاستراتيجيّة التابعة للعتبة الحسينيّة المقدّسة مؤتمرها العلمي الأول بعنوان (استراتيجيات التحوّل من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد متعدد الموارد) وذلك بالتعاون مع كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة وارث الأنبياء في كربلاء, بهدف بناء اقتصاد عراقي متعدد الموارد وخلق بيئة محفزّة قادرة على خلق فرص استثمارية للموارد المتنوعة.
وقال معاون الامين العام للشؤون الفكرية والثقافية د. افضل الشامي" تأتي اهمية هذا المؤتمر للبحث في كيفية خروج العراق من الازمة الاقتصادية التي يمر بها, وتحويل اقتصاده من اقتصاد ريعي الى اقتصاد متعدد الموارد في بلد متعدد الخيرات, حيث يساهم في تشخيص المعوقات والاخطاء التي تقف امام الريع الاقتصادي والنهوض به وايجاد الحلول المناسبة والبدائل".
من جهته قال مدير اكاديمية الوارث للدراسات الاستراتيجية د. طلال فائق الكمالي قائلاً" سعت العتبة الحسينية من خلال اذرعها المؤسسية المختصة في التفكير وتقديم الرؤى عبر اكاديمية الوارث للدراسات الاستراتيجية، لتشخيص الازمة الاقتصادية التي يعيشها بلادنا منذ اكثر من سنتين, عبر مؤشرات كثيرة من اهمها شبه الاعتماد التام على ايرادات النفط في ادامة الحياة الاقتصادية، في الوقت الذي باتت هذه السلعة احدى ادوات الصراع السياسي بالمنطقة والعالم".
وبيّن الكمالي" على الرغم من حداثة اكاديمية الوارث للدراسات الاستراتيجية وكلية الادارة والاقتصاد في جامعة وارث الانبياء, الا انهما انبرتا لأصل هذه الازمة وعزمتا على المشاركة في تشخيص الاسباب ومن ثم وضع الحلول والادوات والسبل الكفيلة للخروج من هذه الازمة، عبر الدراسات البحثية العلمية، وعقد المؤتمر الدولي الاول تحت عنوان استراتيجيات التحول من الاقتصاد الريعي الى اقتصاد متعدد الموارد, وستساهم هذه الحلول في تنويع القطاع الاقتصاد العراقي عبر تفعيل دور القطاع الزراعي والصناعي والسياحي".
واشار الكمالي" شارك في المؤتمر 74 بحثا علميا وتم قبول 38 بحثا منها، بعد مطابقتها للمعايير المعتمدة من قبل ادارة المؤتمر واخضاعها لأعلى درجات التدقيق والتحقيق, ونامل من الجهات الحكومية المعنية وخاصة وزارتي المالية والتخطيط ان تأخذ بهذه الحلول وتسعى للخلاص من هذا الوضع الراهن وضمان مستقبل الشعب".
د. انور عباس، من كلية الادارة والاقتصاد في جامعة واسط بين قائلا" ليس من الصعوبة ان يخرج العراق من الاقتصاد الريعي اذا ما اعتمد سياسات مناسبة وملائمة للاقتصاد الوطني العراقي, والاقتصاد الريعي هو سيطرة الصادرات النفطية على الصادرات الاخرى بنسبة تتجاوز 95% ومن ثم اعتماد الموازنة العراقية على الايرادات المعتمدة على النفط لسد العجز في تمويل الموازنة, ولكي يتحول العراق من الاقتصاد الريعي الى اقتصاد متعدد الموارد يجب عليه القيام بالتنسيق ما بين السياسات الاقتصادية والنقدية والمالية، وهذا لن يحدث في العراق لأنهم هم يريدون ذلك وينتظرون من الاقتصاد ان يقدم خدمة للسياسة, والمطلوب هو ان التطور والتنمية ان تقدم خدمة للاقتصاد دون خدمة المصالح السياسية".
الباحثة د. رجاء جابرعباس قالت عن بحثها المقدَّم ضمن فعاليات المؤتمر" ان البحث المشارك يسعى إلى استفادة الاقتصاد العراقي من دروس دول معينة عن طريق التحول الصناعي والمعرفي، وعدم الاعتماد على مورد اقتصادي معين، اذ يعد الابتكار في التنويع الاقتصادي له أهمية كبيرة في زيادة القيمة المضافة للقطاعات المستخدمة، لماله من آثار كبيرة في تخفيض تكاليف الانتاج وزيادة الصادرات، والتي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية، لذا يتطلب سياسة اقتصادية فاعلة لدعم التنمية في العراق، واصلاح الاخفاقات في السياسات الهادفة إلى تمويل عملية التنويع وخفض التكاليف".
سلام الطائي
تصوير: صلاح السباح