من الصين إلى السويد.. العالم يجتمع على درب الحسين
تعيش مدينة كربلاء في هذه الأيام أجواء روحانية استثنائية مع انطلاق فعاليات *زيارة الأربعين*حيث تشهد شوارعها ومداخلها تدفقًا لمواكب العزاء والخدمة الحسينية القادمة من مختلف دول العالم، في مشهد إنساني يعبّر عن وحدة الشعوب تحت راية الإمام الحسين عليه السلام.
وتوافدت هذا العام مواكب أجنبية من *إيران، باكستان، الهند، الكويت، السعودية، مصر، سلطنة عمان، الصين، ألمانيا، السويد*، إضافة إلى مواكب أخرى من دول عربية وأجنبية، لتشارك في تقديم الخدمات للزائرين، سواء على شكل مواكب طعام وشراب، أو عبر فرق طبية وإرشادية، أو من خلال فعاليات دينية وثقافية تعبّر عن إرث كل بلد وثقافته.
على طول طرق الزائرين المؤدية إلى كربلاء، تنصب هذه المواكب السرادقات المزيّنة بالرايات الحسينية، وتُسمع الأناشيد والمراثي بلغات متعددة، من الفارسية والأردية والإنجليزية، وصولاً إلى الألمانية والصينية، ما يخلق لوحة إنسانية فريدة توحّد القلوب رغم اختلاف الألسن والانتماءات.
ويعمل المتطوعون على مدار الساعة لتقديم وجبات الطعام والمشروبات، إضافة إلى توفير أماكن للراحة والنوم، وخدمات إسعاف أولية للزائرين الذين يقطعون مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام.
زيارة الأربعين، التي تصادف مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف عام 61 هـ، تحوّلت خلال العقود الأخيرة إلى حدث عالمي يشارك فيه ملايين الزائرين سنويًا، حتى صنفتها بعض المراكز الدولية كأكبر تجمع بشري سلمي في العالم.
وتعتبر مشاركة المواكب الأجنبية جانبًا مهمًا في هذا الحدث، إذ تحمل كل مجموعة معها جزءًا من ثقافة بلدها، وتدمجها في الخدمة الحسينية، ما يعزز من الطابع الأممي للزيارة ويعكس رسالة التسامح والتضامن بين الشعوب.
ومن المتوقع أن تشهد كربلاء ذروة التوافد في الأيام القليلة المقبلة، مع اقتراب موعد الأربعين، حيث تمتلئ الطرقات المؤدية إلى المدينة بالملايين من الزائرين الذين يواصلون مسيرهم في أجواء إيمانية مهيبة، ليجددوا العهد والولاء لقيم العدالة والتضحية التي ضحّى من أجلها الإمام الحسين عليه السلام.