اللجنة الوطنية العليا: نواجه الهجمات الفكرية عبر الإعلام الجديد بالفكر والتحليل العلمي

تحديات فكرية وإعلامية متسارعة أبرزت الحاجة في العراق إلى إنشاء إطار وطني يحصن المجتمع من الاختراقات الفكرية ويعزز قيم الوعي والتماسك فجاءت مبادرة رئاسة الوزراء بتشكيل اللجنة الوطنية العليا للأمن الفكري برئاسة الأستاذ الدكتور حيدر عبد الزهرة التميمي لتتولى إعداد أول استراتيجية وطنية للأمن الفكري بالتعاون مع مختلف المؤسسات الأكاديمية والدينية والأمنية. 

وفي هذا الصدد يقدم الدكتور التميمي عبر هذا الحوار جوانب مختلفة عن نشأة اللجنة وآلية عملها، والتحديات التي تواجهها فضلا عن الخطوات المقبلة لترسيخ أمن فكري مستدام في العراق.

بدءا.. كيف ولدت فكرة تشكيل اللجنة ،وما الجهة التي تبنت تأسيسها رسميا؟

ج/ قدمت دراسة عن طريق مركز مشورة للدراسات والتنمية الذي نترأسه إلى دولة رئيس الوزراء تضمنت أهمية الأمن الفكري وضرورة العناية بتحقيقه وبسطه في المجتمع وما يتطلبه ذلك من إنشاء لجنة وطنية عليا تتبنى هذا الموضوع، وقد أحيلت الدراسة إلى هيئة المستشارين واطلع عليها كبار الشخصيات المتخصصة وأيدوا الفكرة واقترحوا أن تشكل لجنة عليا بوظيفتين الأولى كتابة استراتيجية وطنية للأمن الفكري والثانية تطبيق مخرجات الاستراتيجية بعد إقرارها.

هذا يعني أن اللجنة ضمن منظومة رئاسة الوزراء، فما اهم الادوار التي تضطلع بها، وهل لها تنسيق مع بقية المؤسسات الحكومية؟

ج/ تضطلع اللجنة حالياً بكتابة الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري وبعد ذلك ستتولى تطبيق بنودها عبر لجان فرعية في الوزارات والهيئات إذ تضم اللجنة ممثلين عن كل الوزارات والهيئات والأوقاف الدينية والعتبات المقدسة وصدر بهم أمر ديواني وهم حلقة الوصل بين اللجنة ومؤسساتهم.

هل للجنة نظام داخلي أو هيكل تنظيمي خاص يحدد الصلاحيات والمهام؟

ج/ في هذه المرحلة لا يوجد نظام داخلي لأننا ما زلنا في المرحلة الأولى لكننا وضعنا هيكلية عمل وبرنامجاً ونحن الآن في المراحل الأخيرة من إعداد الاستراتيجية وربما نعمد إلى وضع نظام داخلي إذا تحولت اللجنة إلى لجنة دائمة.

وهل كان للجنة فعاليات أو نشاطات نظمتها خلال العام الجاري؟

ج/ عقدت اللجنة مؤتمرا بالتعاون مع جامعة التراث الأهلية ونظمت ورشة عمل في السليمانية بدعوة من منظمة (CDO) بمشاركة أكثر من 47 شخصية سياسية وعلمية كما عقدت اجتماعات موسعة في الجامعة التقنية الوسطى، مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، بيت الحكمة، معهد إعداد القادة (أمانة مجلس الوزراء)، مركز التخطيط الاستراتيجي المشترك (مستشارية الأمن القومي)، ومعهد التطوير الاستخباري في وزارة الداخلية.

وردت لنا معلومة ان اللجنة تعمل ضمن تسعة محاور أساسية، فأي محور لمس أثراً أكبر في المجتمع حتى الآن؟

ج/ جميع المحاور التي اشتغلت عليها اللجنة مهمة جداً، وقد تضمن كل محور برامج خاصة في الاستراتيجية وسنعمل على تفعيلها جميعاً.

في هذا المجال لا بد انكم بحاجة الى شراكات مع جهات اخرى (جامعات، مؤسسات دينية، أمنية، منظمات مجتمع مدني) فهل أقمتم مثل هكذا شراكات في أنشطتكم ؟

ج/ لدينا ممثلون عن كل الجهات المذكورة، ولدينا داخل اللجنة فريق متخصص بالنشاطات يتولى التنسيق بهذا الشأن، مع ترتيب الأولويات بحسب الحاجة.

وهل حققت اللجنة حتى الآن شيئا على صعيد تعزيز الوعي الفكري في المجتمع العراقي؟ وهل لديكم مقاييس أو مؤشرات تقيس نجاح البرامج ؟

ج/ اللجنة حالياً في مرحلة الإعداد التنظيري وتعمل على صياغة أول استراتيجية وطنية للأمن الفكري. أما التنفيذ فسيبدأ بعد المصادقة على الاستراتيجية، وبالتالي فان أمور مؤشرات النجاح مؤجلة إلى المرحلة الثانية من عمل اللجنة.

وكيف تقيمون تجاوب الجامعات وطلبة العلم مع مشاريع اللجنة؟

ج/ التعامل مع اللجنة إيجابي جداً، وليس الجامعات وحدها، بل جهات عديدة تتعامل مع اللجنة بإيجابية، وتثني على دولة رئيس الوزراء لمبادرته في تشكيلها.

 ما أصعب التحديات التي تواجه اللجنة في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية؟

ج/ لم ندخل بعد في حيز التنفيذ لذا التحديات ستتضح أكثر في المرحلة المقبلة.

كيف تتعاملون مع الهجمات الفكرية التي تُدار عبر الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي؟

ج/ خصصنا محوراً للإعلام والتقنيات، وتعتمد اللجنة منهج المواجهة بالفكر والرد بالمثل عبر التوعية بالتفكير التحليلي، وتقديم ردود علمية، إضافة إلى استخدام الوسائل ذاتها في التثقيف، وكشف النوايا الكامنة وراء تلك الحملات.

 ما الخطوات المقبلة للجنة في استكمال صياغة وتطبيق الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري؟

ج/ هناك خطوات عملية كبيرة بانتظارنا بعد إقرار الاستراتيجية.

هل هناك خطط لتوسيع عمل اللجنة ميدانيا ليشمل المدارس والمناطق الريفية، وليس فقط الجامعات والمدن؟

ج/ بالتأكيد، هناك ملفات عديدة ضمن خطط اللجنة، وسيتم تنظيم نشاطات بحسب الحاجة في هذه البيئات.

كيف تتصورون شكل العراق بعد خمس سنوات في حال طُبقت برامج اللجنة على نطاق واسع؟

ج/ نتطلع إلى عراق آمن فكرياً، وسنسعى الى تحقيق ذلك بعون الله تعالى وتعاون الجماهير بمختلف فئاتها.

العودة إلى الأعلى